• لبنان
  • الثلاثاء, تشرين الثاني 18, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 2:02:48 م
inner-page-banner
الأخبار

"دوره هو التجنيد": مروّج دعاية لقوات الدعم السريع يقيم في شيفيلد البريطانية 

ظهر مواطن بريطاني مقيم في مدينة شيفيلد يُدعى "عبد المنعم الربيع" في بث مباشر عبر منصة "تيك توك"، وهو يضحك بينما كان أحد مقاتلي قوات الدعم السريع في السودان يتفاخر بالمشاركة في عمليات قتل جماعي بمدينة الفاشر. 

البث الذي جرى في 27 تشرين الأول / أكتوبر ليس سوى واحد من مئات المقاطع التي نشرها الربيع على منصات التواصل الاجتماعي، حيث يعبّر فيها عن دعمه لقوات الدعم السريع والانتهاكات ذات الطابع العرقي التي ارتكبتها في إقليم دارفور غربي السودان. 

يُعد الربيع، البالغ من العمر 44 عامًا، أحد أبرز المروّجين الدعائيين للحركة على الإنترنت، وقد زار دارفور مرتين على الأقل منذ اندلاع الحرب، وينشر بشكل شبه يومي مقاطع فيديو على حساباته التي يتابعها عشرات الآلاف عبر "تيك توك" و"يوتيوب" و"إكس". 

دعوات للتحرك 

أعضاء من الجالية السودانية في بريطانيا طالبوا السلطات بالتحرك ضده، معتبرين أنه يحرّض على الكراهية ويمجّد العنف. وقال "عبد الله أبو قردة"، رئيس جمعية دارفور في بريطانيا: "حرية التعبير لا يجب أن تكون غطاءً لخطاب الكراهية أو التحريض على العنف. نطالب السلطات باتخاذ إجراءات حاسمة لضمان المحاسبة ومنعه من نشر محتوى ضار". 

لا يُعرف الكثير عن حياة الربيع في بريطانيا، لكن بعض مقاطع الفيديو أظهرت أنه عمل كسائق أجرة في شيفيلد. صحيفة "الغارديان" حاولت التواصل معه للتعليق. 

محتوى عنيف وإغلاق حسابات 

في البث المباشر الأخير، شارك الربيع إلى جانب مقاتل يُدعى "أبو لولو"، ظهر في مقاطع مصورة من الفاشر وهو يقتل مدنيين عزّل. قال أبو لولو: "اليوم قتلت 2000 شخص ثم فقدت العدّ، أريد أن أبدأ من الصفر"، ليرد الربيع بالضحك. كما استخدم ألفاظًا مسيئة بحق مجموعات إثنية في دارفور. 

عقب ذلك، أعلنت "تيك توك" إغلاق حساب الربيع الذي كان يتابعه 240 ألف شخص، لانتهاكه سياسات المنصة بشأن السلوك العنيف والإجرامي.

"يوتيوب" بدورها أغلقت حسابه الأسبوع الماضي، كما حذفت "إكس" حساباته أكثر من مرة ليعود بإنشاء حسابات جديدة. 

خلفية الصراع 

قوات الدعم السريع سيطرت على مدينة الفاشر الشهر الماضي بعد معارك مع الجيش السوداني، وسط تقارير عن عمليات قتل جماعي واغتصاب وخطف على أساس عرقي. صور أقمار صناعية حللها باحثون من جامعة ييل أظهرت بقع دماء في شوارع المدينة وحفرًا يُعتقد أنها مقابر جماعية. وفي كانون الثاني / يناير الماضي، أعلنت الولايات المتحدة رسميًا أن قوات الدعم السريع ارتكبت إبادة جماعية خلال الحرب. 

الباحث السوداني المقيم في بوسطن "محمد سليمان" وصف الربيع بأنه "أحد أكثر أنصار الدعم السريع تأثيرًا على وسائل التواصل"، مضيفًا أن "نشطاء الحركة على الإنترنت يلعبون دورًا محوريًا في تعزيز صفوفها عبر نشر روايات تبرر الحرب". 

دور يتجاوز الدعاية 

الربيع ورد اسمه في طلب تقدّم به مقيم بريطاني آخر، "يسلم الطيب"، الذي كان معتقلًا لدى قوات الدعم السريع، يدعو الحكومة البريطانية لفرض عقوبات على أفراد متهمين بدعم الحركة. 

المحامي الحقوقي السوداني "مهند النور" قال إن قدرة الربيع على زيارة دارفور خلال الحرب تعكس نفوذًا يتجاوز مجرد الترويج الدعائي، مضيفًا: "دوره هو التجنيد والتشجيع. كثيرون ينشرون خطاب كراهية، لكن لم يكن أحد منهم على الأرض يلتقي مسؤولي الدعم السريع ويقف فوق الدبابات. انظروا إلى رواندا، كيف بدأت – من نشر خطاب الكراهية الذي غذّى الحرب". 

(المصدر: صحيفة "الغارديان")

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة