بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات..حسان القطب..
يبدو ان الفريق الاعلامي لامين عام حزب الله حسن نصرالله، قد ارتكب جملة اخطاء عند اعداده لمضمون العناوين الاساسية لخطاب الامين العام.. خاصةً بما يتعلق بالشأن الداخلي اللبناني، وتحديداً حول الملف الرئاسي، ودور سلاح المقاومة في العمل على تغيير طبيعة النظام السياسي في لبنان..
جريدة اللواء..«لا حزب الله ولا حركة أمل ولا أي فصيل مشارك اليوم على الجبهة تحدّث عن فرض رئيس جمهورية أو تعديل في الحصص أو النظام السياسي على ضوء الجبهة (...) موضوع المقاومة خارج هذه الحسابات كلها، هذه مسألة ترتبط بالدفاع عن لبنان والجنوب وشعبنا وكرامته». وأضاف: «سلاح المقاومة ليس لتغيير وقائع سياسية في لبنان ولا تغيير الدستور في لبنان، هذا السلاح لحماية لبنان وشعبه وكل اللبنانيين، سواء قاتل على الأرض اللبنانية أو قاتل بمواجهة إسرائيل أو قاتل بمواجهة التكفيريين في سوريا».
موقع المنار.. وعن ملف انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، أكد الأمين العام لحزب الله أنه “لا حزب الله ولا حركة أمل ولا أي فصيل مشارك اليوم على الجبهة، تحدث عن فرض رئيس جمهورية أو تعديل بالحصص أو النظام السياسي على ضوء الجبهة”، موضحاً أن “موضوع المقاومة هو خارج هذه الحسابات كلها”، وأن “موضوع الرئاسة هو موضوع داخلي”. وهنا أعلن السيد أن “سلاح المقاومة ليس لتغيير النظام السياسي والدستور ونظام الحكم وفرض حصص طائفية جديدة في لبنان”.
للتذكير فقط، وربما هذا ما فات الفريق الاعلامي الانتباه اليه..
موقع النشرة 19/2/2019.. علق عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي على كلمة رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل خلال جلسة مناقشة البيان الوزاري مؤكدا أن " كل شخص يريد ان يسلط الضوء على نفسه يتهجم على حزب الله". وتوجه الموسوي الى بري بالقول:" لنا الحق في الرد على كل من يتهجم علينا"، معتبرا ان "الرئيس ميشال عون وصل إلى قصر بعبدا ببندقية المقاومة التي تشرف كل لبنان ولم يصل عبر الدبابة الاسرائيلية".
وللتذكير ايضاً..
في عام 2007، قررت فرنسا الدخول على الخطِّ بعدما انقطع الحوار بين الفرقاء اللبنانيين، فأقنعتهم الخارجية الفرنسية بعقد جلسة حوار في يوليو/ تموز في سان كلو، إلَّا أنَّه لم يتم التوصل إلى نتيجة. حيث طرحت المثالثة بدل المناصفة كحل لازمة لبنان...
جريدة الاخبار... 16/7/2007...وأكد المصدر نفسه أن الجميع أقروا بوجوب دعم الجيش في المعركة التي بخوضها ضد «فتح الإسلام» وتطبيق القرار الدولي 1701 والتمسك بالدستور واتفاق الطائف وأن يتم تأليف حكومة وحدة وطنية وإنجاز الاستحقاق الرئاسي، وأن تؤلف حكومة إنقاذ تملأ الفراغ تمهيداً للبحث في مواصفات رئيس الجمهورية الجديد ومشروعه ورؤيته التي يجب أن تتضمن حلولاً للملفات الساخنة، وأن يكون ذا تمثيل شعبي وذا تمثيل مسيحي واسع.
رابط الخبر..
https://al-akhbar.com/Home_Page/189084
كما نلاحظ.. ازمة الانتخابات الرئاسية الحالية، تحمل نفس مواصفات ازمة انتخاب الرئيس عام 2007.. تحت عنوان.. (البحث في مواصفات الرئيس).. باستثناء غياب مصطلح التمثيل المسيحي الواسع.. كما ان المفاوضات في فرنسا.. كانت حول ماذا..؟؟ حول طبيعة النظام السياسي.. فإذا سلاح الميليشيات في لبنان سواء حركة امل او حزب الله يطالب بتغيير النظام السياسي من خلال لعبة التعطيل.. المتكررة..
النائب السابق فارس سعيد في اتصال مع “أساس” أنّ “الرئيس ماكرون أرسل إشارتين سياسيتين في بيروت، الأولى كلامه عن ميثاق سياسي جديد، وهو ما فتح الباب أمام عودة الحديث عن ضرورة وضع نظام سياسي جديد للبنان، وقد سارع الرئيس عون إلى تلقّف هذه الفرصة الجديدة للتشكيك بالدستور الحالي”. ويذكّر بأنّ “المثالثة كانت قد طرحت في العام 2007 في مؤتمر سان كلو وقوامها دستور جديد يقوم على المثالثة عوض المناصفة مقابل تسليم حزب الله سلاحه. وهي معادلة مرفوضة، لأنّه لا بديل عن اتفاق الطائف كصيغة ضامنة للعيش المشترك في لبنان”.
رابط الخبر..
https://www.asasmedia.com/54016
عام 2007 ايضا كان قد عقد لقاء في لوزان المدينة السويسرية، بين قوى 14 و8 آذار.. للتفاوض بدعوة من الجمعية السويسرية للحوار الأوروبي العربي الإسلامي وبدعم من وزارة الخارجية السويسرية أتاح الفرصة لتحديد تصورات مختلف الأطراف للأسس التي يمكن أن تقوم عليها دولة لبنانية قادرة على البقاء، كما طرح للنقاش جملة من أسباب الأزمة الحالية مثل مسالة الطائفية السياسية وحمل السلاح والحق في المقاومة.
موقع سويس إنفو: إذا أردنا تلخيص ما تقومون به، فهو عبارة عن إعادة صياغة المبادئ التي تقوم عليها دولة لبنانية قادرة على البقاء؟
إيف بيسون: هذا بالفعل ما نقوم به، بحيث تعلق الأمر بتحديد ما تم إنجازه، وتدوين ذلك كتابيا والعمل وفقا للظروف المتاحة لتطوير تلك النقاط تقنيا.
رابط المقابلة والحوار..
لم ينته دور الدولة السويسرية عام 2007 بل استمر من خلال ادواتها في لبنان.. التي عملت بصمت على ترتيب الدعوة لهذا العشاء لوضع تفاهم بالاحرف الاولى على مستقبل لبنان وتوزيع السلطة فيه، استكمالا لما بدا الحوار حوله في لوزان وفي سانت كلو عام 2007.. ولكن بعد انفضاح وانكشاف الهدف من هذه الدعوة للعشاء الغي على عجل تحت عنوان منعا لاي فهم خاطيء..
رابط الخبر
ضغوط سعودية تطيح بالدعوة السويسرية لعشاء سياسي في لبنان
https://www.almanar.com.lb/10041209
مضمون الخبر على موقع المنار يؤكد الرغبة في الاطاحة باتفاق الطائف من خلال هذه اللقاءات..
الخلاصة..
يوجد الكثير من الادلة التي تؤكد ان هذا السلاح المنتشر بايدي الميليشيات (حزب الله وامل ومن معهما).. انما هو للسيطرة على لبنان وتغيير نظامه السياسي بشكلٍ دستوري، او من بوابة التعطيل والبحث عن المواصفات كما يكرر دائماً او بطرح الميثاقية التوافقية التي معناها الغاء النظام البرلماني الديموقراطي.. وكذلك التدخل في شؤون دول المنطقة وهذا ما اشار اليه نصرالله في كلمته عندما قال.. مبررا دوره الاقليمي..(أو قاتل بمواجهة التكفيريين في سوريا).. اعطى نفسه صلاحيات اطلاق وتنفيذ سياسات خارجية بما فيها الامنية والدينية عندما يقوم بتكفير شعب ومعارضة بمعزل عن السلطة اللبنانية.. في دولة مجاورة..
الحل في لبنان يكمن في احترام الدستور نصوصاً وتطبيقاً والخروج من الالتزام بسياسات واستراتيجيات المحاور الخارجية، وان يكون الجيش اللبناني والمؤسسات الامنية الاخرى هي المسؤولة حصرا عن امن الوطن والمواطن.. ولا سلاح خارج هذه المؤسسات ولا مبرر له ولا دور له..
بعد كل هذا نتمنى على الفريق الاعلامي لحزب الله ان يتوخى الحرص في وضع العناوين السياسية سواء كانت داخلية او اقليمية حتى لا يقع امينه العام في التناقض..