• لبنان
  • الجمعة, تشرين الثاني 22, 2024
  • اخر تحديث الساعة : 11:55:50 م
inner-page-banner
مقالات

الحرب على غزة ـ ولنا في فيليب حبيب عبرة

بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا

حينما قررت دولة الاحتلال إخراج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان اتخذت قيام مجموعة أبو نضال المنشق عن حركة فتح محاولة اغتيال السفير اليهودي في بريطانيا بتاريخ 6 / 3 لعام 1982 الذريعة لبدء الحرب على لبنان والمقاومة الفلسطينية.

فتوغل جيشها بتاريخ  5 / 6 / 1982 إلى أن وصل مشارف بيروت ودخل يوم 14 لنفس الشهر بيروت الشرقية. وبدأ فرض حصار على بيروت الغربية، واستمرت الحرب بين جيش الاحتلال والمقاومة وحلفائها من اللبنانيين حوالى ثلاثة أشهر.

ثم تم التوصل إلى اتفاق بتاريخ 21 / 8 بعد مفاوضات عبر المبعوث الأمريكي "فيليب حبيب"، يقضي بتسليم المقاومة الفلسطينية أسلحتها الثقيلة إلى الجيش اللبناني، وخروجها بأسلحتها الخفيفة إلى دول عربية بضمانة أميركية فرنسية إيطالية، كما نص الاتفاق على خروج لواء الجيش السوري من بيروت الغربية إلى منطقة البقاع اللبنانية، والتعهد بالحفاظ على سلامة المخيمات الفلسطينية وعائلات المقاتلين.

غير أنه وبعد خروج المقاومة الفلسطينية تم اغتيال بشير الجميل وكان قد انتخب كرئيس للبنان بتاريخ  23 اغسطس 1982، وتم اغتياله بتاريخ  14 سبتمبر 1982 مع 26 من اعضاء الحزب عندما انفجرت بالمكان قنبلة و هو يخطب فى زملاته اعضاء الكتائب. وكانت الحقيقة أن منفذ العمليه وواضع القنبلة هو حبيب الشرتوني.

غير أن الكتائب حملت الفلسطينيين تهمة الاغتيال، فاغتالت بدورها مع فصائل الانعزاليين وجيش الاحتلال بقيادة "آرئيل شارون" مخيم صبرا وشاتيلا بتاريخ 15 سبتمبر واستمرت العملية ثلاث أيام بلياليها وانتهت بمجزرة مروعة عكست وحشية وحقد مرتكبيها.

وبالرغم مما تعهد به المبعوث الأمريكي "فيليب حبيب" باسم دولته بضمان سلامة المدنيين الفلسطينيين بعد خروخ المقاومة من لبنان كما ذكرنا سابقا إلا أن ضماناته كانت واهية. لأنه لم يقدم ضمانات رسمية للرئيس الراحل ياسر عرفات من أجل ضمان الأمن في المخيمات كما ورد في كتاب الدكتورة بيان نويهض الحوت "صبرا وشاتيلا أيلول 1982" سوى ورقة لا قيمة لها. فكانت هذه الثقة من الأخطاء الجسيمة التي ارتكبتها المنظمة بحق مخيم صبرا وشاتيلا.

واليوم ليس ببعيد عن الأمس. فبعد دخول الحرب على غزة 2023 ـ 2024 شهرها الثامن يطالعنا إعلان للرئيس الأمريكي "جو بايدن" عبارة عن مقترح جديد لوقف الحرب يتضمن ثلاث مراحل.

فيقترح في المرحلة الأولى والتي ستستمر ستة أسابيع وقف شامل لإطلاق النار، وانسحاب لجيش الاحتلال من المراكز السكانية الرئيسيه في غزة مقابل إطلاق سراح الرهائن من النساء والجرحى والمسنين لدى حركة حماس ومئات الفلسطينيين من السجون وعودة سكان شمال القطاع إلى مناطقهم.

ثم يتم الانتقال إلى المرحلة الثانية حيث يتم خلالها إطلاق سراح بقية الرهائن الأحياء بينما تنسحب قوات جيش الاحتلال من غزة ويستمر وقف إطلاق النار ورفع كمية المساعدات الإنسانية.

أما المرحلة الثالثة فيتم خلالها تنفيذ إعادة إعمار شاملة لغزة.

غير أن حركة حماس تعرف عدوها ولن تقع في نفس المطب القاتل الذي وقعت به المنظمة في 82. فالولايات المتحدة الأمريكية وذيلها الصهيوني لا عهود لهم.

وخدعة "فيليب حبيب" ليست بعيدة ولن تنسى.

لذلك فقد أبدت حركة حماس موافقتها لكن بشرط أن يعلن الاحتلال التزامه الصريح بذلك.

ولا أظن أن حماس التي تعتبر اليوم منتصرة على دولة الاحتلال لم تراجع كل بند وكل كلمة وردت في المقترح، فأمريكا التي تريد إخراج ذيلها الصهيوني من ورطته وتحقيق مصالح شخصية تخدم "بايدن و نتنياهو" لا يؤتمن جانبها أبدا. 

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة