• لبنان
  • الخميس, كانون الأول 26, 2024
  • اخر تحديث الساعة : 11:49:03 م
inner-page-banner
مقالات

بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا

لجأت دولة الاحتلال منذ بداية حربها على غزة بعد عملية السابع من أكتوبر/٢٠٢٣ إلى تضليل شعبها وإيهامه بانتصارات وهمية لجيشها والتقليل من قدرات المقاومة والسخرية منها.

فانطلقت التصريحات على ألسنة قادة الجيش والتي تؤكد القضاء على معظم ألوية حماس زورا وبهتانا ربما لتحقيق انتصار ولو كان وهميا وزائفا.

غير أن الميدان له رأي آخر، فجنود وضباط الجيش يتعرضون لصدمات نفسية قوية في هذا الميدان إثر مواجهتهم لمقاومة شرسة لا تخشى الموت بعكس ما روجت لها دولتهم.

لذلك فإن تلك الدعايات والادعاءات الكاذبة أتت بمفعول عكسي على جنودهم يتمثل بإضعاف معنوياتهم وإرادتهم.

وليس أدل على ذلك مما كشفته تقارير عبرية عن إصابة آلاف من جنود الاحتلال بأزمات نفسية خطيرة.

وأي جندي خاصة في ميدان القتال، لا تكفيه القدرة على القتال للانتصار، وأعني امتلاكه المهارة واستخدام الأسلحة الحديثة بإمكانياتها الفنية والتكتيكية، فهو يعرف الأسلحة والمعدات القتالية كالطائرة والدبابة وغيرها من الأسلحة المتنوعة والحديثة. إنما يجب امتلاك إرادة القتال.

والإرادة تختلف عن القدرة. ذلك لأن الإرادة ترتبط بالحالة النفسية والمعنوية للمقاتل، وهي لا تقل أهمية عن القدرة. فالقدرة شيء والإرادة شيء آخر.

فقد يكون المقاتل يمتلك القدرة لكنه لا يمتلك الإرادة، والنتيجة أن قتاله لن يكون فعالا وحتما سيفقد بوصلة النصر وتحقيق الأهداف وهذا ما حدث لجنود الاحتلال.

ويشهد التاريخ بأن ألمانيا احتلت النمسا دون أن تضطر لاستخدام السلاح أو إطلاق لو طلقة واحدة بالرغم من امتلاك النمسا للمعدات العسكرية والجيوش المدربة، إلا أنها كانت تفتقد ما هو أهم من هذه القدرات وهو الإرادة.

اليوم جيش الاحتلال يمتلك القدرات الهائلة سواء على مستوى المعدات العسكرية المتطورة أو على مستوى الجيوش المدربة التي جاءت لتقاتل إلى جانب جيش الاحتلال من الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها من الدول ومرتزقة العالم. إلا أنه يفتقد الإرادة للقتال. لذلك نجده والحرب في شهرها التاسع على غزة لم يحقق أي هدف أو نصر. والسبب أن معظم المقاتلين لا يتمتعون بالقناعة ولا الإيمان المطلق بالأرض وهو أساسي للقتال.

فكيف للخزري والأمريكي ومرتزقة العالم أن يقاتل من أجل أرض لا تربطه بها أية رابطة؟. ناهيك عن إرادة الحياة التي هي أقوى بالنسبة لتلك الجيوش من إرادة القتال.

بينما نجد المقاوم الفلسطيني يمتلك بالإضافة إلى القدرات القتالية، الإرادة التي تدفعه للقتال بثبات.

تلك الإرادة نابعة من السعي إلى نيل إحدى الحسنيين النصر أو الشهادة في سبيل الله واستعادة الأرض وتطهير المقدسات ورفع الظلم عن شعب يتعرض للقمع والتنكيل ظلما منذ عقود.

فهو يستأسد وهو يقاتل عدوه، بعكس ذلك الذي يقاتل وهو يتشبث بخيوط الحياة ويرهبه انقطاع أحدها.

والغريب اليوم أن "بنيامين نتنياهو" يهدد باجتياح لبنان ويتوعد بهزيمتها، فبأي جيش سيدخل؟ بجيشه المنهار معنويا وجسديا والأهم فاقد الإرادة؟

يقاتل بمن؟ باحتياط يرفض الخدمة لأن غزة ترهبه، أم بحريديم يرفض ترك المدارس الدينية باسم توراتهم؟

بمن سيدخل لبنان وجيشه لم يحقق شيئا في غزة؟

والولايات المتحدة الأمريكية بقيادة شياطينيها التي ترسم لها من الزخارف ما تتمناه وتتوهمه، لمن ترسل الأسلحة وأطنان المتفجرات؟ لقتل الأطفال والنساء والشيوخ؟

 ألا يعلم رأس الشيطان وأعوانه بأن قدرة بلا إرادة، سلاح عقيم؟

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة