• لبنان
  • الثلاثاء, آب 05, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 11:46:34 ص
inner-page-banner
مقالات

صحفي إسرائيلي: خبر عاجل من أميركا...

بوابة صيدا

كتب "آري شافيت" في يديعوت أحرونوت: خبر عاجل من أميركا، منذ 30 عامًا وأنا أتابع عن كثب التحالف الأمريكي-الإسرائيلي، لقد شهدت عن قرب لحظات الذروة كما شهدت الأزمات، كانت هناك أوقات عصيبة: عندما كسرنا العظام في الانتفاضة الأولى، عندما احتللنا المدن في الانتفاضة الثانية، عندما قصفنا في لبنان. وكانت هناك أيام صعبة: عندما اجتحنا غزة في عملية "الرصاص المصبوب"، عندما فرضنا الحصار على قطاع غزة، وعندما تركنا المتطرفين اليهود يعيثون فسادًا في الضفة الغربية.

في جولاتي الممتدة عبر أمريكا الشمالية على مدار سنوات، سمعت انتقادات حادة من يهود وغير يهود، لم يحبوا مشروع الاستيطان، لم يحبوا حكم الحاخامية، وكانوا قلقين من تآكل القيم الديمقراطية والليبرالية التي تأسست عليها الشراكة بيننا وبينهم - لكنني لم أسمع أبدًا، أبدًا، ما أسمعه في هذه الأيام الأخيرة، يقول لي أقرب أصدقائنا: لقد فقدتم البوصلة - يقول لي يهود محبّون وداعمون للصهيونية: لقد فقدتمونا - يقول لي مسيحيون محبّون لإسرائيل: أنتم تخسرون أمريكا.

هذه المرة خطيرة، هذه المرة قد تكون نهائية، إذا لم يحدث تغيير فوري، فإن هذا الضرر قد يصبح غير قابل للإصلاح - من أجل تحقيق نصر كامل في غزة، قد تخسر إسرائيل بشكل كامل أمريكا.

في الماضي، كان هناك شيء يُعرف بـ"برقية عاجلة" - لذا، وبعد أسبوع صادم في الساحل الشرقي، أشعر بواجب لإرسال برقية عاجلة إلى إسرائيل - أشعر بواجب أن أبلغ عن الانهيار الدبلوماسي غير المسبوق الذي يحدث الآن في قلب الحليف الأكبر والوحيد لنا.

البيانات متاحة حتى في إسرائيل - وفقًا لاستطلاع "غالوب"، فقط 32٪ من الأمريكيين لا يزالون يدعمون الحرب الإسرائيلية ضد حماس، بينما 60٪ يعارضونها. 52٪ يعارضون رئيس الحكومة نتنياهو، و29٪ فقط يدعمونه. الدعم الأساسي لإسرائيل في أدنى مستوياته، بينما الدعم للفلسطينيين في أعلى مستوياته.

وتتفاقم المشكلة أكثر عندما نُجري تحليلاً حسب الأجيال - فقط 9٪ من الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18-34 يدعمون الحرب - وبشكل عام: الغالبية العظمى من الشباب الأمريكي لا يحبوننا، لا يفهموننا، وعلى عكس آبائهم، لا يتماهَون معنا - وضعنا سيئ بين الليبراليين من جيل العشرين والثلاثين – وحتى بين الإنجيليين من نفس الجيل، الوضع يتدهور. نحن نسير في طريق أحادي الاتجاه يقود بلا شك نحو الهاوية.

لكن هناك أشياء لا يمكن الشعور بها من داخل إسرائيل. لا يمكن رؤية أن حرب غزة تحولت في الشهر الماضي في الإعلام الأمريكي إلى "فيتنام جديدة"، وأن إسرائيل أصبحت "جنوب أفريقيا جديدة" - تحول التركيز من الأسرى الإسرائيليين الجائعين إلى الأطفال الفلسطينيين الجوعى.

لا يمكن رؤية اليأس في وجوه اليهود الذين كانت إسرائيل حبّ حياتهم وأحيانًا مشروع حياتهم، والذين يشعرون الآن أن من أحبوها قد جنّت - لا يمكن سماع صرخات الألم من يهود يتوسّلون لتفسير ما يرونه غير قابل للتفسير، لا يمكن فهم ألم الآباء والأمهات المخلصين لإسرائيل الذين يرون أبناءهم وبناتهم يديرون لها ظهورهم - والجميع يسأل: ماذا حدث لكم؟ ألا تدركون أنه لم يعد بالإمكان الدفاع عنكم؟ ألا ترون أنكم تفقدون التفوق الأخلاقي الذي ميزكم عن أعدائكم؟ ألا تدركون أن جزءًا كبيرًا من الأمريكيين بات ينظر إليكم كدولة إبادة جماعية؟

صحيح: قبل 15 عامًا، حذّر البعض من "تسونامي سياسي"، لكنه لم يحدث - جاء ترامب بعد أوباما، ثم عاد ترامب بعد بايدن، ووفّر لنا وقتًا إضافيًا، لكن طوال هذه السنوات، تدهورت مكانتنا في أمريكا الليبرالية، وتدهورت أكثر بين الشباب - صحيح أن موجة ضخمة لم تُغرق السفينة الإسرائيلية بعد، لكن المياه الموحلة تسرّبت إلى داخلها - بتنا نعتمد فقط على كبار السن والجمهوريين الأمريكيين. أما الآن، ومع امتلاء شاشات التلفاز وصفحات الجرائد بصور مروعة لأطفال جوعى في غزة – فإن التسونامي قد بدأ، والسفينة تميل على جانبها.

لم يتبق لدينا سوى وقت قليل جدًا. استمرار الحرب في غزة سيكون مشكلة كبيرة. تصعيدها ستكون له تبعات كارثية. يجب هزيمة حماس – ولكن أمريكا أكثر أهمية وإلحاحًا الآن.

لذا، يجب التحرك فورًا وبحسم لوقف النزيف. على بنيامين نتنياهو أن يلقي خطابًا تاريخيًا يعبر فيه عن أسفه العميق لأن أخطاء ارتُكبت بحسن نية أدت إلى المجاعة في غزة. يجب على إسرائيل أن تعلن عن وقف إنساني لإطلاق النار من جانب واحد لمدة شهر، تُدخل فيه كميات كبيرة من الغذاء إلى قطاع غزة وتُوزع على الأسرى الجائعين والسكان المدنيين. سنهزم حماس لاحقًا – لكن الآن يجب أن ندرك أن المعركة الحقيقية هي المعركة على أمريكا. إن لم نغير الاتجاه فورًا، فإن السفينة المائلة ستغرق. وسيؤدي تسونامي سياسي غير مسبوق إلى أن تنتهي حرب 7 أكتوبر بهزيمة.

 (المصدر: ترجمات عبرية)

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة