الأخبار

تحقيق حنان نداف ـ الوكالة الوطنية

في زاوية في أحد غرف مراكز النزوح  في صيدا تغفو رضيعة لا يتجاوز عمرها الأربعين يوما تغمض عينيها الصغيرتين عن المآسي المحيطة بها من مأساة نزوح عائلتها جراء الاعتداءات الاسرائيلية على الجنوب وصولا إلى استقرارها في هذا المكان الذي يكاد يفتقر إلى ادنى مقومات الحياة.  

تنام "سيرين " أصغر نازحة في مركز كلية العلوم الاجتماعية - الجامعة اللبنانية في صيدا مع افراد عائلتها المؤلفة من والدتها إلى جانب اربع اخوات لها بالإضافة إلى أفراد عائلة والدتها وجميعهم حطوا رحالهم في غرفة واحدة كمأوى نزحوا اليه من بلدة عيتيت في قضاء صور .

نظرة واحدة على المكان تكفي لتعرف ان ادنى مقومات الحياة شبه منعدمة لجهة الاكتظاظ في الغرفة الواحدة ووجود طفلة رضيعة مع ما تحتاجه من رعاية صحية وجسدية ونفسية .

تقول والدة الطفلة سونيا عطوة : "ولدت طفلتي قبل 15 يوما من اندلاع الاحداث من ايلول الماضي ولم اكد اخرج من المستشفى حتى انفجر الوضع واضطررت مع طفلتي وبناتي الاربع وأهلي وإخوتي الى النزوح من بلدتنا عيتيت".

تابعت : "ركبنا جميعنا في سيارة فان صغيرة  في رحلة استغرقت نحو الـ 12 ساعة وكانت رحلة مرعبة ومتعبة في آن حيث كنا نتوقف بين الحين والآخر وأخرج من الفان مع رضيعتي لتتنشق الهواء باعتبار ان الفان مكتظ بالركاب حتى استقر بنا الوضع  هنا" .

تتابع سونيا والغصة تخنق صوتها : "من شدة القلق والتوتر الذي أعيشه، طفلتي متأثرة بي، فهي تبكي باستمرار ولا تنام طوال الليل اما عن اصوات جدار الصوت الذي نسمعه بشكل شبه يومي فهي ترتعب" .

تستدرك سونيا عندما سألتها عن وضع الغرفة مع وجود طفلة رضيعة لتقول:" ما باليد حيلة مصيرها ان تفتح عينيها على هذه الحياة وهي نازحة ولكن الحمدلله القيمون على المركز يحاولون قدر الامكان مساعدتنا من خلال تأمين الحليب والحفاضات والفيتامينات اللازمة لها على امل ان نعود قريبا إلى منزلنا".

 قبرصلي

 مسؤول المركز المعتمد من تيار "المستقبل" في صيدا والجنوب  الدكتور محمد قبرصلي أوضح :" ان مركز العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية يستضيف اصغر نازحة لا يتجاوز عمرها الأربعين يوما . هناك تحديات دائمة في ملف النزوح ومن ضمنها الأطفال الرضع وذوو الاحتياجات الخاصة بما يتطلبونه من مستلزمات وحاجات خاصة لا تكون متوافرة مثل سائر المواد الأساسية الاستهلاكية كوجبات الطعام والمياه للكبار والصغار ".

وقال:" نعمل قدر الامكان بالتنسيق مع البلدية والجمعيات لتأمين الحاجيات الضرورية لهذه الطفلة من حليب وحفاضات وفيتامينات لعمرها ، لكن هذا لا يكفي فالطفلة تنام في سرير صغير وفي غرفة مكتظة وطبعا هي بحاجة للكثير من المستلزمات نظرا لعمرها ونعمل من اجل تأمين ذلك" .

ولفت إلى ان "المركز يؤوي ايضا سبع حالات من ذوي الاحتياجات الخاصة وهم ايضا بحاجة لرعاية وتقديمات خاصة"، مشيرا إلى ان "هناك حاجات كبيرة في المركز وخصوصا أنه يضم نحو 250 شخصًا ( 63 عائلة ) يتوزعون على 23 غرفة". وأشار الى ان "من بين الحاجات الملحة تأمين الكهرباء لساعتين حدًّا ادنى لتشغيل مضخات المياه في المركز بالإضافة إلى ضرورة تأمين قواطع للغرف حفاظًا على الحد الادنى من الخصوصية لكل عائلة".

وختم متوقعا أن  تواجه  المراكز كافة تحديات مضافة إذا ما طالت الأزمة وخصوصا اننا على ابواب فصل الشتاء".