نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريراً أعدّه مايكل كرانيش قال فيه إن صحة وعمر المرشح الجمهوري دونالد ترامب أصبحا محلّ تمحيص وتدقيق وأسئلة، بعد خروج المرشح الديمقراطي، والرئيس الحالي جو بايدن، من السباق، إثر حملة شنت عليه بسبب كبر عمره (81 عاماً)، وعجزه، والمخاوف من عدم قدرته على ممارسة مهام الدولة في ولاية ثانية.
وقالت الصحيفة إن ترامب نشر، عندما كان رئيساً، تقريراً طبياً أشار فيه المختصون إلى أنه يعاني من مرض في القلب والسمنة، إلا أنه كمرشح رفض أن ينشر تقارير عن نتائج فحوص الدم، ووزنه، وغير ذلك من المعلومات المهمة عن صحته.
وقالت الصحيفة إن أسابيع من التركيز المكثف على صحة وعمر بايدن انتهت، يوم الأحد، بإعلانه التنحي عن الحملة الانتخابية، ما فتح الباب على التركيز على ترامب، والذي بات اليوم أكبر المرشحين عمراً في تاريخ الحملات الانتخابية الأمريكية، وهو شخص لم يتسم بالشفافية في ما يتعلق بسجله الطبي أكثر من منافسه.
ويبلغ عمر ترامب الآن 78 عاماً، ويعاني من مرض مزمن بالقلب ومن السمنة، ومع ذلك لم يقدم أي معلومات محدثة عن ظروفه هذه، ولم ينشر نتائج فحوص الدم، أو معلومات أخرى تساعد الخبراء على تشخيص المخاطر الطبية التي يعاني منها. وبدلاً من ذلك نشر رسالة غامضة مكونة من ثلاث فقرات، كتبها الطبيب الخاص له، وهو بروس إي أرونوالد، والذي كتب، في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أن الرئيس السابق في صحة جسدية وعقلية ممتازة، وقال، في بيان نشرته حملة ترامب، وأرسل إلى “واشنطن بوست”: “لا حاجة لنشر الرئيس ترامب تقريراً طبياً آخر إلى جانب التقرير الذي نشره قبل فترة”.
وبعد سبعة أيام من تعرّضه لمحاولة اغتيال، في 13 تموز/يوليو، نشر ترامب رسالة من طبيبه السابق في البيت الأبيض، النائب الجمهوري عن تكساس، روني جاكسون، وصف فيها معالجة ترامب من جرح بعرض 2 سنتميتر بأذنه اليمنى. وقال إن صورة طبقية أو سي تي سكان أجريت له، وفحوصاً أخرى، لكنه لم ينشر النتائج.
وقال جاكسون، في رسالته، إن ترامب عالجه بداية فريق المستشفى التذكاري ببتلر في بنسلفانيا. وأنه شاهد ترامب في وقت متأخر من الليل في نادي الغولف التابع للرئيس السابق في بيدمينستر، بنيوجيرسي. ورفض جاكسون، الذي يعتبر واحداً من أهم الموالين والداعمين لترامب، التعليق.
ولم يكن بالإمكان التواصل مع المستشفى الذي عالج ترامب بعد إصابته.
وقال جاكسون في السابق إن ترامب اجتاز، عندما كان رئيساً، فحصاً في الإدراك، إلا أن نتائج الفحص لم تنشر أيضاً.
وسيواجه ترامب الآن كامالا هاريس، البالغة 59 عاماً وبدون أية مشاكل طبية معروفة، بدلاً من بايدن، 81 عاماً، الذي قادت المناظرة الكارثية، التي أجراها في حزيران/يونيو مع ترامب، إلى نهاية حملة إعادة انتخابه. ولم ينشر البيت الأبيض تقارير عن صحة هاريس عندما كانت نائبة للرئيس.
ولم يرد البيت الأبيض، أو حملتها، مباشرة على أسئلة الصحيفة، وإن كانت ستنشر تقريراً طبياً مفصلاً بعد اختيارها كمرشحة رئاسية ضد ترامب.
وترى الصحيفة أن عمر الرؤساء كان موضوعاً مهماً للناخبين في موسم العام الحالي.
وفي استطلاع أجرته مع إي بي سي وإبيسوس، ونُظم في الأسبوع الماضي، وقبل انعقاد مؤتمر الجمهوريين في ميلووكي بولاية ويسكنسن، جاء أن نسبة 60% من الأمريكيين يرون أن ترامب كبيرٌ في السن ليترشح مرة ثانية، بمن فيهم 82% من الديمقراطيين، و 65% من المستقلين، و 29% من الجمهوريين.
وقبل خروج بايدن، عبّر الناخبون الديمقراطيون عن انزعاجهم من التركيز على عمر بايدن مقارنة مع ترامب.
ولم ترد حملة ترامب على أسئلة الصحيفة للتعليق على وضع ترامب الصحي، ولا توجد هناك متطلبات للمرشح الرئاسي كي ينشر سجلات طبية عن صحته، ولن يوافق الطبيب، أو الجهة الصحية على نشر السجلات، إلا في حالة تخلى المرشح، أو الشخص، عن حق الحماية بموجب قانون الخصوصية.
ونظراً لتقدم ترامب في العمر، والتركيز على السن في الانتخابات الحالية، فإن الناخبين سينتفعون حالة نشر المرشحين سجلات عن وضعهم الصحي، حسب قول الخبراء.
وتقول إيرا مونيكا، رئيسة الجمعية الأمريكية لتقويم العظام، وفي تصريحات قبل خروج بايدن من السباق: “هذا هو أعلى منصب في العالم، ولهذا نريد انفتاحاً كاملاً وقدر الإمكان. ولو وافق المرشح على هذا فإن الناخب، حسب اعتقادي، سيكون سعيداً”.
ولدى ترامب تاريخ مختلط في نشر المعلومات الصحية. ففي عام 2015، وأثناء حملته الأولى للرئاسة، قال إنه أمر طبيبه الخاص هارولد برونستين بنشر “تقرير طبي كامل”، ووعد بأنه سيظهر “كمال” صحته. ولم ينشر برونستين التقرير، لكن رسالة من أربع فقرات جاء فيها بأن ترامب “سيكون الفرد الأكثر عافية ممن انتخبوا للرئاسة”.
ومات برونستين في 2021، ولكنه أخبر “سي أن أن” بأن ترامب هو الذي أملى عليه الرسالة.
وفي 2016، نشر ترامب رسالة أخرى من برونستين، وبمزيد من التفاصيل التي أشارت إلى أنه “بصحة جسدية ممتازة”.
وكانت أكثر المعلومات تفصيلاً تلك التي قدمها جاكسون في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض، عام 2018، وكشفت عن صورة طبقية أظهرت نسبة مرتفعة للكالسيوم في الشريان التاجي بـ 133، مقارنة بـ 34 عام 2009.
وفي ذلك الوقت، قال كبير مراسلي الطب لـ “سي أن أن” سانجاي غوبتا، والخبراء، إن النقاط تعطي صورة عن معاناة ترامب من مرض القلب.
وأشارت الرسالة إلى أن وزن ترامب هو 239 رطلاً، ما يجعله على حافة السمنة. وقال أطباؤه، بعد عامين، بأن وزنه زاد إلى 243 رطلاً، ثم 244 رطلاً، ما يجعله سميناً بناء على المعايير الحكومية.
ومنذ مغادرة ترامب البيت الأبيض، لم تنشر معلومات عن صحته، واعتمد على أرونوالد، وهو أخصائي عظام، وعضو في نادي غولف بيدمينستر، ولديه عيادة خدمات خاصة لأصحاب الدخل العالي. ورفض أرونوالد الحديث مع مراسل “واشنطن بوست”، والذي زار عيادته في موريستاون بنيوجيرسي، في نيسان/أبريل. ولم يكشف أبداً علناً عن صحة ترامب.
ولم تتضمن الرسالة، التي نشرها في تشرين الثاني/نوفمبر، تفاصيل حول نتائج فحوص الدم، أو الوزن، ولا الأدوية التي يتناولها الرئيس السابق، ولكن على تعبيرات مبالغة بأنه في “أحسن عافية”، وأن إدراكه “استثنائي”.
وجاء فيها، بدون تقديم أرقام، أن ترامب خفّف من وزنه، وأن حالة القلب والأوعية الدموية عادية. وذكرت أن ترامب اجتاز مرتين فحوصاً إداركية، لكنه لم ينشر أياً من نتائجها منذ 2018.
وقال زياد نصر الدين، الذي طور الفحوص الإدراكية، إن فحصاً مضى عليه 6 أعوام سيكون قديماً، ولا أهمية له، وأن أشخاصاً في عمر ترامب بحاجة إلى فحص إدراكي منتظم، ويجب عليه نشر النتائج.
وأخبر خبراء الصحيفةَ سابقاً أن ترامب عرضة لمخاطر وراثية لمرض الخرف. وقال ترامب إن والده كان مصاباً بمرض الزهايمر، وهو ما يزيد مخاطر إصابة ترامب بالجين المسبب للمرض.
“القدس العربي”