• لبنان
  • الجمعة, تشرين الثاني 22, 2024
  • اخر تحديث الساعة : 10:41:56 م
inner-page-banner
مقالات

الأيادي الجنوبيّة ترأف بالكلاب والقطط

آمال خليل ـ الأخبار

أجبر العدوان الصهيوني على جنوب لبنان، الكثير من الأهالي النازحين عن بلداتهم، على ترك حيواناتهم الأليفة خلفهم. انضمّت تلك الحيوانات إلى مجموعات أخرى، وهامت في البلدات المهجورة بحثاً عن الأمان والطعام. ومع طول أمد العدوان وفراغ البلدات من أهلها، برزت أزمة إطعام الحيوانات الشاردة والاهتمام بها. من هنا، بدأت مبادرات فرديّة وجماعيّة بإيصال الطعام إلى مناطق الخطر وتوزيعها.

تبرّع كثير من الناشطين لشراء أكياس الطعام الجاهزة، لكن أبرز من لعب دوراً في توزيعها، هم عناصر الدفاع المدني اللبناني و«الهيئة الصحيّة الإسلاميّة» و«كشّافة الرسالة الإسلاميّة»، الذين تطوعوا للبقاء في البلدات الحدوديّة.

لم يكن الطعام وحده ما تحتاجه الحيوانات الأليفة المتروكة، فمن نجا من الغارات والقصف، لجأ إلى منازل الصامدين التماساً للأمان والاهتمام، وأرشدت الحيوانات بعضها البعض إلى المنازل القليلة التي لا تزال مأهولة، أو إلى مقار فرق الدفاع المدني ومراكز الجيش والقوى الأمنية. بعض الصامدين، لم يكن لديهم اهتمام بتلك الحيوانات الأليفة قبل العدوان، لكنّهم وجدوا أنفسهم أمام واجب أخلاقي لا مفر منه.

في حولا، تحوّل منزل سنيّة قطيش إلى مأوى للكلاب والقطط الذين تضاعفت أعدادهم على نحو تدريجي بعدما أصبحت من آخر الصامدين في البلدة. قبل العدوان، كانت تهتم بعدد قليل من القطط ولا تأبه للكلاب، لكن لاحقاً لجأ إليها كلب بدا عليه بأنّه كان يعيش داخل منزل، آوته واهتمّت به، وبعد مدة، صارت الكلاب تأتي لزيارته وتتناول الطعام والشراب معه.

أفادت قطيش من بضاعة الدكّانة الصغيرة التي تملكها بجوار منزلها، وكانت تفتح معلبات اللحوم والجبن وتطعمها أمام منزلها. ثمّ كبرت عائلة الكلاب الزائرة، ولم تعد تكتفي بزيارة قطيش لغرض الطعام فقط، بل استقرت في منزلها حيث تتعايش الكلاب والقطط جنباً إلى جنب، فتأنس هي أيضاً بها بعد نزوح جيرانها.

تعرفنا إلى أولادها، كما تصفهم، حيث كل كلب أو قطة لديهما اسم، وأحد الكلاب يحمل اسم «أبو غارة»، وقد أطلقت هذا الاسم عليه بعدما لاحظت مرّة بعد أُخرى بأنّه ينبح بشدّة قبل أن تدوي الغارة أو القصف المدفعي أو تدخل الطائرات الحربيّة الإسرائيليّة أجواء حولا. بينما كنّا نجري المقابلة مع قطيش، كان «أبو غارة» ينام في فيء إحدى الزوايا بسكينة، قبل أن ينهض بشكل مفاجئ وينظر نحو الشمال ويبدأ بالنباح. وما هي إلا دقائق قليلة، حتى استهدفت غارة معادية بلدة مركبا الواقعة على تلة مشرفة على بُعد كيلومترات عدّة.

في كفركلا، آوى عناصر الدفاع المدني في الهيئة عدداً من القطط، منها ما نجا من الغارات والقصف المدفعي والتمشيط بالأسلحة الرشاشة من موقع المطلة المقابل. إحداها أُطلق عليها اسم «قذيفة» لأنّها خرجت من تحت ركام منزل استهدفه القصف المدفعي.

كما كشف العدوان عن وجود عدد كبير من الأحصنة في البلدات الحدوديّة، منها ما تمكّن أصحابها من نقلها إلى مكان آمن ومنها ما تُرك في بيئته. في كفركلا، لا يزال أحد الأشخاص صامداً فيها لأجل الأحصنة التي يملكها، كلما سنحت الظروف الأمنية، يسرح معها في الأحياء والمراعي. وفي بليدا، انتشرت على صفحات التواصل الاجتماعي، مقاطع لأحصنة تهيم بين المنازل المدمّرة وفي الحقول المفتوحة، بعدما أخرجها أصحابها من الإسطبلات.

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة