مقالات

بقلم حسان القطب / مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات..  ـ بوابة صيدا

لبنان على طريق الخلاص والتخلص والانعتاق من كابوس المشاريع المذهبية والهيمنة الطائفية والاستراتيجيات التدميرية.. والولاء للخارج والانتماء لثوابت مصطنعة وعناوين مفترضة واستخدام مصطلحات تهديدية وتخوينية..

بعد انتهاء الاستشارات النيابية الملزمة لاختيار رئيساً للحكومة المقبلة والاولى في عهد الرئيس جوزيف عون.. خرج محمد رعد متحدثاً باسم حزب الله، من على مدخل القصر الجمهوري بعصبية بالغة مستخدماً مفردات تتضمن تأويلات وتلميحات.. تحدث عن التقسيم والالغاء والكيدية وعن النكث بالوعد والعهد... وتحدث ايضاً عن اهمية الالتزام بالميثاقية..؟؟

نص كلمة محمد رعد..

 (كتلة الوفاء للمقاومة: لا تسمية.. ونطالب بحكومة ميثاقية)

 (لم تسمِّ كتلة الوفاء للمقاومة أحدًا لرئاسة الحكومة، وذلك عقب مشاركتها في الاستشارات النيابية المُلزمة في القصر الجمهوري. وقال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد: "لقاؤنا مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون كان من أجل الإعراب عن أسفنا لمن يريد أن يخدش إطلالة العهد التوافقية". وأضاف النائب رعد: "مرة جديدة يكمن بعض فرقاء الداخل من أجل التفكيك والتقسيم والإلغاء والاقصاء تعمدًا وكيديةً"، مشيرًا إلى أنَّ الكتلة خطت خطوة إيجابية عند انتخاب رئيس الجمهورية وكانت تأمل أن تلاقي اليد التي لطالما تغنت بأنها ممدودة وإذ بها قطعت. وتابع: "الآن نقول بكل برودة أعصاب من حقهم أن يعيشوا تجربتهم، ومن حقنا أن نطالب بحكومة ميثاقية، وأي حكومة تناقض العيش المشترك لا شرعية لها". وختم النائب رعد قائلاً: "سنراقب ونمضي بكل هدوء وحكمة وسنرى أفعالهم من أجل إخراج المحتل من أرضنا واسترجاع الأسرى وإعادة الإعمار والتطبيق الصحيح للـ1701 بما يحفظ الوحدة الوطنية")...

تعليقاً وتفنيداً وتفكيكاً ورداً على ما قاله محمد رعد

لقد خان الثنائي الرئيس نجيب ميقاتي عندما لم بتم التصويت له، بعد وعدهم له بالتصويت ومن ثم التظاهر بالحزن على خسارته.. واتهام الاخرين بالخيانة وربما بالعمالة والخضوع لتوجيهات خارجية..وهذا السلوك يعتبر قلة وفاء من كتلة الوفاء..؟؟؟

اننا نعيش في لبنان تحت سقف نظام برلماني ديموقراطي.. الاكثرية تحكم والاقلية تعارض.. هذا ما يجب ان يفهمه محمد رعد وحزبه.. دون الالتفات الى الدين والمذهب، لان المواطنة هي العنوان والانتماء الوطني هو الذي يجمعنا..؟؟

يقول حزب الله ان مواقفه وطنية، ونابعة من مسؤوليته الوطنية، ولكنه يخاطبنا مذهبياً ودينياً.. ويعتبر مع كل خسارة سياسية له انها استهداف للطائفة وحضورها ودورها.. وهذا ليس صحيحاً مطلقاً.. انه يحتمي بالطائفة بدل ان يحميها..

كتلة حزب الله تضم نواباً من اهلنا السنة، فكيف يكون خسارة الكتلة سياسياً خسارة مذهبية.. والا ليفصل النواب السنة من كتلته..!!

كتلة نبيه بري، تضم سنة ومسيحيين، وينطبق عليها ما ينطبق على كتلة حزب الله..

طالب رعد بحكومة ميثاقية..؟؟؟ لا شيء ينص في بنود الدستور على ان الميثاقية شرط لتشكيل الحكومة.. ولكن الميثاقية التي يطالب بها حزب الله ليست استنسابية، تستخدم عند الشعور بالضعف ويتم تجاوزها عند الشعور بالقوة والجبروت والتسلط.. وهنا نسأل رعد وحزبه عن الميثاقية التي لم يحترمها مرات ومرات.. والامثلة كثيرة.. نورد بعضها..!!

هل كان ما قام به حزب الله والثنائي في السابع من آيار/مايو من عام 2008.. من قتل وتدمير واجتياح للمدن والقرى في الجبل.. عملا ميثاقياً...!!.

هل كان اتهام جزء من اللبنانيين بالتكفير والانتماء الى داعش، والقسم الآخر بالعمالة للصهاينة والانتماء لمحور الاعداء موقفاً ميثاقياً.. ويؤسس للوحدة الوطنية التي نتوخاها..؟؟

هل كان نزول ميليشيا القمصان السود في مطلع العام 2011، للضغط على الرئيس السابق ميشال سليمان، لتأجيل الاستشارات النيابية اسبوعاً كاملا بما يخالف نص الدستور، لفرض مرشحه (حصان طروادة) الحاضر دائماً لتشكيل الحكومة.. عملاً ميثاقياً..

هل تأجيل وتعطيل الاستحقاقات الدستورية، من انتخاب رئيس للجمهورية، ثلاث مرات، وتعطيل تشكيل الحكومات لاشهر طوال حتى يخضع اللبنانيين لشروط الميليشيا التابعة للثنائي.. عملا ميثاقياً..

هل كان تدخل حزب الله في الحرب على الشعب السوري الى جانب ميليشيات ايران لضرب الثورة السورية واجهاض طموحات الشعب السوري في الحرية والعدالة ورفع الظلم والقهر عملاً ميثاقياً؟

هل كان التجاهل العلني من قبل محمد رعد الذي تحدث اليوم عن الميثاقية عن تجاوز توقيعه باسم حزبه وميليشياته لتفاهم بعبدا، بعدم التدخل في شؤون الدول الشقيقة عملا ميثاقياً..

هل كان جواب امين عام حزب الله الراحل نصرالله ردا على اعتراض اللبنانيين على تدخل حزب الله في سوريا.. بالقول ( نكون حيث يجب ان نكون).. كلاما وموقفا ميثاقيا..

هل كان اختيار شخصية مغمورة ولا تمثيل شعبي لها.. (حسان دياب) لرئاسة الحكومة، عملا ميثاقياً.. ومن الجهة التي ضغطت على النواب لاختياره، ومن هي الجهة التي منعت وصول نواف سلام ومصطفى اديب وصالح النصولي، الى سدة الرئاسة الثالثة..؟؟؟ اليس الثنائي نفسه الذي يستهدف رجالنا وشخصياتنا ومواقعنا في السلطة.. هل هذا نهج ميثاقي..؟؟

من الذي يعطل تحقيقات المرفأ..؟؟؟؟ هل هذا عمل وتصرف ميثاقي..

لقد دخل حزب الله حرباً ضد العدو الصهيوني، بقرار صادر عن مرجعيته (الولي الفقيه) في ايران علي الخامنئي.. وهذا ما اكده نعيم قاسم الامين العام الجديد في مقابلة له.. لم ينظر ولم يلتفت حزب الله ومحمد رعد الى ميثاقية هذا القرار وتداعياته.. واليوم يطالب الشعب اللبناني والحكومة والدول العربية والدولية باعادة الاعمار واخراج اسرائيل من الاراضي الجنوبية وتحرير الاسرى.. وفوق كل هذا يؤكد حزب الله انه انتصر..؟؟؟

الفقرة الاخيرة في كلمة محمد رعد تتضمن اعتراف واضح بالعجز والفشل في الحرب كما في اعادة الاسرى من شبابنا اللبناني وكذلك في اعادة الاعمار الموعود.. وذلك حين قال.... "سنراقب ونمضي بكل هدوء وحكمة وسنرى أفعالهم من أجل إخراج المحتل من أرضنا واسترجاع الأسرى وإعادة الإعمار والتطبيق الصحيح للـ1701 بما يحفظ الوحدة الوطنية"...

الخلاصة

يجب على حزب الله ومن يقوده اليوم، بعد غياب الامين العام الراحل حسن نصرالله، ان يقوم باجراء خلوة سياسية يعيد فيها قراءة نهجه وسلوكه ومفرداته وتعابيره وان يختار من يحسن تمثيله والكلام باسمه لان ما يجري اليوم يسيء لدماء الضحايا من اهلنا الجنوبيين والبقاعيين وكل لبنان..

كما يجب ان نقول بصراحة ووضوح التزامنا بما قاله فخامة الرئيس في خطاب الرئاسة امام المجلس النيابي.. (بان لا سلاح على الاراضي اللبنانية الا سلاح المؤسسة الشرعية) وهذه هي الميثاقية التي نعترف بها.. وكذلك نقول بأن دفع بعض المعممين للتصريح تحذيرا وتنبيهاً وتحذيرا وتلويحا وتهويلا يؤكد مذهبية المشروع والدور والموقف..

وكذلك نقول بأن على حزب الله ان يتوقف عن التضحية بالشباب اللبناني في مواجهات غير متكافئة، وهذا ما دفع قيادة حزب الله الى التوقيع على ورقة الالتزام بآلية تنفيذ القرار الاممي 1701.. التي يحاول ان يتملص منها اليوم على لسان ميقاتي..