• لبنان
  • الجمعة, كانون الأول 27, 2024
  • اخر تحديث الساعة : 12:30:26 ص
inner-page-banner
مقالات

الحرب على غزة ـ المواصي ومخيم الشاطئ وذريعة محمد الضيف

بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا

إن الهاجس الذي يؤرق دولة الاحتلال والذي يتمثل بالتخلص من الحركة الإسلامية حماس ليس وليد الساعة. بل إن حكومات هذه الدولة كانت قد أعلنت حربا ضد الحركة خلال الأعوام ١٩٩٣-١٩٩٨. ذلك أن الحركة زعزعت الثقة بين أجهزة الأمن ومواطنيها المحبطين جراء العمليات التي تنفذها الذراع العسكري للحركة.

فقد شكلت حدة العمليات الفدائية ونوعيتها التي نفذتها كتائب القسام ظاهرة مقلقة للحكومات اليهودية، فكانت ردة فعلها أن قامت باعتقالات عشوائية بكل من شكت أنه ينتمي إلى الحركة.

وقد طالت حملة الاعتقالات بالفعل قادة من الجناح العسكري. إلا أن الحركة ولأنها تتميز بديناميتها كانت قد امتصت تلك الاعتقالات وفرزت قيادات ملأت الفراغات الحاصلة جراء الاعتقال. وهنا ما كان من دولة الاحتلال إلا أن لجأت إلى حملات من الاغتيالات والتصفية للشخصيات القيادية في الجهازين السياسي والعسكري، كان من أبرزها الشهيد يحيى عياش.

وكانت كتائب القسام وقتها ترد على تلك الحملات بعمليات استشهادية، كان من نتيجتها فرض حالة من الاضطراب الأمني في المجتمع اليهودي أربك أجهزة الأمن وهز صورتها أمام مواطنيها.

وكان "إسحاق رابين" رئيس الوزراء آنذاك إعلن تلك الحرب على الكتائب بقوله "هذه الخلايا التابعة لحماس تشكل الهدف الأساسي لنا، لأنها تشكل خطرا كبيرا علينا من حيث نتائج العمليات التي تنفذها، فمعظم قتلانا بسبب عمليات قامت بها حماس".

كما أطلق "بنيامين نتنياهو" حربه ضد حماس منذ اعتلاءه سدة الحكم عام ١٩٩٦.

وقد اتبعت الحكومات في تلك السنوات إجراءات مختلفة للتخلص من الحركة مثل الإجراءات الأمنية والعسكرية والاستخباراتية، غير أنها فشلت بها.

واليوم في حربه على غزة، يتوعد نتنياهو بالقضاء على حركة حماس. غير أن الهدف الذي عجز هو والحكومات من قبله على تحقيقه خلال أكثر من عقدين من الزمن، كيف له أن يحققه اليوم والمقاومة الفلسطينية قد تغلبت على استخباراته وآلياته والأهم على ظنونه وتمنياته التي قد تتحقق في أحلامه فقط.

ولأنه يعجز في واقعه عن تحقيق اجتثاث الحركة الولودة التي يقبل مقاوموها على الموت كما يقبل جنود الاحتلال على الحياة، ولطبيعة الصهيونية الدموية الإرهابية المتمردة على القيم الخلقية والإنسانية، فإنه يجيز لنفسه ارتكاب المجازر بحق المدنيين لظنه انه يحرز نصرا، أو يتذرع كاذبا بتواجد احد قادة المقاومة بين المدنيين كما حصل في محرقة رفح.

 وما حصل اليوم ١٣/تموز/٢٠٢٤ عندما ارتكب جيشه الفاشي مجزرتين مروعتين بحق المدنيين في منطقة المواصي غربي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد 79 فلسطينيا وإصابة 289 آخرين، بينهم حالات خطيرة، وفق وزارة الصحة الفلسطينية بغزة.

والمجزرة الثانية استهدفت مصلى بمخيم الشاطئ غربي مدينة غزة ارتقى خلالها عشرات الشهداء.

وقد تذرعت دولة الاحتلال كاذبة بأن غاراتها على المواصي استهدفت أماكن يتواجد بها القائد محمد الضيف.

وهي في أغلب مجازرها المروعة تتذرع بهذه الحجج الواهية والتي باتت مفضوحة لدى الرأي العام العالمي. والحقيقة أن دولة الاحتلال تسعى للتخلص من أكبر عدد من سكان غزة.

ونتنياهو يعلم بأنه لن يتمكن من القضاء على حماس. وقد صرح الجنرال الاحتياط "إسحاق بريك" قبل أيام من كتابة هذا المقال بأن "الجيش الإسرائيلي ينجح في تدمير المباني لكنه لم يتمكن من إيقاف حماس التي لا تزال باقية بمدينة الأنفاق وقد عادت إلى حجمها قبل الحرب مع شبان حلوا محل القتلى". وأضاف أنه "لا يمكن لدولة إسرائيل أن تنجح في تحقيق ولو هدف واحد من أهدافها لأنها لا تملك القوة البشرية اللازمة" وأن "إسرائيل لن تهزم حماس وقد حان الوقت للاعتراف بأننا خسرنا لأن الاستمرار في القتال لن يحقق النصر بل على العكس من ذلك فإن هزيمة إسرائيل ستكون أكثر إيلاما". 

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة