بديعة النعيمي
لا يستخدم التعذيب أحيانا بهدف الإيذاء البدني فحسب بل يتعداه إلى هدف أقبح وهو إذلال الضحية. فكيف وإن كان من يمارس فعل التعذيب هو ذلك الفاشي المحتل؟
طالما مارست دولة الاحتلال التعذيب على الفلسطيني ، فتقوم بتطبيق أبشع أنواع العذاب وخاصة امتهان الكرامة عندما تقوم بتعريته بالكامل أثناء جلسات التعذيب، لأسباب منها سحب اعتراف من المعتقل. أو لأسباب أخرى مثل التشفي. والفلسطيني لا ينسى قضيته بالتالي هو دائم الدفاع عنها بشتى الطرق المتاحة له. لكنه بهذا الدفاع لا يغدو أكثر من "إرهابي" من وجهة نظر العدو ،وهنا تبدأ عمليات الانتقام في حقه تبرره هذه الدولة بالدفاع عن نفسها. فتمارس عليه همجيتها وإرهابها.
ففي حربها على غزة 2023 ـ 2024 تعرض معتقلين من قطاع غزة بما فيهم الأطفال والنساء لمختلف عمليات التعذيب الوحشية البدنية والنفسية ،فمن الممارسات التي تحط من الكرامة الإنسانية إلى تلك التي تترك أثرها على جسد المعتقل. بما في ذلك القيام بتعريته، والتحرش الجنسي أو التهديد به. والضرب بشكل وحشي وانتقامي وإطلاق الكلاب تجاههم والشبح لساعات طويلة. ناهيكم عن السب والشتم وإجبارهم على الجلوس في أقفاص ومعاملتهم كأنهم حيوانات. بالإضافة إلى الحرمان من الطعام والذهاب لدورات المياه. كما أبلغت معتقلات من القطاع بأن جنود الاحتلال تحرشوا بهن، بما في ذلك وضع أيديهم على أعضاء حساسة، والإقدام على إجبارهن على التعري وخلع الحجاب.
وكم منهن من نادت وامعتصماه! لكن اليوم لا معتصم، فالملوك والرؤوساء عموا وصموا عن غزة وصرخات النساء. فأي دم ذاك الذي يسري في أجسادهم؟ اليوم لا عاصم يا غزة سوى قدرة الله.
ومن المعروف بأن التعذيب من الممارسات المحظورة دوليا، حيث توضح المادة المشتركة في اتفاقيات جنيف 1949 أن "الاعتداء على الحياة والسلامة البدنية وبخاصة القتل بجميع أشكاله والتشويه والمعاملة القاسية والتعذيب" وبالمثل " الاعتداء على الكرامة الشخصية وعلى الأخص المعاملة المهينة والحاطة من الكرامة، ممنوعة في ظل أية ظروف"
ونعود لنتسائل أين هي اتفاقيات جنيف؟ وأين كرامة الإنسان أمام دولة تبجحت حينما لم تجد من يردعها؟ عرب نيام وأخر يمارسون رياضة الخيانة في بحر الخنوع والتطبيع.
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..