مقالات

بوابة صيدا

بقلم امل طعان جفال / مديرة التنمية والبيئة في نقابة الغواصين المحترفين في لبنان.

الهجرة هي حركة انتقال فردية او جماعية من الموطن الاصلي الى موطن آخر على شكل منتظم ضمن نطاقات زمنية ما بين يوم أو أطول من ذلك، وعلى مسافات تتراوح بين بضعة أمتار إلى آلاف الكيلومترات بحثا عن الامن وتأميناً للحاجات الاساسية وهي ليست حكرا على الانسان انما هي حركة فطرية لدى الحيوانات، ومنها هجرة الاسماك وغيرها .

تعريف هجرة الاسماك واسبابها:

هي حركة منتظمة للأسماك من موطنها إلى مكان آخر، هذا السلوك هو ظاهرة بيئية طبيعية موجودة عند أنواع عدة من الأسماك حول العالم لاسباب مختلفة حسب انواع الاسماك والظروف البيئية المحيطة بها ومنها:

ـ التغذية: أحد الأسباب الرئيسية لهجرة الأسماك، فهي تهاجر بحثا عن المناطق التي توفر لها العناصر الغذائية الضرورية .

ـ التكاثر او الاباضة او التفريخ: تهاجر بعض أنواع الأسماك إلى مناطق تكاثر معينة أو مواقع تفريخ لضمان تكاثر ناجح وآمن، وحركة الهجرة تحمل معها عوائق كالتيارات القوية والشلالات والحيوانات المفترسة لكنها تخاطرة للوصول الى هدفها .

ـ تتعلق هجرة الأسماك بالمؤشرات البيئية، كدرجة حرارة المياه والتيارات، والفترة الضوئية وتوافر الغذاء. تؤدي هذه الإشارات إلى تغيرات فسيولوجية في الأسماك تجبرها على الهجرة وتتنقل باستخدام المجالات المغناطيسية أو الإشارات الكيميائية للعثور على مكان مناسب لها.

ـ تشكل  هجرة الأسماك عاملا حيويًا في الحفاظ على النظم البيئية وإعادة توزيع المغذيات اذ تشكل الأسماك المهاجرة مصدرا غذائيا للحيوانات المفترسة على طول طرق هجرتها، مما يؤثر على شبكة الغذاء بأكملها لكنها تواجه العديد من التحديات والتهديدات الطبيعية والبشرية، كبناء السدود وتحويل مياه الصرف الصحي والتلوث وتدهور الموائل والصيد الجائر فتعطل مسارات الهجرة وتعوق حركة الأسماك وتمنع تكاثرها.

 لذلك وجب علينا دراسة وفهم هجرة الأسماك والحفاظ على النظم الإيكولوجية المائية وحماية الموائل وممرات الهجرة لانها السبب الاساسي في الحفاظ على التوازن البيئي للثروة السمكية واستدامتها.

فلنحم ماتبقى لنا من ثروات طبيعية ولنكن امل الغد للاجيال القادمة (بشوية وعي منخلي الشمس تشرق على مستقبل واعد) فلنكن على قدر المسؤولية لحماية حق اولادنا .