بقلم حسان القطب ـ مدير المركز اللبناني للابحاث والاسنشارات ـ بوابة صيدا
منذ انتصار الثورة السورية المباركة على ديكتاتور سوريا ومن يقف معه وخلفه، وحملات التحريض والتخوين والتكفير والترهيب والارهاب، تتعاظم وتتسارع وترتفع بوتيرة عالية..
مجموعة محددة من الاعلاميين التابعين لفريق سياسي مأزوم، تتناوب بل تتسابق على توجيه الاتهامات للشعب السوري، وللقيادة السورية، وتعمل على تشويه العلاقة بين المكونات السورية المتعددة، تماماً كما عملت على تمزيق الانسجام بين المكونات اللبنانية في مرحلة سابقة.. والهدف من التشتيت وزرع الفتنة، هو ان تحافظ على تفوقها على المكونات الآخرى، من حيث التفاف جمهورها حولها، كما لتبرير احتفاظها بسلاحها.. يحدوها الامل باحياء حلف الاقليات الذي اطلقه حافظ الاسد عام 1970، وفشل ابنه بشار ومن خلفه ايران في الحفاظ عليه وتعزيز تماسكه..
التحريض واطلاق الاتهامات الخطيرة بالتكفير والارهاب، الهدف منها رفع منسوب التفاف بيئة هذا الفريق حول قيادته، وتعزيز الانتماء لهذا المحور، وبالتالي توجيه الانظار من جنوب لبنان ومن حالة العداء لاسرائيل، والمواجهة مع الكيان الغاصب، الى الالتفات شرقاً وشمالاً واختلاق بل اصطناع عدو وهمي جديد، لحماية استمرارية المشروع السياسي والديني، والسبب هو غياب المشروع السياسي والاقتصادي والاجتماعي، والعجز عن احتضان البيئة المتضررة من مرحلة الحرب الاسرائيلية على لبنان خلال 66 يوماً قاسية، وما زالت مستمرة بوتيرة متصاعدة ومتواصلة.. وانعدام قدرة هذا الفريق على تبرير او تفسير ما جرى خلال الحرب من فشل وتراجع وخسارة.. تدفعه لطرح عناوين ومصطلحات مخيفة حول حجم العدوان المنتظر من الشمال والشرق، والطبيعة الاجرامية للقوى السورية.. وهذا يطرح بكل وقاحة وغباء وحقد وضغينة.. لدرجة ان هذا الفريق يتجاهل من استعان بالعدو الصهيوني على الشعب السوري، ولكن وبكل فجاجة وفظاظة قام وفد رفيع المستوى بزيارة رمز الخيانة والعمالة لاحتضانه ودعمه وتعزيز حضوره.. وكأن الخيانة وجهة نظر..؟؟
التحريض له اوجه متعددة:
- الاول، وهو جمع البيئة المؤيدة حول مشروعه الديني، والحفاظ على السلاح، وتوجيه الانظار نحو جبهة جديدة لم تكن موجودة قبلاً
- الثاني، امتناع فريقه ومؤيديه عن مساءلته ومحاسبته عما جرى خلال المرحلة الماضية وعن السؤال عن حجم الخسائر البشرية والمادية، وعدم القدرة على التعويض واعادة الاعمار بعد وعود كثيرة اطلقها الامين العام ومن هم يعملون تحت قيادته..
- الثالث، التحريض وعلى عكس ما يريد هذا الفريق، يزرع الخوف في نفوس مؤيديه والرعب في مجتمعه وبيئته، مما يجعل من هذه البيئة في حالة قلق وخوف وتعيش الانعزال والخوف من الآخر.. حتى ان البعض منهم وهم كثر يفكرون في مغادرة مناطق هيمنة هذا الفريق، ويرغبون في الابتعاد قدر الامكان بهدف التعايش مع البيئات الاخرى التي سبق ان تم ترهيبهم منها.. وبعضهم يفكر حالياً في الهجرة والابتعاد عن الوطن نهائياً..
الخلاصة
المجموعة التي تقود عملية التحريض اصبحت معروفة من جميع الاعلاميين كما السياسيين، وتقدم قراءتها الترهيبية والتكفيرية بشكل يومي تقريباً مع فبركة معلومات ومعطيات وتحديد ايام المواجهة وبعضهم ساعة الصفر ايضاً.. والمضحك بل الظاهر من اطلالتهم اليومية المتكررة انهم يستعملون المفردات عينها، مما يؤكد بان غرفة عمليات تقوم بالتوجيه والارشاد والدس والفبركة تحت عنوان تحليلات اعلامية من محللين استراتيجيين او عمداء متقاعدين او خبراء امنيين وغير ذلك من الالقاب التي تسبغ عليهم لاعطاء كلامهم شيء من المصداقية المفقودة..
ما هكذا تحمى الاوطان ولا الشعوب، الوحدة الوطنية يتم تعزيزها برفع منسوب الانتماء الوطني والمصداقية في مقاربة الوقائع، وعدم التدخل في شؤون الدول الاخرى وخاصة الشقيقة والحليفة.. والامتناع عن ترويج الشائعات او تبرير انتشار السلاح غير الشرعي او التهديد باثارة الفتنة الداخلية او الحرب الاهلية او حتى اثارة القلق والفوضى كما يرروج البعض من هؤلاء الذين يصح اطلاق صفة الاجرام عليهم وعلى من يقودهم ويوجههم ويرشدهم..
وكذلك يجب ان يعرف هؤلاء ان استقرار سوريا هو مقدمة لاستقرار لبنان، وان النمو الاقتصادي في سوريا سوف يشجع اللاجيء السوري على العودة لبلاده للمشاركة في نهضتها مع توفر قرص العمل واعادة البناء والانتاج..
اما من يبقى يراهن على دمار وخراب الاخرين، ويتجاهل حقيقة الصراع مع العدو المحتل لفهو خائب وخائن..
وللحقيقة نقول.. ان من يجتمع مع من طلب الدعم الجوي من العدو الصهوني وهدد باستدعاء التدخل الصهيوني في سوريا انما هو شريك في العمالة ولا عذر له ابدا.. لانها هذه حقيقته...
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..