• لبنان
  • الجمعة, تشرين الأول 18, 2024
  • اخر تحديث الساعة : 9:42:31 ص
inner-page-banner
الأخبار

بليدا دمّرتها إسرائيل في العام 1949 واقتطعت مساحات من أراضيها وأعيد إعمارها.. ومركبا حاضنة المجتمع المقاوم تؤكد على التمسك بالأرض

أحمد منصور ـ الأنباء

مشهد العدوان الإسرائيلي على القرى الجنوبية هو نفسه، ويتكرر في العديد من البلدات الملاصقة للحدود مع فلسطين المحتلة.

لبلدة بليدا في قضاء مرجعيون نصيب كبير من هذا العدوان، حيث دمرت في العام 1949 على أيدي العصابات الصهيونية، عندما وصلت إلى المنطقة، ولم يسلم وقتذاك من التدمير، إلا مسجد البلدة القديم، ليبقى شاهدا على بصمات الاحتلال.

بليدا هي إحدى القرى اللبنانية في جبل عامل من محافظة النبطية، تحدها من الشمال ميس الجبل، ومن الشمال الغربي محيبيب ومن الغرب عيناتا، ومن الجنوب الغربي عيترون والمالكية، ومن الشرق الاراضي الفلسطينية المحتلة، وتقع على الحدود تماما مع أراضي شمال فلسطين.

يبلغ عدد سكانها اكثر من 10000 نسمة، لكن هذا العدد تراجع على خلفية الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، ووصل إلى 1200 نسمة. وعانت البلدة من براثن الاحتلال منذ العام 1978 حتى عام التحرير في 2000، فكان لها تاريخ طويل في مواجهة المحتل، الذي اقتطع مساحات واسعة من أراضيها، بحدود 20 ألف دونما. ولاتزال العديد من أراضيها ومزارعها المنتشرة من حدود سهل الحولة، حتى سهل قدس، تحت الاحتلال الإسرائيلي.

في رحلة التهجير بفعل الاعتداءات الإسرائيلية، كان للاغتراب نقطة تحول لأبناء بليدا في ألمانيا، التي قصدها عدد من شبابها، وشكلوا عاملا مؤثرا، حيث تعيش في ألمانيا اكثر من 500 عائلة مهاجرة منذ الثمانينات.

وقال رئيس البلدية حسان عبد الرسول حجازي لـ «الأنباء»: بليدا التي تعتمد على الزراعة، عرضة في شكل متواصل للقصف المدفعي والرشاشات من المواقع الإسرائيلية المقابلة عند الحدود.

وأشار إلى «ان البلدة ذاقت مرارة الاحتلال الإسرائيلي من العام 1978 حتى العام 2000، وكان سببا رئيسيا في تراجع التنمية فيها».

واعتبر ان بلدته، «من البلدات الحدودية التي دفعت ضريبة كبيرة نتيجة الاحتلال الإسرائيلي منذ العام 1948 لفلسطين، حيث تم الاستيلاء على مساحات واسعة من أراضي البلدة القريبة من سهل الحولا ويوشع، وأخذنا فيها حكما قضائيا من القاضي أحمد مزهر عندما أجرينا المسح للبلدة بين العام 2018 ـ 2019، وهذا الحكم نحتفظ به، وابلغنا مضمونه إلى القوات الدولية».

ووصف المواقع العسكرية المقابلة للبلدة، «بالتنين المعتدي الذي يطلق النار دائما»، لافتا إلى «ان تلك المواقع تشكل مصدر اعتداء دائم ومتواصل على البلدة، وهي: موقع المالكية بين بليدا وعيترون، وموقع البياض المواجه بشكل مباشر للبلدة، وموقع البغدادي وعاصي ـ ميس الجبل».

وتحدث حجازي عن الأضرار التي لحقت بالمزروعات والحقول الزراعية نتيجة القصف الإسرائيلي بالقذائف الفوسفورية والقنابل الحارقة، والتي تسببت بعدة حرائق، وكان آخرها الاسبوع الماضي، بعد رمي المسيرات الاسرائيلية موادا حارقة في الأحراج والحقول الزراعية، وأتت على مساحة 400 دونما، وطالت اشجار الزيتون واللوز والتين والعنب وغيرها.

رئيس البلدية قال ان عائلته تملك قطعة ارض ملاصقة مباشرة للحدود مع فلسطين. وأضاف «عندما كنا نذهب إلى ارضنا ونحن في الصغر، كنا نطال السياج الحدودي الذي وضعته اسرائيل بأيدينا. وقد تعرض جدي الحاج عقيل محمود حجازي، مرات عدة للتهديد الإسرائيلي بمنعه من الوصول إلى ارضه. وبسبب إصراره وضع له الإسرائيليون أحد الألغام، وتم تفجيره وأصيب بجروح بالغة، لكن رغم كل ذلك بقي يذهب إلى الأرض».

ولفت إلى انه «بعد التحرير في العام 2000، قمنا بزراعة أرضنا لتحسينها وترتيبها». وشدد على اننا «سنبقى فيها ونتمسك بها مهما كانت تهديدات ومحاولات إسرائيل لإبعادنا وترك أرضنا للاستيلاء عليها، وهذا لسان حال جميع ابناء البلدة والقرى المجاورة».

وفي السياق، تعتبر بلدة مركبا مشروع مدينة ومن البلدات الكبرى في قضاء مرجعيون، ومحاذية لفلسطين المحتلة. تبعد عن النبطية نحو 30 كيلومترا، ويبلغ عدد سكانها 20 ألف نسمة، موزعين بين مقيمين في البلدة وخارجها من المدن اللبنانية، بالإضافة إلى عدد من العائلات في بلاد الاغتراب.

تحدها من الشرق هونين ومن الجنوب حولا، طلوسة وبني حيان من الغرب ورب ثلاثين من الشمال وعديسة من الشمال الشرقي، وترتفع نحو 900 متر عن سطح البحر، وتبعد عن بيروت العاصمة 100 كليومتر، وكانت شهدت طفرة عمرانية كبيرة بعد التحرير. وهي كغيرها من بلدات الجنوب، التي تطالها ايدي العدوان بشكل دائم على مدى عشرات السنين منذ تاريخ قيام إسرائيل، والتي كان اوسعها وأشرسها بعد 8 أكتوبر في العام الماضي.

رئيس البلدية غسان حمود تحدث لـ «الأنباء» عن وضع البلدة المأساوي بفعل الاعتداءات الإسرائيلية، التي هجرت قسما كبيرا من أهلها، وشلت معها الحركة في البلدة.

وأشار إلى «ان اهالي البلدة الذين نزحوا، لجأوا إلى منازلهم في القرى المجاورة وبعض المدن كبيروت، بعد ان أنشأوا بنى تحتية لهم خارج البلدة بفعل العدوان الإسرائيلي»، مؤكدا «ان أهلنا في بيوتهم وليسوا في الشارع».

وأكد مواجهة العدوان «بالإيمان من أن الحق منتصر لا محال وان طال الزمان».

ونوه بدور الجمعيات وجهودها في سد الحد الأدنى من الحاجات، من أحزاب وقوى وجمعيات خيرية وعلى رأسها «الثنائي الوطني».

وتحدث رئيس البلدية عن أحد كبار مقاومي الجنوب اللبناني ورجال النضال ضد الاستعمار الفرنسي أدهم خنجر (1890-1922)، والثائر العاملي الآخر صادق حمزة الفاعور، فأكد انه كان لهما موطئ قدم في بلدة مركبا، حيث كانا يستضافان في البيوت، مشيرا إلى ان «مركبا كانت ولاتزال حاضنة للمجتمع المقاوم عبر التاريخ».

وتمنى «وضع حد لهذه الاعتداءات، وطي هذه الصفحة، بالدماء والشهداء والمقاومة وبالصبر»، منددا «بغطرسة الكيان الإسرائيلي».  

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة