• لبنان
  • الجمعة, تشرين الثاني 22, 2024
  • اخر تحديث الساعة : 10:42:58 م
inner-page-banner
مقالات

وانهارت السردية الصهيونية اللاأخلاقية

بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا

تعتبر الحركة الصهيونية حركة علمانية في أساسها. غير أن حاجتها إلى النبوءات والخرافات لتحقيق أهدافها في الاستيلاء على أرض فلسطين دفعها إلى الكتب الدينية اليهودية. وأبرز هذه النبوءات، نبوءة العودة إلى الأرض المقدسة التي تم ذكرها في أسفار التوراة المحرفة التي تمت كتابتها على أيدي حاخاماتهم.

وبغض النظر عن الغرابة من قيام الحركة الصهيونية في القرون الحديثة على أساس الكتب الدينية التي ترجع إلى عصور قديمة جدا، إلا انها اضطرت كما ذكرنا إلى استخدامها لتسويغ وتثبيت سردياتها اللاأخلاقية التي تدعي أحقية اليهود "شعب الله المختار" بأرض فلسطين. هذه الأرض "أرض الميعاد" الله التي وهبها لهم إلههم المزعوم "يهوه" بوعد غيبي.

وقد ادعت السردية الصهيونية أن أرض فلسطين هي "أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض" زورا وبهتانا. وأعطيت لهم بوعد أرضي تمثل بوعد "بلفور".

ومن الطبيعي أن دولة قامت بفضل سرديات كاذبة أن تستمر في استحداث سرديات جديدة كاذبة أيضا كلما احتاجت لذلك.

وما أكثر ذلك النوع من السرديات الذي لجأت له دولة الاحتلال. وأبرزها ما أشاعته وروجت له بعد قيامها عام ١٩٤٨ حين اتهمت الفلسطينيين ببيع أراضيهم إلى الجمعيات اليهودية والبريطانية وأن من يبيع أرضه لا يحق له المطالبة بها.

كما روجت لسردية هروب الفلسطينيين وترك بيوتهم وأراضيهم لمجرد سماعهم إطلاق الأعيرة النارية، وأنكروا وقوع مئات المجازر التي وصلت حد الإبادة الجماعية وعمليات الاغتصاب والقتل الوحشي التي روعت سكان باقي القرى وليس أدل على ذلك ما حصل في قرية دير ياسين من مجازر وفظائع. وقد كذبت سرديتهم التي كشفتها مخططات آباء الصهيونية الأوائل الذين خططوا قبل إقامة دولتهم بسنوات بمخططاتهم الصهيونية التي لا تنحصر على فلسطين بل ستشمل أراض عربية أخرى تحت مسمى "إسرائيل الكبرى". وبهذا الشأن يقول "ثيودور هيرتزل" مؤسس الحركة الصهيونية في مذكراته "بضرورة الامتداد في قناة السويس ورفع شعار فلسطين داوود وسليمان" وحدد مساحتها بأنها تمتد من نهر النيل إلى نهر الفرات.

ولإثبات السردية التي تقول بأحقية اليهود بارض فلسطين سعت أدبيات علم الآثار في دولة الاحتلال إلى إثبات العلاقة المتينة بين القصة التوراتية والمعطيات الأثرية المحفوظة لأن إنجاح هذا الإثبات ينسجم مع مشروع أيديولوجي هو سياسي من الدرجة الأولى وبالتالي إثبات أن هناك مملكة هي "مملكة إسرائيل" كانت قد أقيمت على أرض فلسطين بعد الخروج من مصر.

وتدرك دولة الاحتلال أهمية السرد بالنسبة للجماهير التي تخضع بطرق مباشرة أو غير مباشرة لما ترويه، حيث يعطي هذا معنى وهوية ومضمونا لمحتوى السرد. وكل هذا يتم من خلال عمليات مدروسة.

وتستخدم هذه الدولة السردية كسلاح ضد الآخر. حيث أنه من المعروف بأن من الوظائف التي تؤديها السرديات، كتابة الصراعات بين الشعوب. وأن صاحب السردية الأقوى هو المنتصر.

واليوم في حربها على غزة كانت دولة الاحتلال قد دخلت الحرب من سردية طالما استغلت الترويج لها لتحقيق مصالحها ألا وهي سردية "الدفاع عن النفس" وتجنيب الدولة "هولوكست" جديد.

وقد استخدمت دولة الاحتلال هاتين السرديتين مرات كثيرة. ففي حرب ١٩٦٧ قامت بتنفيذ ضربة استباقية لمصر والأردن وسوريا متذرعة بأن هذه الدول تنوي القضاء عليها. مع العلم أن الحقيقة تقول غير هذا الكلام. لأن هذه الدولة كان قادتها بخططون من قبل سنوات افتعال مثل هذه الحرب بهدف التوسع واحتلال أراض عربية أخرى استكمالا لمشروعها الصهيوني الذي خطط له آباء الصهيونية وإقامة "إسرائيل الكبرى".

وقد صنعت منذ ٧/أكتوبر سرديات ملفقة بهدف تغيير واقعها المرير في ميدان القتال.

ومنها ما ادعته بأن المقاومة الفلسطينية يوم ٧/أكتوبر ارتكبت مجزرة عندما اقتحمت مستوطنات الغلاف وقتلت أكثر من   ١٢٠٠ مستوطن، كما قطعت رؤوس الأطفال واغتصبت النساء. وقد روجت لهذه السردية الكاذبة بهدف تأليب العالم على المقاومة وشيطنتها وفي المقابل كسب الراي العام العالمي. وقد كذبت هذا الخبر فيما بعد صحف عبرية حين صرحت بأن "الجيش الإسرائيلي" هو من قام بقصف مواطنيه ظنا منه أنهم عناصر من المقاومة. كما اتضح بأن قصة الأطفال مقطوعي الرؤوس مفبركة عبر الذكاء الاصطناعي.

وارتكبت محرقة رفح بتاريخ ٥/٢٦/٢٠٢٤ حيث ارتقى عشرات الشهداء على إثرها وقد روجت لسردية باتت مفضوحة وهي أن خيام النازحين تحوي عناصر من المقاومة.

هذا هو الجيش الصهيوني اللأخلاقي الذي ارتكب ولا زال الفظائع والجرائم بحق الشعب الفلسطيني واليوم يرتكب الإبادة الجماعية بحق أهلنا في قطاع غزة في محاولة لتهجيره قسرا وتحقيق مصالح توسعية ومخططات شيطانية جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة الأمريكية بجنودها وعتادها مرتزقة العالم.

غير أن غزة أنهت السردية الصهيونية اللاأخلاقية وانكشف وجهها القبيح 

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة