أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها قصفت مدينة عسقلان بدفعة من الصواريخ انطلاقا من منطقة توغل جيش الاحتلال، شرق جباليا شمالي قطاع غزة حيث تدور معارك ضارية تزامنا مع القتال في حي الزيتون بمدينة غزة وفي رفح جنوبا.
ورصد فلسطينيون في جباليا تقدم آليات الاحتلال في المخيم، بينما سمع دوي إطلاق نار كثيف، كما استمرت الغارات الجوية المكثفة شمالي القطاع.
من جانبها، قالت كتائب القسام -عبر تليغرام- إنها قصفت مدينة عسقلان برشقة صاروخية ردا على المجازر بحق المدنيين.
في الوقت نفسه، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن صاروخين أطلقا من قطاع غزة على سديروت، وتم اعتراض أحدهما بينما سقط الآخر في منطقة مفتوحة.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد أفادت بأن 3 إسرائيليين أصيبوا فجر اليوم الأحد جراء سقوط صاروخ أطلق من غزة، في عسقلان التي تبعد 13 كيلومترا تقريبا عن حدود شمال القطاع.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن أنه قرر العودة للعمل في جباليا شمالي قطاع غزة وترحيل السكان، في ظل ما قال إنها محاولات حماس استعادة قدراتها في المنطقة.
من جهتها، أعلنت كتائب القسام -منذ صباح اليوم- استهداف عدد من الدبابات الإسرائيلية بقذائف الياسين 105 شرق مخيم جباليا، وقصف قوات الاحتلال في المحور نفسه بقذائف الهاون.
مسيّرة تستهدف الميركافا
وبثت القسام تسجيلا مصورا لاستهداف إحدى الدبابات الإسرائيلية من طراز ميركافا، حيث أسقطت قذيفة مضادة للدروع بواسطة طائرة مسيرة على الدبابة شرق مخيم جباليا.
وفي وقت سابق، بثت القسام مشاهد لمعارك حي الزيتون بمدينة غزة، حيث استهدفت قواتِ الاحتلال بقذائف الهاون، وظهرت مروحيات إسرائيلية تجلي القتلى والجرحى، وفق ما ذكرته المقاومة.
وقد اعترف جيش الاحتلال -منذ مساء أمس- بمقتل أحد جنوده خلال معارك حي الزيتون، كما أفاد الإعلام الإسرائيلي بإصابة اللواء يوغاف بار ششت نائب مراقب المنظومة الأمنية خلال اشتباكات مع المقاومة، وهو أرفع ضابط يصاب منذ بداية الحرب، وفقا لتقارير إسرائيلية.
ونقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن مصادر في الجيش الإسرائيلي قولها إن حركة حماس أعادت تنظيم قواتها في حي الزيتون، وسط القطاع.
وأشارت المصادر إلى أن ذلك يعرض القوات الإسرائيلية في محور نتساريم للخطر، وأضافت أنه بالنظر لعدم وجود قوة بديلة، فإن حماس ستعود إلى رفح وجباليا والزيتون.
وأكدت المصادر الإسرائيلية أن "من الصعب ترجمة الإنجازات العملياتية للجيش من دون تحرك إستراتيجي".
"حماس تحتفظ بقدراتها"
كما نقلت القناة الـ13 الإسرائيلية عن رئيس الأركان هرتسي هاليفي قوله إن غياب خطة سياسية في غزة سيدفع الجيش لتكرار عملياته في مناطق مختلفة.
في السياق نفسه، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن محللين أنه من غير المرجح أن تؤدي سيطرة إسرائيل على رفح إلى توجيه ضربة تكتيكية قوية لحماس.
ورأى المحللون أيضا أن عودة القتال في مدينة غزة ومناطق شمال القطاع تظهر احتفاظ حماس بقدراتها القتالية.
من ناحية أخرى، نقلت شبكة "إيه بي سي" عن مسؤولين سابقين بالخارجية الأميركية قولهم إن الحرب في غزة أدت لمقتل 34 ألف فلسطيني بينهم 14 ألف طفل، قتل معظمهم بذخائر أميركية.
ومنذ أكثر من 7 أشهر، تشن إسرائيل حربا على غزة، يصفها خبراء أمميون وحقوقيون بأنها حرب إبادة وتجويع، حيث استشهد وأصيب عشرات الآلاف، أغلبهم أطفال ونساء، ودمرت قرابة 70% من البنية التحتية المدنية من منازل ومدارس ومستشفيات.
وفي أحدث إحصائية لوزارة الصحة في غزة ظهر اليوم، ارتفع عدد الشهداء منذ بداية الحرب إلى 35 ألفا و34 شهيدا، وبلغ عدد الجرحى 78 ألفا و755 جريحا.
وقالت الوزارة إن قوات الاحتلال ارتكبت 8 مجازر ضد العائلات خلال الـ24 ساعة الماضية، وقد وصل إلى المستشفيات 114 مصابا وجثامين 63 شهيدا، بينما لا يزال كثير من الجرحى ومن جثث الشهداء تحت الركام وفي الطرقات إذ لم تتمكن فرق الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم بسبب اشتداد القصف الإسرائيلي.
من جانبه قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت -اليوم الأحد- إن الحرب على غزة انتهت فعليا قبل 3 أشهر، ولا يوجد سبب للادعاء باستمرارها، مؤكدا ضرورة التوصل إلى صفقة لاستعادة المحتجزين وانسحاب الجيش من القطاع.
وأوضح ألمرت -في مقال نشرته صحيفة هآرتس- أن الجيش يقول إنه قضى على نحو 26 لواء لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) مما يعني أن الحرب انتهت، وفق تعبيره.
كما أشار إلى أهمية انسحاب الجيش من غزة وتسليمها لما سماه قوة عسكرية متعددة الجنسيات، وتشمل فلسطينيين مؤيدين للسلطة الفلسطينية، بحسب قوله.
وأكد أنه للوصول إلى انسحاب الجيش من غزة، يجب في البداية التوصل إلى صفقة تعيد جميع المحتجزين، مشددا على أنه لا يمكن استعادة الأسرى الإسرائيليين إلا من خلال إنهاء الحرب، قائلا إن من يتصور غير ذلك "واهم".
وأردف أولمرت أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يحبط عمدا أي فرصة للتوصل إلى صفقة تُفرج عن المحتجزين لذرائعه الشخصية والاحتفاظ بالسلطة.
وفي ظل اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا ينص على ضرورة قبول دولة فلسطين عضوا بالأمم المتحدة، ويطالب مجلس الأمن بإعادة النظر في التعاطي مع الأمر بشكل إيجابي، حذر أولمرت من أن فلسطين سترفض التفاوض مع إسرائيل في حال قررت الجمعية العامة الأممية الاعتراف بدولة فلسطينية.
وأكد أن احتمال الاعتراف بدولة فلسطينية لم يعد "وهما" مشيرا إلى أن استمرار ما وصفه الاستهزاء الإسرائيلي بالمجتمع الدولي والحلفاء الأميركيين والأوروبيين، سيدفعهم إلى تأييد هذا القرار في الجمعية العامة، أو الامتناع عن التصويت.
يشار إلى أن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس وصف اعتماد الجمعية العامة الأممية قرارا بضرورة قبول فلسطين بالأمم المتحدة بـ"القرار السخيف" وسط الإصرار الإسرائيلي على استمرار الحرب والبقاء في قطاع غزة، بما يعطل مباحثات التوصل لصفقة تبادل.
(المصدر : الجزيرة + الصحافة الإسرائيلية)