• لبنان
  • الأحد, أيلول 08, 2024
  • اخر تحديث الساعة : 3:43:50 ص
inner-page-banner
مقالات

الحرب على غزة ـ بالوراثة.. من كاهانا إلى سموتريتش

بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا

الفاشية هي القومية بأبشع صورها. حيث أنها تنادي بتفوق وتعالي شعب على شعب آخر، وتجيز للأول استعباد الثاني وطرده باعتباره جنس منحط.

فكيف إذا أضيف إلى هذه الفاشية سم النازية التي تنادي بنقاوة العرق، واجتمعتا في بوتقة واحدة؟.

هذه الخلطة اجتمعت ونضجت داخل صهاينة الشتات. نذكر منهم المدعو "مائير كاهانا" المولود عام ١٩٣٢ في مدينة "نيويورك". وهو حاخام يهودي ينتمي لحركة "بيتار" التي سبق أن تناولتها في مقال سابق.

ويعتبر "كاهانا" مؤسس حركة "كاخ" المتشددة. وقد اشتهر هذا الحاخام بعدائه الشديد للعرب، فكان من ضمن خططه وآرائه السياسية تهجير فلسطينيي الداخل "٤٨" إلى دول عربية بهدف تحقيق نقاء الدولة.

ويتجلى ذلك العداء والكراهية في كتاب له بعنوان "شوكة في عيونكم". حيث صنف الشعوب فيه إلى شعب أسياد وشعوب وضيعة. وأوصى بالتعامل معها على أساس أنها قوة عمل فقط للأعمال الوضيعة والشاقة وبدون حقوق مدنية، وطردها خارج حدود الدولة.

كما صرح في نفس الكتاب عن كون اليهود "شعب الله المختار" فقال "شعب اسرائيل لا ينتمي إلى تلك الشعوب الصغيرة والمعدومة الأهمية. فهو قلب الخليقة وبفضله هي قائمة. نحن شعب على موعد مع المجد والقدسية والفداء، هذه نبوءة حتمية لا شك في تحقيقها...".

أما عن نظرية العرق فيقول "كاهانا" في الكتاب نفسه "الأمة هي مجموعة قبائل نشأت عن عائلات وأسر تعاونية كبيرة تربط بين أفرادها رابطة وثيقة وهي رابطة الدم. واسم الأمة أعطي لاسم بلادها، أما الغرباء الذين وصلوا إليها لا يمكن أن يكونوا مواطنيها أو شركاء في ملكيتها".

كما نادى في كتابه بكل وقاحة وكأنه صاحب الأرض الشرعي المنغرس لقرون، بإبعاد العرب عن أرض ما ادعى أنها أرض "إسرائيل" ووصف هذا الإبعاد بالأمر الديني لا السياسي. ووصفه أي الإبعاد بأنه "واجب ديني وفريضة لمحو الكفر والإلحاد".

وبهذا فإن ترحيل الشعب الفلسطيني المتجذر في تجذر التراب والجبال عن أرضه هو هدف أساسي ل "مائير كاهانا" الذي لا يملك شروى نقير في أرض فلسطين.

ومن هنا كانت نظرية "كاهانا" في النقاء العرقي لا تختلف عن النظرية النازية التي نادت بإبعاد أي عرق غير أري عن أرضها.

وكان هذا الحاخام الفاشي النازي قد وعد بأنه إن أصبح رئيسا لحكومة دولة الاحتلال سيقوم بطرد الفلسطينيين بالقوة.

غير أن وعده قد خاب عندما اغتيل عام ١٩٩٠ بسبب قيادته لحملات تحريضية ضد الشعب الفلسطيني في "نيويورك" مدينة الشر التي جاء منها.

واليوم ٢٠٢٣ ـ ٢٠٢٤ التاريخ يعيد نفسه ويعيد "كاهانا" لكن على هيئة "بتسلئيل سموتريتش" وزير المالية والوزير في وزارة الأمن اليميني المتطرف وابن الحاخام "حابيم سموتريتش".

فها هو قبل أيام من كتابة هذا المقال يصرح وأمام "الكنيست" بقوله "الدولة الفلسطينية لا يمكن أن تقوم لأنه لا يوجد شيء اسمه شعب فلسطيني".

وهذا التصريح العنصري الفاشي والنازي الذي ينكر وجود الآخر ليس هو التصريح الأول له. فقد وقف قبل ذلك في شهر إبريل/٢٠٢٣ فوق منصة علقت عليها صورة لما تسمى ب "أرض إسرائيل الكاملة" ودعا حينها إلى حرق قرية حوارة. وأنكر كليا وجود الشعب الفلسطيني.

ومن هنا فالفاشية والنازية بعنصريتهما هي روح هذه الدولة بجميع متطرفيها وشعب الشتات الذي تدعي ملكيته لأرض فلسطين... غير أن عملية طوفان الأقصى ستكون الرصاصة التي ستغتالها وتقضي عليها بإذن الله.

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة