• لبنان
  • الأربعاء, كانون الثاني 15, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 11:22:41 ص
inner-page-banner
مقالات

تحرُر سوريا حرّر الديمقراطية في لبنان

لارا يزبك ـ نداء الوطن 

ليست صدفة أن تهبّ رياح التغيير مرة واحدة على سوريا ولبنان. هذا الواقع ليس نتيجة الموقع الجغرافي للبلدين فحسب، بل سببه خضوعهما، على مرّ السنوات، للاحتلال الإيراني ذاته. فعندما اندلعت ثورة السوريين ضده وتمّ دحره عن أرضهم، بات عاجزاً عن إيصال الأوكسجين إلى حلفائه في بيروت، وهُم في أمسّ الحاجة إلى هذا النفَس بعد أن أفقدتهم "حرب الإسناد" أمينَهم العام السيد حسن نصراللّه وقياداتِهم وسلاحَهم والمال، فتحرّرت الديمقراطية في لبنان، ومُنح اللبنانيون، فرصة ذهبية انتظروها لعقود.

تقول مصادر دبلوماسية عربية لـ "نداء الوطن"، إن "ما حصل في سوريا ولبنان في الأسابيع الماضية يدلّ على أن الإيراني كان ضابط الإيقاع واللعبة في البلدين وأن شبكة التواصل التي عمل طوال سنوات لبنائها، كانت عضوية ليبقى حلفاؤه، وليبقى مشروعه حيّاً. فعندما انكسرت حلقة في هذه السلسلة، وهي الحلقة السورية، شعر "حزبُ اللّه" ولبنان فوراً، بنتائج هذا الانكسار، وكانت نتائج إيجابية سياسيّاً وسياديّاً صبّت في مصلحة قيام الدولة وأضعفت الدويلة".

انقلابان بالسلاح والدستور

بحسب المصادر، حصل الانقلاب على بشار الأسد والإيرانيين في سوريا، عسكرياً بواسطة السلاح، أما في لبنان، فبواسطة اللعبة السياسية الدستورية. خفّت هيبة "الحزب" ووهج سلاحه وقمصانه السود، تراجعت كلمة الإيراني، فتمكّن الخط السيادي مدعوماً بضغطٍ دولي وعربي، من إيصال رئيس يجسّد الشرعية والدولة والكفاءة والنزاهة، إلى قصر بعبدا، هو قائد الجيش العماد جوزاف عون. بالأدوات نفسها، نجح هذا الفريق في إيصال رئيس حكومةٍ مِن القماشة ذاتها، نظيف الكف، مشهود له عالميّاً، على رأس أعلى مؤسسة قضائية في العالم، القاضي نواف سلام، إلى السراي.

هذه الانقلابات، في سوريا ولبنان، حصلت بسرعة قياسية، وفي الدولتين، سُجل استسلام لافت للفريق الإيراني: الأسد هرب وأعوانه اختفوا. في بيروت، "حزب الله" و "أمل" يحاولان ركوب القطار تارة، كما حصل في رضوخهما لانتخاب العماد عون بعد أن رفضاه حتى اللحظة الأخيرة، وطوراً يحردان ويغضبان ويتوعدان، كما فعلا إبّان تسمية سلام.

تحوُّل لصالح الشعوب

بحسب المصادر، هذا أقصى ما يمكن أن يفعلاه، لأن القرار اتُخذ بإلحاق لبنان وسوريا بركب النموّ والتطوّر في الشرق الأوسط بعد تحرّرهما من سطوة إيران. رُبّ قائل إن قطر وتركيا تدخلتا هناك، أو السعودية والولايات المتحدة الأميركية، تدخلتا هنا. لكنّ الأهم في التحوّل الكبير هو أنه لصالح الشعوب والدول والمؤسسات، بينما رأينا بأم العين، النتائج الكارثية للتدخل الإيراني. بين مشروع "نيوم" وطريق الحرير، وبين مشروع تصدير الثورة والسلاح وتطوير الصواريخ والقنبلة النووية، أيّ نموذج أفضل؟ شعوب المنطقة قالت كلمتها، في رأي المصادر، وانضمّ إليها اللبنانيون في الأيام الماضية: نريد دولة وازدهاراً وسلاماً. 

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة