محمد دهشة ـ نداء الوطن
سيتم قريباً استئناف أعمال ترميم "خان القشلة" في مدينة صيدا، وتأمين التمويل اللازم لاستكمال مشروع متحف صيدا، وذلك في إطار الحفاظ على الإرث الثقافي والتنموي للمدينة.
ويعود تاريخ بناء "قشلة صيدا" إلى القرن السابع عشر، حيث أنشأه آل حمود عام 1712، ويقع عند الطرف الشرقي للمدينة في شارع الشاكرية، بالقرب من سوق "الكندرجية". وكان يُعرف سابقاً بـ "خان الحمص"، على غرار "خان الرز"، نظراً لتخزين الحبوب فيه لقربه من ميناء صيدا. ومع مرور الزمن، أُطلق عليه اسم "القشلة"، وهو تحوير لكلمة "قشلاق" التي تعني المعسكر الشتوي، فاشتهر بهذا الاسم بين أبناء المدينة.
وخلال جولة تفقدية للخان، اطّلع رئيس البلدية، على مراحل الترميم المنجزة، كما استمع إلى شرح من المتعهّد حول أسباب توقّف الأعمال منذ سنوات. وبعد مراجعة مجلس الإنماء والإعمار والتواصل مع الوكالة الإيطالية للتنمية، كان هناك تأكيد على استئناف أعمال الترميم قريباً.
ويتميّز "خان القشلة" بكونه الخان الوحيد في لبنان المؤلف من ثلاثة طوابق، إذ إن جميع الخانات الأخرى تتألف من طابقين فقط. وتبلغ مساحة كل طابق نحو 750 متراً مربعاً، فيما تصل مساحة ساحته الداخلية إلى 280 متراً مربّعاً، ويضم 45 غرفة.
وعبر التاريخ تعدّدت استخدامات الخان، فاستعمله العثمانيون كمركز للشرطة، ثم حوله الفرنسيون إلى مقر للدرك، قبل أن يُعرف لاحقاً كسجن. وما زال كبار السن في صيدا يستذكرون حادثة اعتقال الشهيد معروف سعد داخله عام 1936، بعدما قاد تظاهرات غاضبة ضد الانتدابين الفرنسي والبريطاني، احتجاجاً على استشهاد عدد من أبناء المدينة.
ويجمع أبناء صيدا على أهمية استكمال ترميم هذا المعلم الأثري الضخم والاستفادة منه نظراً لموقعه الاستراتيجي، حيث يشكّل نقطة وصل بين الواجهة البحرية والمدينة القديمة، ويقع قرب أبرز المعالم السياحية، مثل قلعة صيدا البحرية، وخان الإفرنج، وخان الرز، وخان الصابون، والأسواق الشعبية، مما يجعله وجهة بارزة للزوار اللبنانيين والسياح العرب والأجانب.
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..