مقالات

بوابة صيدا 

تعليقاً على خبر طرد حركة حماس من قطر  الذي نشرته "واشنطن بوست" والذي تصدر صحف الغزاة اليوم أيضاً، قال الكاتب والمحلل سياسي ياسر الزعاترة:

" الرسالة كانت الشهر الماضي، وفق الصحيفة، وهنا تحديدا تظهر الخلاصة، بأن قطر لم تضغط على "حماس"، وإن أبلغتها بالأمر (على الأرجح)، وهي (قطر) تدرك أن أمريكا اليوم ليست في زمن إعطاء الأوامر في ظل مخاض دولي معروف. أما الأهم فهو أن "حماس" لا تعتبر أن هذا البُعد (مكان وجود بعض قيادتها) جزء من حيثيات القرار في قضية محورية كالتي يتم الحديث عنها (صفقة الهدنة والتبادل)، وجاءت المواقف التركية الأخير لتمنحها (ومعها قطر) دفعة قوية أيضا.

دلالة الرسالة بالغة الوضوح، وخلاصتها أن إدارة بايدن (ومن ورائها اللوبي الصهيوني) في حالة هستيريا لوقف الحرب، وذلك تبعا لقناعتها بأن نتنياهو لا يلبي مصالح "الكيان" من جهة، وهو من جهة أخرى لا يأخذ في الاعتبار ما تتحمّله أمريكا من خسائر بسبب استمرار الحرب، بجانب الخوف من صراع إقليمي يشغلها عن تحدّياتها الاستراتيجية في مواجهة الصعود الصيني الروسي. أما عنترياته (أعني نتنياهو) بشأن "رفح"، فهي تزيد مخاوف الإدارة وكل الحريصين على "كيانه" وأسراه أكثر مما تؤثر في موقف "حماس".

احتجاجات الجامعات تحضر بقوة دون شك، وتبعا لها مخاوف بايدن من انفضاض جيل الشباب من حوله، ومعهم الكتلة الإسلامية.

في الخلاصة يمكن القول إن "حماس" ستأخذ قرارها تبعا للتوضيحات التي طلبتها على التوضيحات التالية على الورقة المصرية (مفاوضوها اليوم في القاهرة)، ولن تأخذ في الاعتبار تسريب "واشنطن بوست"، ولا قصة مكان الإقامة برمّتها، بل مصالح شعبها وقضيتها، لا سيما أنها تدرك عُمق مأزق الغزاة وداعميهم.