• لبنان
  • الخميس, كانون الأول 26, 2024
  • اخر تحديث الساعة : 11:59:22 ص
inner-page-banner
مقالات

الحرب على غزة ـ سردية الانتصارات ووهم التفكيك

بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا

ما بني على باطل فهو باطل. ودولة الاحتلال من قبل قيامها وبعده بنيت على الباطل، حين قامت في أساسها على سردية الخرافة والأساطير. فسردية "أرض الميعاد" لما أسمتهم "شعب الله المختار" ليست سوى خرافة، والحقيقة هي أرض فلسطين لشعبها الفلسطيني. ولا بد للخرافة بأن تنهار يوما أما الحقيقة فهي راسخة رسوخ جبال فلسطين.

واليوم في حربه على غزة يعتمد "بنيامين نتنياهو" السرديات الكاذبة التي تروج لانتصارات جيشه وتحقيق الأهداف العسكرية التي وعد بتحقيقها أمام المجتمع اليهودي وأن هناك توافق بين المستوى السياسي والعسكري.

غير أن السردية الحقيقية هي أن جيشه مهزوم ولم يحقق شيئا من تلك الأهداف.

فهو لم يفكك المقاومة الفلسطينية ولم يستعد الأسرى بل إن جُلّ ما حققه ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحق المدنيين وغيرها من جرائم الإبادة التي شملت المستشفيات والمدارس والجامعات والمكتبات والمساجد بل وأباد البنى التحتية للقطاع وأتى على محو معظمها.

و "نتنياهو" يكذب حينما يتحدث عن انتصارات جيشه وهو الذي يسير بهم دون استخدام استراتيجية واضحة لتحقيق الأهداف وإنهاء الحرب كما يحلم. فها هم كبار جنرالات دولة الاحتلال يعتقدون أن الهدنة ستكون أفضل طريقة لاستعادة المحتجزين لدى حركة حماس. كما أنهم يريدون وقف إطلاق النار حتى لو أدى ذلك إلى إبقاء حماس في السلطة.

غير أن رغبات هؤلاء اصطدمت بتعنت "بنيامين نتنياهو" الذي لا يرغب في إنهاء الحرب قبل تحقيق أهدافه المزعومة.

بل إنه سينتقل بجيشه إلى المرحلة الثالثة والأخيرة من الحرب على غزة خلال الشهر الجاري.

وتشمل هذه المرحلة البقاء في محوري نتساريم و فيلادلفيا بهدف الضغط على حركة حماس.

ولعله نسي أن محور نتساريم الذي يفصل مدينة غزة وشمالها عن وسط القطاع، يتعرض لأفخاخ المقاومة وكمائنها وصليات نيرانها وعشرات قنابل الهاون من قبل المقاومة الفلسطينية.

ويبدو أيضا بأن "نتنياهو" غاب عن ذهنه الكمائن التي أعدتها المقاومة لجيشه في محور فيلادلفيا، ونسي أيضا عمليات الاستدراج والعبوات الرعدية والقنابل المضادة للأفراد التي تعرض لها هذا الجيش المأزوم فقتلت وجرحت منهم الكثير.

وقد يكون أيضا قد تغافل عن التسعمائة ضابط الذين أبلغوا قياداتهم بعدم رغبتهم في تمديد عقودهم للخدمة الدائمة في الجيش. ويعتبر هذا العدد كبير قياسا مع السنوات الماضية.

وكما يبدو أيضا أنه صم أذنيه عن أخبار رافضي الخدمة من جنود الاحتياط ومن "الحريديم". وكذلك عن أخبار المنتحرين وآلاف المصابين بالأمراض النفسية جراء ما واجهوه في غزة.

اليوم جيش الاحتلال بحاجة إلى آلاف الجنود لتعويض النقص واستكمال القتال في غزة وسط ذلك الرفض.

اليوم جيش الاحتلال مأزوم ومستنزف يلتقط أنفاسه الأخيرة، ولولا مرتزقة العالم وجيوش الدول الداعمة لدولة الاحتلال لما بقي في غزة إلى هذا اليوم، بل ولما صمد يوم واحد منذ بداية الحرب أمام المقاومة المباركة.

فبأي جيش سيكمل "نتنياهو " ويفكك مقاومة تأخذ دولته نحو الزوال؟ 

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة