أبو زهير ـ نداء الوطن
انقطع التيار الكهربائي في إسبانيا والبرتغال وأجزاء من فرنسا لمدة تقل عن 12 ساعة، فارتعدت وسائل الإعلام.
هبّت المواقع لنقل الخبر. بدأت العواجل تنهال علينا وعلى كل سكان المعمورة كالمطر، ومن كل حدب وصوب، لتحدثنا عن معاناة ملايين الإسبان، والجهود التي بذلتها الشرطة لنشر الآلاف من عناصرها في الشوارع من أجل حفظ الأمن.
تعطلت مضخات المياه، توقفت القطارات، انطفأت إشارات المرور، وأصيب مئات آلاف الإسبان والبرتغاليين بالهلع.
فجر اليوم، أعلنت السلطات في البلدين عن عودة التيار، لكن التحقيقات فُتحت على مصراعيها من أجل معرفة أسباب العطل الطارئ. أغلب الآراء أجمعت على عدم وضوح الأسباب حتى الآن، في حين ذهب البعض من هؤلاء الخبراء إلى نسب الخلل لـ «ظاهرة جوية نادرة» تسببت في «تذبذبات شاذة» في خطوط العالية الجهد في إسبانيا.
قلّة من خبراء الطاقة الأوروبيين، قرّرت الغوص عميقاً في الأزمة، فراحت تبحث عن أصول وزراء الطاقة في البلدان الثلاثة، والتقميش في شجرة عائلاتهم، متسائلين إن كان هناك صلة قرابة أو جذور متصلة مع «آل باسيل» في لبنان. تساءلوا إن كان من بينهم وزراء وعدوا بتأمين التيار الكهربائي 24/24. أو إن كان من بينهم أشخاص أعلنوا أنفسهم «ملوك النفط والغاز»؟ هل قام أحد أقاربهم بتأليف كتاب للأطفال يتحدث عن إنجازات موجودة فقط في الأحلام؟
يقال إنّ معالجة أيّ أزمة يتطلب البحث عميقاً في جذورها... لكن لا إجابات واضحة حتى اللحظة بينما تستمر التحقيقات.
قرأت الخبر، وتابعت العواجل وسرحت في مخيلتي. بَدَوت كالمجانين أضحك كلما تذكرت ما مررنا ونمرّ به في لبنان. فعلاً نحن Survivors...
لديهم، انقطع التيار الكهربائي لمدة 12 ساعة، فانهاروا... فكيف نحن الذين لم نرَ تياراً متواصلاً منذ 30 سنة؟ لم نرَ سوى تيار واحد هو «التيار الوطني الحر» (وبزيادة على رقبتنا).
سألت نفسي كيف سيتصرف «خافيير» المدريدي إن استمر الانقطاع لأيام أو أسابيع؟ هل سيتهافت على شراء ألواح الطاقة لنثرها على الأسطح؟ هل يتصارع مع جيرانه في المبنى من أجل حجز أكبر مساحة ممكنة وبشكل مسبق ليحظى بمساحة كافية لزرع 8 ألواح بدلاً من 4... أو يشتري مولداً فيزرعه بوسط الحي ويبدأ بيع التيار «أمبيرات»؟ (الـ 5 أمبير بـ 100 يورو).
ماذا سيفعل هو وأترابه مع انقطاع الماء؟ ربما تلمع في رأس «راوول» (نسيبه) فكرة شراء شاحنة من أجل تحويلها إلى صهريج. ثم يذهب بعدها لسرقة الماء من «نافورة سيبيليس» وسط مدريد، ثم يبيع البرميل بـ 2 يورو... أليست تجارة مربحة؟
أزمة النتّ لا خوف عليها. لأنّ أقمار الرفيق إيلون ماسك تملأ الفضاء الأوروبي. يكفي أن يشتري كل منزل بطارية ليثيوم أو بطارية أسيد Deep-cycle حتى «يقلّع» اللاقط... وهوووبا عادت الإنترنت.
كل هذه الأزمات التي عايشناها ونعايشها في لبنان تحوّلت مع الوقت إلى «خبرات» والفضل فيها، طبعاً، يعود للسلطة في لبنان وإلى الأحزاب... لكن نحن شعب نكّار. «نَوَر» لا نقدر مواهب ولا عطاءات ولا تضحيات.
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..