حسان القطب ـ بوابة صيدا
مع الاعلان عن مواعيد الانتخابات البلدية، بدأ الحديث عن مناكفات سياسية، وتحالفات سياسية، وعن تفاهمات وخصومات، وكأن العملية الانتخابية هي لاثبات الذات والحضور، لهذا الفريق او ذاك، وليست معركة تنموية بهدف رفع مستوى الخدمات وتجاوز الاخطاء ومعالجة المشاكل المزمنة التي تعاني منها المدينة عقب تردي الخدمات وتراجع الاداء وغياب المساءلة والمحاسبة والشفافية..
وقد دأب البعض على تصوير ان العملية الانتخابية هي مبارزة بين قوى سياسية، حكمت وتحكمت بالمجلس البلدي طوال ما يقرب من ثلاثين عاماً.. وبالتحديد منذ العام 1998، مع انتختاب اول مجلس بلدي عقب الحرب الاهلية.. وتعاقب على المجلس البلدي رئاسةً واعضاءً كافة القوى السياسية في المدينة، ويكفي ان نتطلع بهدوء وبموضوعية الى حال الخدمات في المدينة، ودور بلدية مدينة صيدا وهي المدينة التاريخية والعاصمة الفعلية والحاضنة الطبيعية لمحافظة الجنوب وابناء الجنوب في كافة الازمات والمواجهات..
بداية يجب الاضاءة على دور البلدية الذي يتجاهله السياسيون..
اولاً.. البلدية هي عبارة عن حكومة مصغرة لادارة شؤون المدينة، ومعالجة ما يجب معالجته ضمن القوانين وتحت سقف الضوابط التي تضمن حسن الاداء والخدمات وحماية مصالح المدينة وسكانها وكل من يعيش فيها..
ثانياً.. ان المجلس البلدي هو فريق متضامن، يجب ان يتعاون بشكلٍ ايجابي وموضوعي وحقيقي مع رئيس البلدية المنتخب من المجلس لتحسين ظروف العمل البلدي ومواجهة المستجدات ومعالجة كل ما يجب معالجته..
مع الاسف البند الاول، يتم تجاهله بالكامل في البلدية، فالدور الاداري الفعلي وحرية التصرف بحكم القانون والصلاحيات مفقودة.. والبلدية هي عبارة عن منصة يستخدمها السياسيون لتحقيق خدماتهم، لمن يشاؤون ويرغبون، على حساب القوانين ومصلحة المدينة وابنائها.. لانهم عاجزون عن تقديم الخدمات مباشرة، فلا بأس ان تتم الخدمات من توظيف وحماية للمخالفات المنتشرة في كل مكان برعاية جهات سياسية وحماية واضحة ومعلنة وبوقاحة لا يمكن التغاضي عنها..
واكثر ما يثير الاستغراب، هو عدم احترام فكرة و أهمية العمل الجماعي ضمن المجلس البلدي، اذ لو توقفنا وسالنا اي مواطن عن اسماء اعضاء المجلس البلدي، بالكاد يستطيع ان يستذكر بضعة اسماء، لان غيابهم ملحوظ.. والتعاطي السلبي مع الدور الذي تم انتخابهم لاجله غير موجود، فهم يمثلون مرجعيات سياسية، والمرجعية هذه تقوم باللازم وتخدم جمهورها وبالتالي فإن لا دور لهم اصبح قناعة لديهم.. ويلتزمون بتوجيهات المرجعية السياسية..
وما هو اكثر فجاجةً.. هو ان الاتصالات واللقاءات بين هذه القوى السياسية الموجودة بحكم الثقافة الاجتماعية وليس بناءً على فكر سياسي وخدماتي واجتماعي ورؤية اقتصادية وتنموية.. يتناقشون فيما بينهم بكل صراحة حول الحصص والاعضاء التي يجب ان تمثلهم في المجلس البلدي.. بينما لم نسمع منهم اية مواقف بخصوص رؤيتهم لمعالجة مشاكل المدينة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية ومعالجة كارثة الوسط التجاري التي يتحمل مسؤوليتها من خضع للابتزاز وامتنع عن المواجهة ورفع الصوت لمعاقبة من تسبب بهذا الواقع المؤلم ..
الانتخابات البلدية ليست مبارزة سياسية بهدف اثبات الحضور السياسي استعداداً للانتخابات النبابية المقبلة، بل منافسة بين مشاريع رؤى مختلفة لمواجهة التحديات والخروج من دائرة التراجع والتخلف التي اسقطها علينا سياسيون غافلون..
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..