• لبنان
  • الجمعة, تشرين الثاني 22, 2024
  • اخر تحديث الساعة : 10:26:10 م
inner-page-banner
الأخبار

إندبندنت: هجمات إسرائيل ضد “حزب الله” صورة عن افتقارها لإستراتيجية السلام ودليل عجزها عن الخروج من مأزق غزة

إبراهيم درويش ـ القدس العربي 

نشرت صحيفة “إندبندنت” مقالاً للمديرة التنفيذية للمؤسسة البحثية “تشاتام هاوس” في لندن، برونوين مادوكس، قالت فيه إنه مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لهجمات “حماس” على إسرائيل، في 7 تشرين الأول/أكتوبر، والرد الانتقامي ضد غزة، فإن إسرائيل ليست لديها إستراتيجية للسلام.

وأكدت أن هجمات البيجر الأخيرة ضد “حزب الله” تثبت هذا الأمر، فقد تم تفجير أجهزة النداء/بيجر التي يستخدمها مقاتلو “حزب الله” في لبنان وسوريا بضربة واحدة، في 17 أيلول/سبتمبر، مخلّفة 12 قتيلاً و 3,000 جريح.

وفي اليوم التالي، تم تفجير أجهزة اللاسلكي (ووكي توكي)، ما أدى لمقتل 20 شخصاً وجرح 400 على الأقل، وافترض أن الحادثين من تنفيذ إسرائيل.

وتعلق مادوكس بأن حجم الهجمات وطبيعتها الاستعراضية يمكن النظر إليها على أنها محاولة من الجيش والاستخبارات الإسرائيلية لإصلاح سمعتها التي أصبحت في حالة يرثى لها بعد هجمات “حماس”، في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وربما كان هذا الهجوم محاولة من إسرائيل لمعالجة مشكلتها على حدود الشمال، فـ “في زيارتي للمنطقة، هذا الأسبوع، رأيتُ آثار تبادل الهجمات الصاروخية والقذائفية المتواصل، والتي أدّت إلى إجلاء 60 شخص من البلدات الإسرائيلية. وبحسب التقارير، فقد تم إخلاء قرى لبنانية أيضاً نتيجة للقتال”.

وربما كانت الهجمات بمثابة إشارة لـ “حزب الله” وداعمته إيران للتراجع عن الهجمات شبه اليومية، مع أن العملية الأخيرة لن تمكّن الحكومة الإسرائيلية من إعادة السكان إلى منازلهم. بل على العكس من ذلك، فإن الهجمات تهدد بتصعيد الصراع المتزايد على الحدود الشمالية، وتحويله إلى حرب إقليمية عملت الولايات المتحدة، والعديد من جيران إسرائيل، جاهدة من أجل تجنبها.

وقالت إنها زارت، يوم الإثنين، وقبل يوم من هجمات بيجر، كريات شمونة، قرب الحدود اللبنانية التي كانت شبه فارغة. فهذه المنطقة التي تشبه شكل المربع في إسرائيل، الذي تحدّها التلال اللبنانية والمنحدرات العارية لمرتفعات الجولان، لم تكن المنطقة الأكثر ازدهاراً في إسرائيل بسبب الأعمال العدائية، فالطرق لدمشق وبيروت مغلقة منذ وقت طويل. ومع ذلك، فهي منطقة تنتشر فيها المزارع الصغيرة للفواكه والماشية والسياحة الهادئة حول الجليل إلى الجنوب منها. وقد تحولت اليوم إلى مدينة أشباح، حيث تم إجلاء سكانها إلى مناطق مختلفة من إسرائيل.

ويحاول رئيس بلديتها توفير ما يكفي من الأمن لمنع نهب المحلات التجارية والبيوت والشقق المهجورة والشركات التجارية. وتظهر آثار الحرائق في الغابات بالمنطقة نتيجة الهجمات الصاروخية، أو تلك التي اعترضتها القبة الحديدية. ولأن عدد السكان بات قليلاً فقد بات المسؤولون عن تشغيل القبة يمنحون الأولوية لحماية مناطق أخرى في إسرائيل، نظراً لأن كلفة الصاروخ المعترض تصل إلى 100,000 دولار.

ويخشى السكان الذين بقوا في المنطقة من غزو يقوم به “حزب الله”، وليس الهجمات الصاروخية.

ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، قلّت ثقة السكان بقدرة الجيش الإسرائيلي والاستخبارات على حمايتهم، في وقت تتزايد فيه احتمالات عدم عودتهم إلى مناطقهم. ويعلل القادة العسكريون أنفسهم بالأماني من أجل شن هجوم سريع يفضي لتقوية الحدود وتعزيز الأمن.

ويتفق المحللون على أنه من الصعب أن نرى كيف يمكن للسكان استعادة الثقة في غياب مثل هذا الإجراء. وأي تحرك عسكري من شأنه أن يزيد من تصعيد الصراع مع إيران ووكيلها “حزب الله” اللبناني.

وهذا على وجه التحديد ما لا تريد الولايات المتحدة وحلفاء إسرائيل الآخرون رؤيته. وتقول مادوكس إن “حزب الله” وحلفاءه قد ينتقمون للهجمات الأخيرة، لكن شكل الانتقام ليس واضحاً، حيث يعمل “حزب الله” مع إيران، بشكل أوثق من “حماس”، وسترشد طهران أي عملية انتقامية له.

وهناك الحوثيون، وكلاء إيران في اليمن، الذين حقّقوا نجاحاً ملموساً في عرقلة حركة الملاحة البحرية عبر قناة السويس والبحر الأحمر، وضربوا إسرائيل مرتين، مع أن الإشارات كلّها تشير إلى عدم رغبة إيران بالدخول والمشاركة في نزاع واسع لا تستطيع التحكم به، وسيشغل الرئيس الجديد عن جهوده للحصول على اتفاق يخفف العقوبات عن بلاده.

وسيمرّ عامٌ على هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ولم تستطع إسرائيل حل واحدة من أعظم الأزمات في تاريخها. فقد أدت حربها ضد “حماس” في غزة إلى مقتل أكثر من 40,000 فلسطيني، حسب وزارة الصحة في غزة، وأثارت انتقادات دولية واسعة. وهناك أكثر  من 100 أسير لا يزالون في غزة، مع أن هناك الكثيرين ماتوا، على ما يعتقد بشكل واسع.

وتعلق مادوكس قائلة: “في زيارتي لإسرائيل، هذا الأسبوع، كان من المذهل أن أرى حالة الانقسام المريرة في الرأي العام، بين أولئك الذين يريدون إعادة الأسرى إلى عائلاتهم كأولوية، وأولئك الذين يفضّلون ملاحقة “حماس” حتى على حساب حياة الأسرى”.

وأشارت إلى تصاعد العنف في الضفة الغربية، بما في ذلك عنف المستوطنين، وأدى لمقتل أكثر من 600 فلسطيني، منذ هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر. وفي الوقت نفسه، تتعرّض إسرائيل لضغوط دولية متزايدة بسبب أفعالها في غزة. و”بعد الاجتماع والتحدث مع الإسرائيليين والفلسطينيين، هذا الأسبوع، يبدو السلام بعيد المنال أكثر من أي وقت مضى”.

 ومثل ذلك “يظل المسار المحتمل للعلاقات الإقليمية الأكثر استقراراً، من خلال التطبيع مع السعودية والعلاقات الدبلوماسية القائمة مع خمس دول عربية، بعيد المنال في حين يستمر القتال في غزة”.

ومع اقتراب الذكرى السنوية لهجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر، تفتقر إسرائيل إلى إستراتيجية للسلام.

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة