• لبنان
  • الأحد, تموز 07, 2024
  • اخر تحديث الساعة : 3:17:12 م
inner-page-banner
مقالات

هل تنتظر إسرائيل “مجيء المسيح” صيف 2024؟

صيف 2024، الصيف الأفظع في تاريخ دولة إسرائيل وشعب إسرائيل. ضائقة تتوق إلى المسيح الذي يتلبث في المجيء. وإلى أن يأتي في هذا الواقع المرير، سيكتفي هذا الشعب ببشرى خلاص واحدة: “سمح بالنشر، السلوك الرهيب، الإخفاقات بلا توقف، الواقع المرير والاكتظاظ الكبير في الإخفاقات التي جلبتها هذه الحكومة على دولة إسرائيل، تقرر بأغلبية الشعب حلها وتحرير شعب إسرائيل من عقابها”. 

هذا بالطبع وهم بعيد عن الواقع. صيف 2024 من كان يصدق أننا بعد 76 سنة في دولة، وأكثر من 200 سنة صهيونية، سنتدهور إلى هذا الدرك الرهيب، بسبب حكومة سيئة واحدة. وللدقة – بسبب رئيس وزراء واحد، نتنياهو، الذي لا يفهم بعد، أو لا يريد أن يفهم إلى أي هوة يدهور الدولة ومعها شعب إسرائيل على وجه كل المعمورة.

صيف 2024 من مسافة طيران العصفور، من السهل ملاحظة كيف شقت هذه الحكومة كل الدولة في آرائها وأحدثت شرخاً هو المرحلة الأخيرة قبل التفكك العام.

الشمال يشتعل: فخر الجسد الصهيوني الذي يجري بين صافرات الإنذار وتحت نار مضادات الدروع والمُسيرات والصواريخ، تحول من إقليم جميل أخضر إلى منطقة مهجورة وبشعة ومهملة مع بلدات مدمرة وكروم محروقة، وسكانه نزحوا وتوزعوا في كل الدولة.

منطقة غربي النقب، ومدن وبلدات غلاف غزة الناجون من الحرب ممن لا يزالون يلعقون جراح كارثة 7 أكتوبر، سكان شجعان يثبتون بأن روح الصهيونية لا تزال تفعم الجنوب، رغم أن هذه الحكومة السيئة أهملتهم طوال سنين. كثيرون منهم عادوا، وليسوا خائفين رغم تهديد دائم بنار صواريخ غير متوقعة تشوش حياتهم.

في “الشارون” المزدهر والنامي، خاصرة قلب الدولة الطرية، يشمون رائحة البارود المحترق ويشعرون بتهديد يدق بابهم من الشرق. طبول الحرب تسمع جيداً من طولكرم وقلقيلية وجنين ونابلس، حيث تجري هذه الأيام حرب يومية ضد إرهاب متصاعد برعاية إيرانية.

و”غوش دان” الموسعة، بما في ذلك السهل الساحلي، تعيش “المحمية الطبيعية الكبيرة” في الواقع الحالي مثل كوكب آخر، بلا رياح وروائح حرب. من جهة، تجري فيها الحياة وكأنه لا توجد حرب، ومن جهة أخرى لا تنتمي الحرب إلى هذا الكوكب، عالم يسير كعادته. وفي ظل هذا كله، ثمة عائلة صغيرة من مخطوفين/ات مع ألم كبير ورهيب تنتظر بعيون أعزاءها تعبة بلا ذرة أمل، بينما عائلة الثكل تتسع يوماً بعد يوم وتصبح انكساراً رهيباً إلى جانب سلسلة طويلة من المصابين.

عندما تنزل من طيران العصفور هذا إلى الأرض وترى أولئك الذين جاءوا بنا إلى هذا الواقع المقلق والرهيب، ستفهم حجم المشكلة التي تعيشها هذه الدولة. فهي تدار دون ذرة من المسؤولية وإدارة صحيحة وسليمة، مع قلق حقيقي على مستقبل الدولة. وبالمقابل، مع ألف فرق، ترى جيلاً من القيادات العسكرية، المقاتلين البواسل من دولة إسرائيل ممن يضحون بأرواحهم من أجل الدولة ومواطنيها، أناساً تركوا ويتركون عائلات وبيوتاً وأعمالاً تجارية، يضحون بأغلى ما لديهم من أجل الدولة.

وأنت القلِق، تسأل: حتى متى؟ من أجلكم، من أجل الدولة ومستقبلها، يدور الحديث عن كارثة قومية؟ يدور الحديث عن وجودنا هنا، ارحلوا ودعوا من يستطيع إدارة الدولة في هذا الزمن، أن يديرها.

(أفرايم غانور ـ معاريف / القدس العربي)

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة