• لبنان
  • الجمعة, تشرين الثاني 22, 2024
  • اخر تحديث الساعة : 11:12:40 م
inner-page-banner
مقالات

مفاوضات أفشلتها عنصرية الصهيونية

بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا

كنت قد تناولت في المقال السابق سياسة العنصرية وعلاقتها بالاستبداد والقمع وكيف استخدمتها دولة الاحتلال مع الشعب الفلسطيني. وما ارتكبته ولا زالت خلال عدوانها الغاشم على غزة من تطبيق لتلك السياسية القمعية بهدف بقاءها المتسيدة على الأرض والشعب.

فهذه الدولة المتعنصرة تظن أن القوة هي التي تستطيع المحافظة على الامتيازات العنصرية إلى النهاية، دون أن تدرك أن تعلق سكان غزة ومقاومتها بتحقيق الحرية والخلاص من الاحتلال أقوى من قوة دولة الاحتلال وتعلقها بالحياة والاستمرار.

لذلك فإن أعلام الحرية سترفرف يوما، ولعله قريب فوق رؤوس الصابرين من أهل فلسطين عامة وغزة ومقاومتها خاصة.

وقد رأينا أن الاعتماد على القوة فقط لا يُعوّل عليه، عندما فشل نتنياهو على تحقيق أهدافه في الحرب سواء كان ذلك بتحرير الرهائن أو القضاء على حماس في الشمال والوسط والجنوب.

ومنذ أسابيع وهو يهدد بدخول رفح للقضاء على المقاومة، لكنه كان يجبن عن تنفيذ هذه الخطوة بسبب أمرين أحدهما ضغط أعضاء حزبه عليه إلى حد التهديد بخسارة حكومته، أما الأمر الآخر فهو الخوف من هزيمة جيشه وعدم قدرتهم على القضاء على المقاومة.

وكان في كل مرة يفشل المفاوضات مع وسطاء حركة حماس بهدف إطالة عمر الحرب التي تضمن بقاءه في الحكومة ويأتي ليخرج بتصريحات تتهم حماس بعرقلة المفاوضات.

إلا أن حماس قامت مساء 6 مايو بحركة ذكية حين سلمت شبكة الجزيرة ردها بالموافقة على المفاوضات بهدف حشر حكومة نتنياهو وإحراجه عالميا ولتبين للعالم من الذي يعرقل المفاوضات.

إلا أن نتنياهو ظهر على حقيقته حين رفض المفاوضات وأفشلها واجتاح رفح ببشاعة لا تقل عن بشاعة دخوله بقية مناطق القطاع وهو الذي وعد بأن عملية رفح ستكون محدودة، وهذا ليس بغريب عليه. فقد دخلها بقوة الطائرات وفاشيتها، قوة التدمير والقتل وارتكاب المجازر.

وقد أثبت نتنياهو عنصريته وعنصرية دولته، وأن لا مفاوضات مع هذه العنصرية. وأرادتها مفاوضات مُذلّة على طريقتها المتعنصرة وكما اعتادت قبل 7 أكتوبر. وانتظرت من الحركة قبولها والموافقة عليها، فكيف تطلب ممن اقتلعتهم واقتلعت آبائهم وأجدادهم وسرقت الأرض والثمر والتعب باسم نظامها العنصري.

وهنا من المؤكد أن حركة حماس تراعي كل ذلك ولم تنس ماضي المفاوضات التي كانت ضد الفلسطينيين منذ 48 من تهديم للقرى وبناء المستوطنات مكانها وارتكاب المجازر والتهجير القسري لإحداث التغيير الديمغرافي الذي ضمن قيام الدولة، والتغيير الثقافي الذي طال المدينة المقدسة "القدس" ونية هذ الدولة بهدم مسجدها وقبتها وإقامة هيكلها الثالث المزعوم، وما حدث من هضم لحقوق أصحاب الأرض الشرعيين ومنعهم من تقرير مصيرهم.

لذلك فإنه من المؤكد أن نجد الشعب الفلسطيني يستميت لينهي الاحتلال ويستعيد الارض ويسترد الحقوق المنهوبة على مدار 76 عاما.

وبعد كل ما فعلت هذه الدولة وارتكبت نجد نتنياهو لا يتورع من نعت حماس وجناحها العسكري الذي يقاتل دفاعا عن الأرض والعرض"بالنازيين الجدد".

أما جيشه المأزوم الذي ارتكب ما ارتكب فهو المدافع عن أمن الوطن. فأي وطن وهو الوطن المسروق من أصحابه ومن هو النازي العنصري الحقيقي؟ واليوم لن تنجح أي مفاوضات لأنها على طرفي نقيض فالنجاح والفشل على طرفي نقيض سببه عنصرية دولة الاحتلال.

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة