بوابة صيدا
اضطرت أم فلسطينية للتخلي عن منحة دراسية مرموقة في جامعة بريطانية بعد أن منعتها سياسة حكومية وُصفت بأنها "غير عادلة" من اصطحاب أسرتها معها إلى المملكة المتحدة.
"أماني"، 34 عامًا، حصلت على منحة "Phoenix Space" لدراسة ماجستير في "النوع الاجتماعي والعلاقات الدولية" بجامعة بريستول، وهو ما اعتبرته فرصة غيّرت حياتها. لكنها فوجئت برسالة من وزارة الخارجية البريطانية تخبرها أن بإمكانها مغادرة غزة وحدها فقط، دون زوجها أو أطفالها الثلاثة: ابنتها "تايما" (10 سنوات)، وولداها "تيم" (6 سنوات) و "آدم" (3 سنوات).
خيار مستحيل
قالت أماني لـ "ذا إندبندنت": "كل تفاصيل سعادة أطفالي تهمني، راحتهم، قوتهم، إحساسهم بالحب داخل الأسرة. كيف يمكن أن أتركهم؟". وأوضحت أنها بذلت جهودًا كبيرة لتوفير تعليم خاص وأنشطة إضافية لهم قبل الحرب، محاولةً الحفاظ على قدر من الحياة الطبيعية وسط أهوال القصف.
في رسالة رسمية من فريق دعم مغادرة غزة التابع لوزارة الخارجية والكومنولث والتنمية، جاء: "لا يمكننا سوى دعم خروجك الفردي لإتمام الإجراءات البيومترية، وليس أفراد أسرتك أو مُعاليك. لن يتم التقدم بطلبك لإشراك زوجك أو أطفالك الثلاثة في أي مغادرة من غزة".
وأضافت الرسالة: "ندرك أن هذا قرار شخصي وصعب للغاية يؤثر عليك وعلى أسرتك. إذا جعل هذا الأمر من الصعب عليك الالتحاق بجامعتك هذا العام، عليك التواصل معها لاستكشاف خيارات بديلة".
بين الحلم والأمومة
أماني قالت إنها انهارت بالبكاء عند تلقي الخبر: "شعرت بالوحدة، كل عائلتي خارج غزة، ولا أستطيع ترك أطفالي في ظروف لا تُحتمل". وأكدت أنها لن تقبل بالفرصة إذا لم يُسمح لها باصطحاب أطفالها، مضيفة: "أطفالي أولويتي، أهم من أي حلم أو طموح".
وأبدت استياءها من السياسة البريطانية التي تسمح بمرافقة المعالين فقط في حالات محددة، بعد أن كان الوزراء قد تراجعوا قبل أسبوعين عن قرار سابق يمنع مرافقة أي من أسر طلاب غزة. ووفق موقع وزارة الداخلية، يجب أن يكون المعالون قادرين على تغطية تكاليف المعيشة وأن يكون الطالب مسجلاً في درجة بحثية أو دكتوراه.
إحباط وإحساس بالظلم
قالت أماني: "تركتني هذه السياسة أشعر بالظلم وكأن خططي لم تعد ملكي. لم أتوقع هذا من بلد يرفع شعار حقوق الإنسان وحقوق الأطفال". وأضافت: "نشعر بالإحباط لرؤية سياسات تحرم الأطفال من الانضمام إلى أمهاتهم. نحن لا نطلب اللجوء، بل مجرد فرصة مؤقتة للدراسة والبحث عن الأمان لعام واحد".
أماني وعائلتها نزحوا سبع مرات خلال الحرب الإسرائيلية على غزة، فيما دُمّر منزلها الذي كانت تعتبره "البيت الأبدي" بعد أن جعلته مكانًا دافئًا ومرحّبًا.
وزارة الداخلية البريطانية قالت الشهر الماضي: "الطلاب القادمون من غزة عانوا محنة مروعة بعد عامين من الصراع. لقد واجهوا صعوبات لا تُصدق لكن يمكنهم الآن البدء في إعادة بناء حياتهم عبر الدراسة في جامعاتنا ذات المستوى العالمي. ولهذا ندعم إجلاء المعالين المؤهلين وفق قواعد الهجرة، على أساس كل حالة على حدة".
(المصدر: صحيفة إندبندنت)
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..