مقالات

د. صريح صالح القاز  ـ بوابة صيدا

إن هذا الفوز ليس مجرد حادثة عابرة، بل هو تتويج لمسار معقد وملتبس تحيط به مجموعة من العوامل الحاسمة:

حصل سلام على تأييد هائل من مختلف قوى المعارضة اللبنانية، بما في ذلك حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، مما أضفى زخماً كبيراً على حملته.

كما أن انسحاب المترشح فؤاد مخزومي لصالحه كان بمثابة ضربة قاضية، إذ ساهم في توحيد الأصوات المعارضة خلفه، مكوناً جبهة قوية مناهضة لميقاتي، الذي ترى فيه هذه القوى حليفًا للثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل).

بصفته في الوقت الراهن رئيسًا لمحكمة العدل الدولية، فضلاً عن عمله السابق كسفير للبنان لدى الأمم المتحدة، كل ذلك جعل سلام يتمتع بسمعة بارزة تتجاوز الحدود، ليكون خياراً جذاباً للنواب اللبنانيين، على أمل أن يوظف سلام علاقاته الأممية والدولية الواسعة في خدمة لبنان تنمويًا.

هناك من يرى أن سلام كقاضٍ خبير وشخصية أكثر استقلالًا سوف يحقق الكثير للبنان في العديد من المسائل القانونية والسياسية التي تهم لبنان داخليًا وخارجيًا.

يعتقد الكثير من النواب أن نواف سلام يمثل تجسيدًا لرؤية جديدة تتناغم مع صرخات الشارع اللبناني التي تطالب بإجراء تغيير حقيقي وإصلاحات جذرية. هذه الرؤية جعلته مرشحًا مفضلاً لأولئك الذين يسعون إلى التغيير، مما أضفى عليه طابع الأمل في مستقبل أفضل.

على الجانب الآخر، شهد ميقاتي تراجعًا ملحوظًا في الدعم لوجود من يعتبره من الشخصيات التقليدية التي تتحمل جزءًا من المسؤولية عن الوضع الاقتصادي والسياسي المتردي في لبنان.