• لبنان
  • السبت, نيسان 19, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 3:21:57 م
inner-page-banner
الأخبار

أبناء الجنوب: صرخة الحياة في وجه الدمار

محمد دهشة ـ نداء الوطن

غير آبهين بالتهديدات الإسرائيلية، عاد أهالي القرى والبلدات الحدودية الجنوبية إلى منازلهم، مع انتهاء مهلة انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار.

منذ ساعات الصباح الأولى، زحف الأهالي نحو حدود قراهم، بعد مرور أكثر من عام على النزوح القسري. انتظروا الجيش اللبناني، الذي أزال السواتر الترابية من الطرقات، ونزع الأعلام الإسرائيلية عن الأعمدة وبعض المرتفعات، وبدأ عمليات المسح والبحث عن الألغام والقنابل غير المنفجرة، قبل أن يسمح لهم بالدخول وسط نثر الأرز والزغاريد، في مشهد حمل بين طيّاته معنى العودة.

الدمار هو القاسم المشترك بين القرى، بيوت تحولت إلى ركام، تغيّرت معالم الطرقات والساحات العامة، بنى تحتية مدمرة بالكامل.

مارون الراس: التحدي والبقاء

في مارون الراس، البلدة التي دُمّرت بالكامل، وقف الأهالي عند المدخل الشمالي، يتبادلون أطراف الحديث، وسط إصرار وعزم على العودة والبقاء. لم ينتظروا طويلاً، فقد قرروا السكن في بيوت جاهزة أو حتى خيام موقتة، إلى أن يُعاد إعمار ما دُمّر.

يقول الشيخ عبد الله إنّ "إسرائيل اقتلعت الأشجار، لكنها لم تقلع الإرادة. عودة الناس إلى هذه الأرض هي رسالة واضحة على أهمية البقاء مهما حاولوا اقتلاعنا".

رئيس اتحاد بلديات قضاء بنت جبيل، رضا عاشور، وصف الدمار في مارون الراس بأنه "شبه كامل"، وأشار  إلى أن المنازل والمحال والمزارع جُرفت بالكامل. لكن إرادة الناس أقوى من الدمار ومارون الراس ليست مجرد بلدة، بل رمزاً للصمود في الجنوب، ويعيد أهلها كتابة حكاية الثبات بإصرارهم على البقاء.

يارون:  لا تموت

الوضع في يارون لم يكن مختلفاً كثيراً عن مارون الراس. فالبلدة، التي كانت تضم حوالى 900 منزل، نزح سكانها البالغ عددهم 1600 شخص بالكامل.

يقول أحد أبناء البلدة، حسين سلوم، عن هول الدمار والمأساة: "تبدو البلدة اليوم وكأنها خرجت من معركة طويلة، لم تسلم فيها حارة ولا بيت. لكن على الرغم من هذا المشهد القاسي، فأهل يارون لن يتخلّوا عن أرضهم مهما بلغت التحديات".

في زوايا البلدة، التي ما زالت تحمل أسماء أحيائها كـ "حي الفوارة" و"حي الدير" و"حي الجامع" و"حي الكنيسة"، تتردد أصداء الماضي، لكن العائدون لا يريدون العيش في الذكريات فقط، بل يسعون إلى إعادة الحياة إليها، مهما كلف الأمر.

كفرشوبا: آخر بصمات الاحتلال قبل الفرار

في كفرشوبا، انسحب الجيش الإسرائيلي بعد أن ترك خلفه مشهداً آخر من التدمير، حيث فجّر موقعاً في حرش الصوان قبل مغادرته. ووسط أنقاض المنازل والطرقات، ظلّ الطيران المسيّر يحلّق على مستوى منخفض فوق ميس الجبل، عيترون، بليدا وحولا، وكأنه يحاول إبقاء الجنوب تحت وطأة التهديد وهو ينسحب.

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة