الأخبار

أثار ظهور النائب في البرلمان اللبناني مروان حمادة، مساء أمس الخميس، على شاشة قناة إسرائيلية انتقادات وموجة غضب واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان، إذ اعتبر كثيرون أن هذه الإطلالة تمثل تجاوزًا للثوابت الوطنية في لحظة سياسية وأمنية شديدة الحساسية.

وخلال المقابلة التي بُثت على القناة الإسرائيلية 24i، المعروفة بخطابها المؤيد للمؤسسة السياسية والعسكرية في تل أبيب، تطرّق حمادة إلى ملفات تتعلق بلبنان وغزة، في وقت يشهد فيه الجنوب اللبناني توترات ميدانية غير مسبوقة منذ الحرب الأخيرة، وتصعيدًا عسكريًا متواصلاً من قبل إسرائيل.

وسرعان ما انتشرت مقاطع من المقابلة التي أجريت مع القناة بنسختها الفرنسية على المنصات الرقمية، مرفقة بوسوم غاضبة، فيما عبّر ناشطون ومغردون عن رفضهم الشديد لما وصفوه بـ"التطبيع الإعلامي العلني" من قبل شخصية سياسية لبنانية بارزة.

مروان حمادة

وحمادة هو نائب حالي في البرلمان اللبناني، ووزير سابق يُعد من الوجوه البارزة في معسكر قوى 14 آذار، وقد شغل مناصب سياسية وإعلامية عدة منذ نهاية الحرب الأهلية اللبنانية، وكان من الأصوات المعروفة بمواقفها المعارضة لحزب الله في الداخل اللبناني.

كما تعرض مروان حمادة في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 2004 لمحاولة اغتيال استهدفت موكبه في بيروت، عبر تفجير سيارة مفخخة أثناء مروره، ما أسفر عن مقتل أحد مرافقيه وإصابة عدد من المدنيين بجروح، فيما نجا هو بعد إصابته بجروح متوسطة.

وجاءت العملية في سياق مرحلة سياسية متوترة سبقت اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، وشكّلت حينها واحدة من أبرز محطات التصعيد الأمني في لبنان.

التصعيد الإسرائيلي

واعتبر عدد من المعلقين أن ظهور مروان حمادة على قناة إسرائيلية ليس مجرد موقف إعلامي، بل رسالة سياسية ذات أبعاد داخلية وخارجية، في ظل اشتداد الصراع الإقليمي وتداخل الملفات اللبنانية الفلسطينية.

وأتت المقابلة في الوقت الذي شنت فيه طائرات الاحتلال الإسرائيلي، سلسلة غارات عنيفة على جنوب لبنان وشرقه، ما أسفر عن شهيد وإصابة 11 مواطنًا في تصعيد لافت لخروقات اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان.

وتعيد هذه الحادثة تسليط الضوء على حساسية مثل هذه الإطلالات في لبنان، إذ يجرّم القانون اللبناني بموجب قانون مقاطعة إسرائيل الصادر عام 1955 أي شكل من أشكال التواصل أو التعاون مع جهات إسرائيلية سياسية أو إعلامية أو اقتصادية.

(المصدر: التلفزيون العربي)