كتب "ناحوم برنياع" كبير محللي "يديعوت" في موقع الصحيفة يقول:
"سأبدأ بتأكيدين يتناقضان مع الرسائل التي تلقاها الإسرائيليون في اليومين الماضيين من الحكومة. أولا: إن صفقة الرهائن التي اقترحتها حماس ليست بعيدة عن الاقتراح الذي وافقت عليه إسرائيل. هناك فجوات، لكنها ليست الشيء الرئيسي في هذه المرحلة".
"سؤال ماذا تريد حماس واضح. ويبقى سؤال ماذا يريد نتنياهو. وثيقة مكتوبة وصلت الليلة الماضية إلى أيدي صناع القرار تتناول ادعاء نتنياهو بأن اقتراح حماس يغلق الباب أمام المفاوضات. مضمونها: ليس كما صرخت.. هناك ما يمكن الحديث عنه".
"أما التأكيد الثاني الذي يتناقض مع الرسائل فيتعلق برفح. الحقيقة أن إسرائيل لم تهاجم رفح ولم تحتلها ولم ترفع أعلام إسرائيل ولم تشكر الله على "خلاصنا" فيها. إن الاحتفال بالفتح سابق لأوانه ومبالغ فيه. يقع المعبر على بعد ثلاثة كيلومترات من مدينة رفح. وكما أن معبر إيريز وكيبوتس إيريز كيانان منفصلان، وكما أن شاطئ القدس والقدس كيانان منفصلان، فإن معبر رفح ورفح كيانان منفصلان أيضا".
"نفذ الرتل العسكري الذي سيطر على المعبر مهمّته أثناء تنقله في منطقة كانت في معظمها خالية من الناس (..) وانتهت حملة الفتح بإعلان رسمي للمجد: "معبر رفح في أيدينا"، كأنما احتل للتو جبل الهيكل".
"كان الهدف من الاستيلاء على المعبر هو الضغط على حماس لتخفيف مواقفها في المفاوضات، في إشارة إلى أهالي المختطفين".
"ولم يكن للتحرّك العسكري أي علاقة بالصفقة: فهو لم يخفف من اقتراح حماس ولم يعطّل المفاوضات. على الأقل هكذا فهم الأمر رئيس وكالة الاستخبارات المركزية، وليام بيرنز، حيث واصل رحلة الوساطة المكثفة بين القاهرة والدوحة وتل أبيب. أما حماس فهي لا تحتاج إلى معبر: فلديها الكثير من الأنفاق للعبور منها. التأثير الوحيد المحتمل هو على معدل دخول المساعدات الإنسانية. وفي الوقت الحالي، فإن معبر كرم أبو سالم مغلق أيضا، ومنظمات حقوق الإنسان تحذّر من تدهور الوضع".
الاتفاق الذي تقترحه حماس صعب على إسرائيل، لكن مثل هذه الصعوبات رافقت المفاوضات منذ البداية".
"وعندما وصل الاقتراح إلى إسرائيل، فوجئت الأطراف المشاركة في المفاوضات. لم تتوقّع بيانا من حماس يقول صراحةً (نعم)".
كتبتُ من قبل أن النقاش في إسرائيل أوسع وأعمق من تفاصيل الاتفاق. ولا يقتصر الأمر على قضية المختطفين. وينقسم أصحاب القرار بين من يريد دفع الثمن المطلوب وإعادة المختطفين وفتح صفحة جديدة في حياة البلاد، ومن يرى في الحرب فرصة لتحقيق أحلام أخرى (تهجير، استيطان، حرب شاملة). لقد أصبح نتنياهو في مرمى النيران: فهو لا يمكنه رفض الصفقة علنا، ولا يمكن أن يقبلها".
(ياسر الزعاترة)
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..