• لبنان
  • الجمعة, تشرين الثاني 22, 2024
  • اخر تحديث الساعة : 10:26:45 م
inner-page-banner
مقالات

الحرب على غزة ـ على طريق الشيخ عز الدين القسام (١)

بديعة النعيمي 

*إن علينا نحن عرب فلسطين الاعتماد على أنفسنا وعلى إمكانياتنا الذاتية، لا ننتظر حتى تهبط علينا النجدات من السماء ولا حتى تصلنا من وراء الحدود* (عز الدين القسام)

ولد الشيخ عز الدين القسام في بلدة جبلة التابعة لمدينة اللاذقية السورية في عام ١٨٨٢ لأسرة فقيرة. وكان والده من المشتغلين بالتصوف وعلوم الشريعة الإسلامية.

عمل القسام صباحا مع والده في الزراعة في سن مبكرة لتحصيل لقمة العيش. أما في المساء فكان طالبا يدرس عند شيخ البلدة الكتابة وتلاوة القرآن، بعد ذلك درس في الأزهر الشريف، وفيه تجذر التوجه الإسلامي الثوري. حيث كان الأزهر آنذاك يعتبر معقل العلماء والثورة ضد الظلم بوقوفه في وجه الغازي "نابليون".

وبعد أن نال شهادة الأهلية، عاد القسام إلى جبلة عام ١٩٠٦، وعكف على التدريس في زاوية والده في جامع السلطان ابراهيم ابن الأدهم. كما تولى خطبة الجمعة في مسجد المنصوري الذي يتوسط بلدته.

وحين دخلت القوات الإيطالية طرابلس الغرب عام ١٩١١ بهدف الاستيلاء عليها، قاد القسام مظاهرة طافت شوارع جبلة تأييدا للمسلمين هناك، ودعا الناس للتطوع من أجل قتال الإيطاليين، فانتقى ٢٥٠ متطوعا. وقام بحملة تبرعات لتأمين ما يلزمهم للوصول إلى الاسكندرونة ومنها إلى طرابلس، غير أن السطات التركية منعتهم.

فعادوا إلى جبلة حيث قام القسام ببناء مدرسة بأموال التبرعات لتعليم الأُمّيين.

وعندما دخلت جيوش الحلفاء دمشق عام ١٩١٨ وبعد حصول فرنسا على سوريا كان لعز الدين القسام الدور البارز في الثورة السورية ضد الفرنسيين في الساحل الشمالي لسورية.

وبعد سقوط الحكومة الفيصلية بعد انتصار الفرنسيين في معركة ميسلون عام ١٩٢٠ اتجه القسام من سورية الجنوبية إلى حيفا ونزل في ضاحية الياجور.

حينها كان القسام قد استفاد من مشاركته في الثورة السورية فقاد ثورة ضد الاستعمار البريطاني والصهيوني في فلسطين.

وكان من القواعد التي اتبعها، الإعداد الروحي والنفسي للثورة والتحضير لها فترة كافية من الزمن. أتاح له ذلك، عمله في مدرسة البرج الإسلامية. فقرب فكرة الجهاد لطلابه عن طريق ربط الأنشطة المدرسية بسيرة أبطال المسلمين وكان يلفت أنظار الطلاب إلى الدور المستقبلي الذي ينتظرهم. وبهذا احتل القسام مكانة مرموقة بين أهالي مدينة حيفا وبين أهالي فلسطين حينما عمل مأذونا شرعيا حيث أتاح له ذلك الالتقاء بالناس بشكل مكثف.

وعز الدين القسام ومنذ قدومه إلى حيفا كان قد وضع في نيته تكوين حركة جهادية للوقوف في وجه الغازي. لذلك فإنه عمل على الإعداد للثورة لسنوات وأنشأ حركة أطلق عليها الجهادية.

وكانت أولى العمليات التي نفذها القساميون موجهة ضد مستعمرة "الياجور". فكان أن اعدوا كمينا ليلة الخامس من نيسان ١٩٣١ لقافلة من سيارات يهودية تسير باتجاه المستعمرة، وأطلقوا النار عليهم فقتلوا ثلاثة منهم وعادوا دون أن يتركوا اي اثر يدل عليهم.

ثم توالت العمليات القسامية التي أثارت الانجليز واليهود وافقدتهم صوابهم فأعلنت الحكومة البريطانية عن مكافاة لمن يدلي بمعلومات تقود للقبض على الفاعلين.

وقد سطر القساميون اروع ما قدم المجاهدون في فلسطين.

وعندما تسارعت الاحداث وازدادت الهجرة اليهودية إلى فلسطين ثم الاستفزازات الصهيونية كالتدريب العسكري السافر لعصاباتها الإرهابية ومهاجمة القرى بالإضافة إلى شحنات الأسلحة المهربة لليهود، أجبر القسام ورفاقه عام ١٩٣٥ على البدء بالإعداد للثورة...

يتبع..........  

للراغبين بقراءة الجزء الثاني:

على طريق الشيخ عز الدين القسام (٢)

 

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة