صوتت هيئة رفيعة المستوى في الفاتيكان ضد السماح للنساء الكاثوليكيات بالخدمة كشمامسة، مما يحافظ على ممارسة الكنيسة العالمية المتمثلة في الكهنوت الذكوري بالكامل، وفقاً لتقرير قُدم إلى البابا ليو ونُشر يوم الخميس.
وقالت الهيئة، في تصويت بأغلبية 7 أصوات مقابل صوت واحد، إن الأبحاث التاريخية والتحقيقات اللاهوتية "تستبعد إمكانية" السماح للمرأة بالخدمة كشمّاسة في هذا الوقت، لكنها أوصت بمزيد من الدراسة للمسألة.
وقد أثارت المناقشات حول إمكانية تولي النساء منصب الشمّاس، وهو منصب رسامة يتيح المساعدة في خدمات الكنيسة لكنه لا يسمح بالاحتفال بالقداس، جدلاً واسعاً في الكنيسة التي يبلغ عدد أعضائها 1.4 مليار شخص على مدى العقد الماضي.
الشمامسة يمكنهم القيام بالعديد من الواجبات ولكن ليس الاحتفال بالقداس
يمكن للشمامسة الكاثوليك تعميد الناس، وإبرام عقود الزواج، وإقامة الجنازات، من بين واجبات أخرى. وفي بعض مناطق العالم، يمكنهم أيضاً قيادة الأبرشيات في غياب كاهن، ولكن يجب على الكاهن أن يظل يحتفل بالقداس.
وقد أُعيد تصور هذا الدور، الذي كان يُعتبر لعدة قرون مجرد خطوة تمهيدية للكهنوت، ليصبح منصباً دائماً للرجال الكاثوليك المتزوجين بعد سلسلة من الإصلاحات التي قامت بها الكنيسة في الستينيات. وتقول بعض النساء إنهن يعتقدن أن الله يطلبهن لتولي هذا المنصب، الذي يُفهم في الكنيسة على أنه دور خدمة.
البابا الراحل فرنسيس فتح النقاش
ذكرت اللجنة، التي قادها كاردينال وكاهن من المكتب العقائدي الأعلى في الفاتيكان، وضمت رجالاً ونساء من الأكاديميين الكنسيين، في التقرير أن تقييمها ضد شمّاسية النساء كان قوياً، لكنه "لا يسمح حتى اليوم بصياغة حكم نهائي".
كان البابا الراحل "فرنسيس" قد فتح باب النقاش حول هذا الموضوع، بعد طلب قُدم إليه في عام 2016 من المجموعة الجامعة ومقرها روما التي تمثل الراهبات والأخوات الكاثوليكيات في العالم. وشكل فرنسيس لجنتين لدراسة المسألة، وقد تداولت اللجنتان في سرية. ويعد تقرير يوم الخميس هو المرة الأولى التي تُعلَن فيها نتائج هذه المناقشات.
وانتقدت "فيليس زاغانو"، وهي باحثة في جامعة هوفسترا في نيويورك وكانت عضواً في لجنة فرنسيس الأولى ودافعت عن شمّاسية النساء، التقرير الجديد، قائلة إن النص "يبذل قصارى جهده لتقديم الموضوع في ضوء سلبي، ويختار بشكل انتقائي تعليقات من تقارير سابقة دون تقديم السياق الكامل".
وانتقدت التقرير أيضاً عدة مجموعات تدعو للإصلاح في الكنيسة الكاثوليكية. ووصفت المجموعة الألمانية "نحن الكنيسة" القرار ضد شمّاسية النساء بأنه مشكوك فيه "لاهوتياً، وأنثروبولوجياً، ورعوياً". كما انتقد مؤتمر رسامة المرأة، وهي مجموعة مقرها الولايات المتحدة، اللجنة لعدم طلب رأي المزيد من النساء في مناقشاتها ووصف القرار بأنه "إهانة عميقة وغير سليمة لاهوتياً".
الرغبة في "توسيع وصول المرأة" إلى الخدمة
يأتي التقرير الجديد في رسالة موجهة إلى البابا "ليو" من الكاردينال الإيطالي "جوزيبي بيتروكي"، الذي قاد اللجنة الثانية التي شكلها فرنسيس. وتحمل الرسالة تاريخ 18 أيلول / سبتمبر، لكن الفاتيكان نشرها يوم الخميس.
وقالت الرسالة إن اللجنة الثانية صوتت في اجتماع عقد في تموز / يوليو 2022 ضد إمكانية خدمة النساء كشمامسة. وذكر التقرير أيضاً أن اللجنة صوتت بأغلبية 9 أصوات مقابل صوت واحد في اجتماع شباط / فبراير على أنه يجب على الكنيسة "توسيع وصول المرأة" إلى فرص الخدمة الكنسية، دون تقديم تفاصيل محددة.
وقال التقرير: "يقع الآن على عاتق تقدير الرعاة تقييم المزيد من الخدمات التي يمكن إدخالها لتلبية الاحتياجات الملموسة للكنيسة في عصرنا".
ولم يُعرف عن البابا "ليو"، وهو شخصية مغمورة نسبياً على الساحة العالمية قبل انتخابه في أيار / مايو، أنه علق على مسألة شمّاسية النساء.
وكان البابا "يوحنا بولس الثاني" قد أعاد تأكيد الحظر المفروض على خدمة النساء ككهنة في عام 1994، لكنه لم يتناول على وجه التحديد مسألة شمّاسية النساء.
ويشير الداعمون إلى أدلة على أن النساء خدمن كشمامسة في القرون الأولى للكنيسة. فامرأة واحدة، "فوبي"، مذكورة كـ"شمّاسة" في إحدى رسائل الرسول القديس بولس.
(المصدر: رويترز)
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..