بوابة صيدا
كتب ميخا غودمان في "يديعوت" يقول:
"لقد أصيبت صورة إسرائيل في الغرب بجراح بالغة. في الجامعات، وعلى تيك توك، وفي القنوات الإعلامية الرائدة، يُنظر إلينا على أننا دولة وحشية تنتهك القانون، ويجب إيقافها من أجل السلام العالمي. لكن صورة إسرائيل في الغرب ليست الصورة الوحيدة التي تهمّ الإسرائيليين. نحن نهتمّ أيضا بكيفية نظر القوى الجهادية في الشرق الأوسط إلينا.
يتعيّن علينا أن نحافظ على صورتين: نحتاج إلى أن ينظر إلينا الغرب باعتبارنا دولة أخلاقية تلتزم بالقواعد، ونحتاج أيضا إلى أن ينظر إلينا الشرق الأوسط باعتبارنا دولة حازمة، وعدوانية، ولا يمكن التنبؤ بتصرفاتها، وقاسية في بعض الأحيان.
نحن مهتمّون بشعوريْن: الحب والخوف. نريد أن يحبّنا الغرب، وأن يخافنا الشرق الأوسط. المشكلة هي أن هذه لعبة محصّلتها صفر: أي إجراء يهدف إلى استعادة الخوف والتردّد حيال إسرائيل في الشرق الأوسط؛ يؤدّي إلى تآكل الدعم والتعاطف مع إسرائيل في الغرب.
إن تعاطف الغرب مع إسرائيل يؤدّي إلى تقليل الخوف في الشرق الأوسط من إسرائيل. لو كان بوسعك اختيار واحد فقط من الشعوريْن، أيّهما ستختار: الحب أم الخوف؟ حسنا، كل من تنفّس الأجواء العامة في إسرائيل منذ 7 أكتوبر يدرك أن القناعة بأن الشرق الأوسط يخاف منا، بالنسبة لمعظم الإسرائيليين، يهدئنا أكثر بكثير من معرفة أن الغرب يحبنا".
"إن صورتنا في الشرق الأوسط أهم بالنسبة لنا من صورتنا في الغرب، والمشكلة هي أنه بدون دعم الغرب لا يمكننا استعادة صورتنا المهدّدة في الشرق الأوسط. نحن مرتهنون للغرب، معتمدون على السلاح ومظلة الحماية القانونية والسياسية. إذا فقدنا تعاطف الغرب تماما، فلن تكون لدينا الإمكانيات لاستعادة الخوف منّا في الشرق الأوسط. وبعبارة أخرى، نحن كذلك في جدلية منطقية استراتيجية: نحن نعتمد على صورة إسرائيل في الغرب، وبدونها لا نستطيع، لاستمرار لفترة طويلة، في شنّ حرب تدمّر صورتنا في الغرب".
"لقد ذهبنا إلى الحرب من أجل إعادة المختطفين، وتحطيم القدرات العسكرية والحكومية لحماس، وإعادة الأمن لمواطني إسرائيل. لقد انتهت المهلة الدولية الممنوحة لإسرائيل لإنهاء الحرب قبل أن تنهي إسرائيل حملتها وتنجز مهامها.
لقد قضينا على التعاطف قبل أن نقضي على حماس. لقد فقدنا تعاطف الغرب قبل أن نعيد ترسيخ خوف الشرق الأوسط منّا. إن الوضع الذي وصلنا إليه هو الأسوأ على الإطلاق: في الغرب يُنظر إلينا على أننا غير أخلاقيين، وفي الشرق الأوسط على أننا لا نشكّل أيّ تهديد".
(ياسر الزعاترة)
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..