بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا
"قفوا أوصيكم بعشر، فاحفظوها عني: لا تخونوا، ولا تغدروا، ولا تغلوا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلا صغيرا، ولا شيخا كبيرا، ولا امرأة، ولا تعقروا نخلا، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة، ولا بقرة، ولا بعيرا إلا لمأكلة. وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم بالصوامع، فدعوهم لما فرغوا أنفسهم له".
من منا لم يسمع بهذه الوصايا التي جاءت على لسان الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه لجيش أسامة وهو متجه لفتح الشام. والتي عكس من خلالها ما جاء به ديننا الحنيف؟
وللقارئ أن يقارن بين ما جاء من وصايا رحيمة على لسان الخليفة أبو بكر وبين وصايا الحاخام الأول "شموئيل ديرليش" المستشار الديني لقوات الاحتلال في الضفة الغربية في كتيب وزعه على الجنود بعنوان "كتيب إعلامي يهودي" ونشرت في صحيفة "حداشوت العبرية" بتاريخ ٥/مايو/١٩٨٥. حيث جاء فيه "يجب ألا ترحموا أي مخلوق من أمة العماليق، سواء كان رجلا أو امرأة أو طفلا أو حتى بقرة".
وما جاء على لسان الحاخام في الأعلى، ما هو إلا جزء قليل من الوحشية التي حفلت بها صفحات كثيرة من توراتهم المحرفة. بالإضافة إلى سفر الملوك نجد سفر التثنية وسفر يشوع وسفر الخروج وغيرها، كلها تحث على التنكيل والذبح.
وفي نصوص التلمود، ما هو أنكى من ذلك فيما يتعلق بمعاملة "الأغيار" وهذه تسمية أطلقوها على غير اليهود. حيث أن صهاينة الشتات ما زالوا يطبقون تلك التعاليم وخاصة في العقوبات الجماعية للسكان الشرعيين للبلاد، وتدمير للممتلكات أو مصادرتها.
وقد قال "جوستاف لوبون" قبل عقود "يعرف جميع قراء التوراة وحشية اليهود التي لا أثر فيها لأية رحمة".
ويؤكد مقولة "جوستاف" وأنها لا تزال سارية المفعول إلى يومنا هذا ،ما جاء في مقال بعنوان "وماذا عن دماء الأطفال الفلسطينيين" المنشور بتاريخ ٩/يناير/٢٠٢٥ في صحيفة "هآرتس"، حيث تناول كاتب المقال في الافتتاحية الأحوال في الضفة الغربية وسياسية جيش الاحتلال فيها بعد ٧/أكتوبر، وأن ما يحدث من قتل للسكان فيها وخاصة بعد أن قُتل طفلين فلسطينيين في هجوم مسيّرة في قرية طمون القريبة من نابلس، هو ليس كذريعة لعملية السابع، إنما جاء ضمن إطار دعوات اليمين الاستيطاني إلى تحويل الضفة الغربية إلى غزة أخرى.
ثم تطرق كاتب المقال إلى عقيدة اليمين من حيث أنهم "يعتبرون كل الفلسطينيين سواء أكانوا من مخربي حماس أم كانوا أطفالا يتحولون في المنطقة مخربين يجب قتلهم".
وما ذكره كاتب المقال أنه من الواضح أن اليمين المتطرف يعتنق عقيدة التنكيل والقتل اللتين ورثهما من التوراة المحرفة والتلمود والتي تأمر بقتل غير اليهود دون تمييز.
ثم يستدرك الكاتب قائلا "وهذه الرؤية لليمين المسياني صاغها مندوبهم في الحكومة، الوزير "بتسلئيل سموتريتش" الذي صرح عقب عملية الفندق قائلا "يجب أن تصبح الفندق وجنين ونابلس مناطق كجباليا".
ويتسائل الكاتب "لكن ماذا بشأن دم الأطفال الفلسطينيين؟".
ثم يجيب على سؤاله بنفسه قائلا "يبدو أن هذا لا يهم أحدا في دولة إسرائيل".
بالتأكيد أن لا تهتم دولة الاحتلال بهذا الأمر وعقيدتها تحتم عليها قتل غير اليهود من باب الواجب الذي أمرهم به "يهوه"، ومن باب أنهم يرون أنفسهم "الشعب المختار" على حد زعمهم وأن غيرهم حيوانات وخدم وعبيد عندهم.
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..