بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا
في الوقت الذي تروج له وسائل الإعلام الصهيونية عن اقتراب نجاح صفقة مع حركة حماس تعيد الرهائن وتوقف الحرب في غزة، نجد أن الضفة الغربية تشتعل بسبب ما يحدث من انتهاكات للسكان من اقتحامات واعتقال وقتل وهدم للمنازل وإحراقها إلى انتهاكات للأرض وإقامة البؤر الاستيطانية عليها. كل ذلك بحجة القضاء على المقاومة الفلسطينية وخاصة في مخيم جنين وطولكرم وبلاطة ونابلس.
وقد نقلت القناة ١٢ العبرية تصريحا لوزير الحرب يقول فيه بأن "الضفة الغربية على حافة حرب، نستعد لحالة حرب كاملة".
بالإضافة إلى الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة.
وهذه حلقة مفرغة لا مخرج منها. فدولة الاحتلال وبحسب أيديولوجيتها الصهيونية لا تبحث عن نجاح صفقات، إنما هي تسعى فقط إلى إقامة "الدولة اليهودية الخالصة".
ودليل ذلك ما صرحت به عضو الكنيست "أيريت ليمور" بتاريخ ٩/يناير/٢٠٢٥ حيث قالت "إذا أردنا أن نعيش بسلام علينا أن نتحدث باللغة الوحيدة التي يفهمها الفلسطينيون، وهي احتلال الأرض، الطرد والاستيطان ولا توجد حلول أخرى".
وهذا الأمر هو ذاته الذي نادى به صهاينة الشتات منذ عقود. فها هو "متتياهو بيليد" عضو حركة شيلي وعضو مجلس السلام الإسرائيلي-الفلسطيني في مقابلة مع التلفزيون البريطاني ١٩٨٣ يقول بأن "طرد الفلسطينيين من المناطق المحتلة هو جزء لا يتجزأ من المخططات الرسمية لاستيطان الضفة الغربية وقطاع غزة".
ولتحقيق ذلك كله اهتمت دولة الاحتلال منذ قيامها بعسكرة المجتمع اليهودي. حيث استفادت من النازية والفاشية، فورثت عنها التنظيمات الشعبية والتعبئة الجماهيرية للشبيبة بشكل خاص، مثل "منظمات الناحال والحدناع والحومار". وناحال تعني "طلائع الشباب المقاتل".
واليوم لا زالت هذه الدولة على عهدها القديم فهذا هو "بن غفير" اليميني المتطرف يقوم بتدريب وتسليح جيش من مليشيا المستوطنين في الضفة الغربية والقدس. وتسليحهم يسير على قدم وساق لجعلهم مجتمع مسلح بالكامل.
وقد انتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه "بن غفير" وهو يشرف على توزيع السلاح على المستوطنين.
وبالفعل فقد بدأ المستوطنون أعمال التخريب في قرى وبلدات فلسطينية منها إحراق منشآت زراعية ومركبات مواطنين ومنازل ومحلات تجارية وأشجار الزيتون وبيوت بلاستيكية. كما قاموا بخط شعارات صهيونية على منازل المواطنين.
أما في غزة فقد اعتدوا على شاحنات المساعدات التي تدخل إلى أهلها المنكوبين ومنعوا دخولها في كثير من الأحيان.
وقد تناقلت الصحف العبرية وغيرها تصريحات خطيرة على لسان قيادات المستوطنين وأعضاء حكومة اليمين المتطرف، تحرض على تدمير الضفة وسحق الأبنية على غرار جباليا وبيت حانون، وتولي الحكم بشكل مباشر وتقويض أي سلطة فلسطينية أمام المجتمع الدولي. وخاصة بعد العمليات الفدائية التي كثرت في الآونة الأخيرة. حيث كان لعملية الفندق التي نُفذت على طريق رئيسي يسلكها المستوطنون بالقرب من مستوطنة "كدوميم" التي يستوطن فيها وزير المالية "بتسلئيل سموتريتش"، وتمكن منفذوها من الانسحاب بعدها بسلام.
فما هو القادم ونحن أمام دولة تذهب للمفاوضات وفي الوقت نفسه تقتل وترتكب الجرائم ثم تتهم الطرف الآخر بأنه من يقوض المفاوضات؟
دولة مراوغة دموية تبحث عن الخلاص بإطالة الحرب. تبحث عن خروج يأجوج ومأجوج ومسيخها الدجال وصعود الدجال الآخر "ترامب" سدة الحكم؟؟؟؟
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..