زينة طبّاره ـ الأنباء الكويتية
رأى الخبير في السياسة الأميركية السفير السابق في واشنطن د.رياض طباره في حديث إلى «الأنباء»، أن الكلام عن حرب إقليمية شاملة «مُبالغ به ولا يستند إلى معطيات دامغة أهمها موقف الثنائي أميركا - بريطانيا الرافض كليا لانزلاق منطقة الشرق الأوسط إلى مواجهات عسكرية غير محسوبة ولا تحمد عقباها».
وأكد أن «ما شهدناه من تطورات دراماتيكية سواء في غزة ورفح، أو في جنوب لبنان، وما سمعناه من تهديد ووعيد من قبل الأطراف المتحاربة، ستبقى أصوات طبول الحرب الواسعة دون صدى».
ولفت إلى أن إسرائيل لا تقدم على أي مغامرة عسكرية أو حتى أمنية خارج حدودها، دون ضوء أخضر أميركي - بريطاني مشترك، «فما بالك والكلام عن حرب إقليمية قد تتوسع دائرتها في لحظة شيطانية غافلة، خصوصا أن هذه الحرب ستكون هدية مجانية لموسكو التي تنتظر وقوعها بفارغ الصبر، لتلعب في الشرق الأوسط الدور الذي تلعبه واشنطن في الحرب الروسية على أوكرانيا، وهذا ما لن تسمح به الإدارة الأميركية، بدليل الموقف الموحد الرافض للحرب. وقد قل نظيره، بين الجمهوريين والديموقراطيين في الكونغرس الاميركي».
وأشار طباره إلى أن إيران نفسها لا تريد حربا موسعة في المنطقة، «لعلمها ان الخطأ في هذا المقام، سيؤدي حكما إلى تدمير ما انجزته على مدى عقود خلت، لاسيما أنها أعلنت مرارا وتكرارا عبر مسؤولين إيرانيين وعبر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، عن رفضها المسبق لهذه الحرب. وما المفاوضات ولو تحت الطاولة مع الأميركي، وكان آخرها في مدينة أربيل (بالعراق)، سوى خير شاهد ودليل على رفضها لانزلاق المنطقة إلى نفق تدرك بدايته لكنها تجهل أين وكيف ينتهي، ناهيك عن المفاوضات غير المباشرة بين حزب الله والجانب الأميركي، عبر الوسيطين آموس هوكشتاين ورئيس مجلس النواب نبيه بري».
وعن قراءته إزاء ما تقدم لتحذير جزيرة قبرص من قبل السيد حسن نصرالله، أكد طباره أن الأخير أكثر من يعلم أن أي مغامرة ضد قبرص لن تنتهي بمثل ما انتهت إليه المواجهات السابقة على الحدود مع إسرائيل، لأن الاتحاد الأوروبي من جهة وبريطانيا من جهة ثانية لن يقفا على الحياد في حال تعرضت الجزيرة لأي هجوم مهما كان حجمه وأيا تكن مفاعيله. لذا فإن السيد نصرالله أطلق تحذيراته من منطلق يقينه بأن المرحلة الراهنة هي مرحلة رفع السقوف التي تسبق إبرام التسويات. وأكد «ان التسوية على نار حامية وقد تأتي وفقا لمبدأ مقدم البرامج الفرنسي جاك مارتان: الكل ربح».
وردا على سؤال، قال طباره ان كلام الرئيس الأميركي جو بايدن عن حتمية مساندة أميركا لإسرائيل في أي حرب قد تندلع على مستوى المنطقة، «مجرد موقف شعبوي للاستهلاك الانتخابي ليس إلا، لأن القاعدة الأساس في كل موقف داعم لإسرائيل سواء اطلقه بايدن أو منافسه الرئاسي دونالد ترامب تأتي على قاعدة: مجبر أخاك لا بطل، وذلك لكون اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة يشكل علامة فارقة في الانتخابات الرئاسية، ناهيك عن بصماته الدامغة في السياسة الخارجية للولايات المتحدة».
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..