• لبنان
  • الثلاثاء, كانون الثاني 14, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 3:17:14 م
inner-page-banner
مقالات

بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا

لدولة الاحتلال تاريخ طويل في ما يسمى ب "الاعتقال الإداري". وهو احتجاز الأسير دون محاكمة، ودون أن يعرف سبب اعتقاله. وقد يقضي البعض سنوات من عمره دون أن يعرف التهمة التي أدت إلى اعتقاله.

فعلى سبيل المثال لا الحصر، في الشهر الأخير فقط من عام ١٩٨٧، اعتقلت دولة الاحتلال بالجمله حوالى ٤٩٠٠ شخص، معظمهم دون العشرين ودون تحقيق. وقبل ذلك بشهرين اعتقلت في القدس وغزة حوالى ٢٠٠٠. ونظرا لازدحام السجون والمعتقلات فقد تم وضع بعضهم داخل صهاريج حديدية لنقل البضائع بعد ثقبها بثقوب صغيرة في جدرانها للتهوية.

كما أنه عند الحديث عن المعتقلات يجب التطرق إلى معسكر الأنصار الذي أقامته دولة الاحتلال في جنوب لبنان بعد اجتياحها للبنان.

وقد وصف صحفيان من اليهود رائحة معسكر الأنصار بأنها "مزيج من دخان العادم وزيت الدبابات والمركبات المقاتلة الأخرى، وعفن المجاري ورائحة عرق الآلاف من الناس المكدسين فوق بعضهم البعض طيلة أكثر من عام". وبعد انسحاب دولة الاحتلال من لبنان انتقل المعسكر إلى صحراء النقب بنفس الظروف. حيث التعذيب والتنكيل، وعن هذا ذكرت رابطة الدفاع عن الأسرى والمعتقلين في ١٦ ابريل ١٩٨٦، أن أكثر من ٨٠ فلسطينيا قتلوا في السجون منذ عام ١٩٦٧، وأحيانا كانت تستأصل بعص الأعضاء الحيوية من السجناء للتجارب المعملية ونقلها إلى اليهود.

واليوم لم يتغير شيئا، بل إن الأمور ازدادت سوء بعد السابع من أكتوبر، وخاصة "الاعتقال الإداري". حيث يقوم جيش الاحتلال باعتقال الفلسطينيين في قطاع غزة بشكل جماعي دون أن تنشر معلومات بشأن مكان احتجاز الكثير منهم أو سبب اعتقاله "اختفاء قسري".

ويصنف الاختفاء القسري ضمن جرائم ضد الإنسانية، وقد تناولت الحديث عن الاختفاء القسري في مقال سابق.

وقد طالت عملية الاعتقال الواسعة والمتواصة جميع الفئات من أطفال ونساء ومسنين، بالإضافة إلى العشرات من الكوادر الطبية خلال الاجتياحات المتكررة للمستشفيات في قطاع غزة، وكان منها اجتياح مجمع الشفاء الطبي والمستشفى الاندونيسي. ومستشفى كمال عدوان الحكومي الذي تم إحراقه وإخراجه عن الخدمة، ثم اعتقال مديره الدكتور حسام أبو صفية وعدد من كوادره والمرضى والنازحين فيه.

فبأي تهمة تم احتجاز الدكتور أبو صفية ومن معه ثم إخفاء الجهة التي تم اقتيادهم إليها؟

هل هي الرسائل التي كان يبثها عبر شاشات وسائل الإعلام لتقديم إفادات عن الاعتداءات المتواصلة لجيش الاحتلال الفاشي؟

وقد شهد شاهد من أهلها، حينما نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية أن "العديد من الفلسطينيين في قطاع غزة يجهلون مصير ذويهم الذين كانوا محتجزين لدى الجيش الإسرائيلي الذي يدعي عدم اعتقالهم أو احتجازهم، رغم أن آخر مرة شوهدوا فيها كانوا بقبصة الجنود أثناء اعتقالهم".

هذه الدولة المتغطرسة المتجبرة الدموية لا تريد لحقيقة وحشيتها أن تطفو على السطح، فتنكشف عورتها أمام العالم.. فما الذي فعلته بكل الذين اعتقلتهم وأخفت مكان وجودهم؟

وأين قوانين العالم الذي يعتبر نفسه متحضرا والتي تعتبر هذه الجريمة جزءا من الإبادة على أي شعب؟

غير أن صمتها لا يعني سوى أن الشعب الفلسطيني من وجهة نظرها شعب إرهابي لا ينطبق عليه ما ينطبق على غيره.... 

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة