• لبنان
  • الجمعة, تشرين الثاني 22, 2024
  • اخر تحديث الساعة : 10:45:24 م
inner-page-banner
مقالات

الحرب على غزة ـ غزة الشمس ونحن الظلام

بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا

أهل غزة مختلفون، لا يشبههم أحد بإيمانهم الراسخ وحبهم للجهاد وعشقهم وطلبهم للشهادة.

هم حفاظ للقرآن، قلوبهم متعلقة بالله. فلا تستغربوا صبرهم برغم المآسي والمصائب التي تصب جامها فوق رؤوسهم منذ أشهر. فالمصيبة في قاموسهم تختلف عن معناها في قواميسنا. في قاموسهم المصيبة، ابتلاء لأنهم يعلمون بأن الله اصطفاهم لأنه تعالى يعلم كمية الصبر التي تملأ كيانهم وكمية الاستهتار بالدنيا وملذاتها وإيمانهم بقضاء الله وقدره الذي يجعلهم يشعرون بأنهم هم الرابحون. والآخرة هي الأهم لأنها دار القرار.

غزة هي الشمس ونحن الظلام. غزة اليوم تدافع عنا عن كرامتنا المهدورة.

غزة دفعت ولا زالت ثمن صمتنا وخذلاننا وجبننا من دماء شهداءها. تمسح عار سكوتنا بجراح أبناءها.

نحن المحاصرون بعارنا وجلد ذواتنا، الجالسون نرقب مشاهد القتل والإبادة من خلف شاشات جوالاتنا، نتألم ونحن نرتشف قهوتنا تحت مكيفاتنا الباردة، نتغاضى عن صوت هدير الطائرات التي تمر كالوحوش من فوق رؤوسنا تحمل الموت في بطونها لأهلنا في غزة. ونكمل شرب قهوتنا ودموع الذل والجبن، دموع التدجين تنساب كدموع التماسيح. نعم نحن المدجنون داخل أقفاص صنعها الغرب لأمثالنا وأغلقوا علينا يلقون بفتات العار داخل أفواهنا، نتمسك بها ونخاف فقدانها يوما.

نحن المحاصرون وغزة الحرة الطليقة التي تدفع ثمن فاتورة هذا الذل وهذا الحصار منذ تسعة أشهر بل منذ عقود. تدفع دون أن تتنكر لنا كما تنكرنا لها. فبئسا لنا ولصمتنا..

أهل غزة أصحاب عزة وكرامة، أطفالهم قادة وسادة، في عيونهم شموخ، وإذا تحدثوا فهم أسود تزأر فترهب الأعداء وتزلزل كراسي المطبعين والمتواطئين.

هم مجاهدو المستقبل الذين لن تراهم، بل سترى آثارهم التي تدل عليهم.

هم جند الله على الأرض، المرابطون، العمالقه في جهادهم وتضحياتهم. الكراسي ومتع الدنيا لا تعنيهم.

أهل غزة احتضنوا مقاومتهم فكانوا لهم نعم العون ونعم المعين والسند لتواصل قتالها، ثابتة تحرز النصر تلو النصر وتوقع الهزيمة تلو الأخرى بجيش نتنياهو المأزوم المرعوب. جيش جبان يصرخ جنوده عند المواجهة، يستقوون بالجو بعد الهروب من الميدان، يقتلون بقنابل أمريكية وغربية جبانة باسم خرافاتهم، ينفذون الإبادة بحق الأطفال والنساء، انتقاما من ضربات المقاومة التي هزمتهم وهزمت جيوش دول كانت تسمى عظمى.

الجيوش التي كانت تسمى عظمى ذاقت اليوم في غزة الويلات على يد المقاومة التي لم تنتصر بأعدادها وأرقامها، فالارقام في غزة تختلف عما هي في كتب الرياضيات والحساب. في غزة المقاوم لا يوازيه رقم أو عدد، فهو بصبره وثباته وإرادته صنع جيوشا بعتادها.

في غزة تقاتل جنود الله مع المقاومة المباركة، فبحر غزة قاتل الميناء العائم. ميناء الغدر. وكلاب غزة هاجمت جنود العدو وكلابهم وحتى الفئران التي لا تتجاوز قبضة اليد قاتلت فأرهبت وشتت جمعهم. كل ما هو في غزة قاتل من أجل غزة.

في غزة رجال يصدق عليهم قوله تعالى "رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه" فكيف سينتصر الجبان على مثل هؤلاء.

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة