بوابة صيدا
يواجه لبنان لحظة حرجة في ظل تصاعد الجهود الدبلوماسية لنزع سلاح حزب الله ومنع التصعيد مع إسرائيل.
وبحسب تقارير في وسائل إعلام عربية، تشهد بيروت نشاطًا دبلوماسيًا مكثفًا يهدف إلى الحيلولة دون انزلاق البلاد نحو أزمة متفاقمة مع إسرائيل.
فقد استهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية عناصر من حزب الله هذا الأسبوع، فيما زارت المبعوثة الأمريكية مورغان أورتيغاس لبنان لإجراء محادثات مع مسؤولين رفيعي المستوى. الهدف المعلن هو نزع سلاح حزب الله، إلا أن الحزب يرفض ذلك بشكل قاطع. وذكرت صحيفة "العين" الإماراتية أن "حزب الله يواجه اختبارًا لإرادة المجتمع الدولي".
وقالت الصحيفة: "بين غارات إسرائيل على جنوب لبنان، وخطر اندلاع مواجهة أوسع من جهة، وإصرار حزب الله على رفض تنفيذ قرار الحكومة بحصر السلاح بيد الدولة من جهة أخرى، يعيش لبنان سباقًا محمومًا، يحذر المراقبون من أن عواقبه ستكون وخيمة على أمن البلاد واستقرارها".
هذا يعني أن عدة ملفات تتقاطع في الوقت نفسه، أبرزها رفض حزب الله لنزع السلاح، وسط تصاعد الحراك الدبلوماسي، بحسب "العين"، التي تعكس توجهات أبوظبي نحو تهدئة التوترات.
وأضاف التقرير أن "الحراك شمل زيارات قامت بها أورتيغاس ورئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد، فيما أفادت وسائل إعلام محلية بزيارة مرتقبة للمبعوث الأمريكي الخاص توم باراك إلى بيروت. وفي ظل هذا الزخم، هل ستكون الكلمة الأخيرة للتهدئة الدبلوماسية، أم للتصعيد العسكري والمواجهة المتجددة؟"
وقال باحث لبناني للصحيفة إن الجهود الدبلوماسية – بدعم من دول عربية تؤيد السياسة الأمريكية – لن تُثمر ما لم يوافق حزب الله على التغيير. وأضاف أن الخيار دخل مرحلة حرجة، بعد مرور نحو عام على الضربة الكبيرة التي تلقاها الحزب من الغارات الإسرائيلية، والتي أعقبتها هدنة.
وأكد الباحث أن "استمرار حزب الله في رفض إخضاع سلاحه لسلطة الدولة يثبت أنه يقف ضد مصلحة الشعب اللبناني، ويضع لبنان بأكمله رهينة لمشروع توسعي إيراني، ويُفشل كل محاولات الإصلاح أو الحماية الاقتصادية".
وأشار التقرير إلى أن مصر تسعى أيضًا للعب دور أوسع، كما فعلت في غزة. وقال المحلل اللبناني إن "من الضروري الاستفادة من الحراك الدبلوماسي الأمريكي–العربي المشترك"، مضيفًا أن "هذا الحراك يمثل فرصة غير مسبوقة لإعادة القرار السياسي والأمني إلى مؤسساته الشرعية، بعيدًا عن النفوذ الإيراني الذي يهيمن على حزب الله".
وقال خبير ثانٍ إن المسألة تتعلق الآن بـ"وجود إرادة لبنانية حقيقية لتنفيذ قرار نزع سلاح حزب الله، أو تنفيذ القرار بالقوة، لكن لا يبدو أن لبنان مستعد لاتخاذ هذا القرار في الوقت الراهن".
وأضاف: "سيبقى لبنان ساحة لهجمات إسرائيلية إضافية، ومسرحًا لصراع إقليمي تُستخدم فيه البلاد من قبل إيران وإسرائيل لتبادل الرسائل، ما لم يتم نزع سلاح حزب الله".
وبحسب تقرير ثانٍ، عُقد مؤخرًا اجتماع في الناقورة جنوب لبنان على الحدود مع إسرائيل، بهدف "مراجعة التقدم الذي أحرزه الجيش اللبناني في الحفاظ على ترتيبات وقف الأعمال العدائية وتعزيز جهود نزع السلاح في لبنان". وقد استضافت الجلسة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، وشارك فيها الجنرال الأمريكي جوزيف كليرفيلد، رئيس اللجنة، والمبعوثة أورتيغاس، إلى جانب ممثلين كبار من جميع الوفود.
وأشار التقرير إلى أنه "خلال الاجتماع، قدم الجيش اللبناني تحديثًا عمليًا مفصلًا، أبرز فيه عملية حديثة لإخلاء منشأة تحت الأرض قرب وادي العزية، حيث أُجري مسح شامل للمنطقة، مع خطط للعودة إليها لاحقًا".
وقالت أورتيغاس: "نواصل متابعة التطورات في لبنان، ونرحب بقرار الحكومة بوضع جميع الأسلحة تحت سلطة الدولة اللبنانية بحلول نهاية العام".
الهدف هو دفع الجيش اللبناني لتنفيذ الخطة، والتي تعني عمليًا تفكيك سلاح حزب الله جنوب نهر الليطاني.
ويبقى السؤال: هل سيتحقق ذلك فعلًا؟
(المصدر: جيروزاليم بوست)
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..