بوابة صيدا
في تحليل "إيتمار إيخنر" المراسل السياسي لصحيفة "يديعوت" تعليقاً على خطاب الرئيس الأمريكي "جو بايدن" قال فيه:
من حيث التوقيت، فهذا خطاب مهم بالنسبة لإسرائيل وأمنها، ألقي بعد يوم السبت. ونتيجة لذلك، نشر مكتب رئيس الوزراء ردّه على الخطاب يوم السبت، وهو أمر نادر في حد ذاته. وحاول مكتب رئيس الوزراء في رده عدم مواجهة بايدن، وعرض نسخة مختلفة من الاقتراح المقدم لحماس، والذي يختلف عن الاقتراح الإسرائيلي كما قدمه الرئيس الأمريكي.
تحدث بايدن لمدة سبع دقائق عن أن إسرائيل قدمت عرضا لحماس، ومن ناحية أخرى دعا، إن لم نقل ناشد، إسرائيل والإسرائيليين لقبول هذا العرض؛ وهي مفارقة غير واضحة تشير إلى شك الجانب الأمريكي تجاه الحكومة الإسرائيلية وزعيمها نتنياهو. وقال بايدن: "يجب ألا نضيّع الفرصة لمواصلة الحرب سعيا وراء مفهوم غير محدد وهو النصر الكامل".
ووفقا له، فإن "هذا سيضرّ بالاقتصاد والجيش والموارد البشرية، وسيزيد من عزلة إسرائيل في العالم. ولن يعيد المختطفين إلى الوطن، ولن يجلب لإسرائيل الأمن المستدام، ولن يؤدي إلى هزيمة دائمة لحماس، ولن يجلب الأمن لإسرائيل مع مرور الوقت".
نقطة أخرى مثيرة للاهتمام تتعلق بالتوقيت من حيث القرب من موعد محتمل لتقاعد الوزير بيني غانتس من الحكومة. والاحتمال المعقول هو أن إدارة بايدن تخشى تطرّف نتنياهو في غياب غانتس.
من ناحية، فضح بايدن الخدعة الإسرائيلية وكشف أن إسرائيل وافقت في الواقع على إنهاء الحرب دون انهيار حماس وعلى مفاوضات ليست تحت النار، طالما استمرت المفاوضات حتى بعد المرحلة الأولى من الصفقة التي ستستمر ستة أسابيع. وهي نفس الصياغة الغامضة التي تم الحديث عنها في الأسابيع الأخيرة خلف الكواليس من أجل إعطاء حماس "نهاية للحرب" حتى لو لم تسمّها كذلك.
ومن ناحية أخرى، إذا قدمت إسرائيل اقتراحا من ثلاث مراحل وتنتظر رد حماس ، فأين الضغط على المنظمة الإرهابية؟ وهذا الجانب غاب تماما عن خطاب بايدن.
بشكل عام، الشيء الوحيد الذي برز في الخطاب هو أن معظم الضغوط موجهة إلى إسرائيل، وحماس تفلت من العقاب مرة أخرى. والشيء الآخر الذي برز هو نفور الرئيس الأميركي من نتنياهو ووعوده بـ«النصر الكامل».
في خطابه، أبلغ بايدن الإسرائيليين أنهم لن يصدّقوا شعارات نتنياهو.. ليس هناك شيء اسمه "النصر الكامل".
ويضيف بايدن للإسرائيليين إن حماس قد هُزمت بالفعل، وأنها بالفعل "لا تستطيع تنفيذ 7 أكتوبر آخر. ومع ذلك، في الأسبوع الذي استمر فيه إطلاق النار من قطاع غزة وأطلق المسلحون النار أيضا على بات حيفر وغان نير، من المشكوك فيه جدا أن يصدقه الإسرائيليون.
في خطابه سار الرئيس الأميركي بسرعة 200 كلم في الساعة ضد المتطرفين في حكومة نتنياهو، الذين يريدون، حسب قوله، أن "تستمر الحرب إلى الأبد" وأن "يحتلوا غزة". الخطاب واضح: وزير الأمن القومي بن غفير ووزير المالية سموتريتش ومتطرفو الليكود. يعكس خطاب بايدن إحباطا كبيرا جدا لدى الجانب الأمريكي من الطريق المسدود الذي وصلت إليه المفاوضات والجمود الناتج عنها.
نقطة أخرى إشكالية في خطاب بايدن هي حقيقة أنه بدأ بالفعل بالإشارة إلى محاكمة ترامب. ما العلاقة بين محاكمة ترامب والحرب في الشرق الأوسط؟ وهذا قرار أميركي غريب.
وفي خطابه، كرّر بايدن إمكانية استفادة إسرائيل من الصفقة إذا وافقت على الاقتراح، وهو ترتيب في الشمال يسمح بعودة السكان والتطبيع مع المملكة العربية السعودية كجزء من تحالف إقليمي ضد إيران. تحدّث بايدن عن مساعدة الولايات المتحدة لإسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنه نسي أن يذكر أن الإدارة تؤخر عمليات نقل الأسلحة.
خلاصة القول، إن خطاب بايدن يظهر أن إسرائيل مطالبة بدفع أثمان باهظة: حماس ستبقى صاحبة السيادة في قطاع غزة، وستحتفظ بقوّتها العسكرية، لكن إسرائيل تظل مكبّلة الأيدي.
(نقلاً من صفحة ياسر الزعاترة)
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..