محمود سالم الجندي ـ بوابة صيدا
وبين "ايش الهبل هذا" و "لا يوجد جهاد في فلسطين" تبقى قصة غائبة عن وعي شبابنا.
يحكى فيها ان شيخا يمنيا يقال له (فاضل عبدالله) وصل فلسطين عام 1946م واخذ يتجول بين مدنها خان يونس وغيرها وكذا القدس ومسجدها يحفظ الناس القران ويعلمهم.
واشتهر اسم الشيخ فاضل عبدالله بين العرب والفلسطينيين.. في وقت كانت فيه العصابات الصهيونية تهاجم القرى والمدن الفلسطينية تحرق وتقتل وترتكب المجازر.
حتى جاء عام 1948م ودخلت الجيوش العربية فلسطين وكان في استقبالهم من بين العلماء والشيوخ الشيخ فاضل عبدالله.
والذي استقبل الكتائب العسكرية بالتكبير فرحا: الله أكبر الله أكبر.
وبدأ الشيخ فاضل عبدالله يتردد على معسكرات الجيش المصري يخطب في الجنود والعساكر ويلهب حماسهم ويرفع من همتهم... حتى يقال انه التقى بالقائد المصري الشهيد البطل احمد عبد العزيز وكذا نائبه كمال الدين حسين.
وتمر الايام وحرب فلسطين تشتعل في جبهات عدة كان فيها الشيخ فاضل عبدالله يختفي لفترات متفاوتة ولا يعرف مكانه عندما كان يبحث عنه عساكر الجيش للصلاة او لغيرها ثم يظهر من جديد.
وفي مرة من المرات وأثناء وجود مبعوث عسكري مصري داخل احد معسكرات الصهاينة لعقد مفاوضات وقيل لأسباب أخرى... شاهد احد العساكر المصريين المرافقين له الشيخ فاضل عبدالله في معسكر الصهاينة.
ومن بعدها لم يظهر الشيخ فاضل عبدالله في معسكرات الجيش المصري للصلاة ولا لقراءة القرآن... لتكون بداية جمع المعلومات والتحريات عنه ثم وبعملية فدائية مصرية تم احضاره من داخل معسكرات الصهاينة..
وبدأ التحقيق معه.
انه ليس شيخا ولا فاضلا ولا حتى يسمى عبدالله.
إنما هو يهودي يمني تم تدريبه منذ عام 1944م في اليمن علي يد الصهيونية ليحفظ القرآن ويدرس علومه ويسافر بعدها لفلسطين ويعمل على الوقيعة بين المسلمين ونقل المعلومات عنهم لليهود.
تم إعدام الشيخ فاضل عبدالله اليهودي او الشيخ يهوذا كما اطلق عليه العساكر بعد ذلك وتم القاء جثته بالقرب من معسكرات الصهاينة.
ومثل فاضل عبدالله وايلي كوهين... هم من تم كشفهم، فما بالنا بمن لم يتم كشفه ولا معرفة حقيقته حتى اليوم؟!
ليبقى السؤال: في ظاهرة الايلي كوهين هذه...
كم شيخ فاضل عبدالله يعيش بيننا اليوم ؟!
وكم ايلي كوهين يحكم في اوطاننا اليوم ؟!
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..