الأخبار

بوابة صيدا

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، حصيلته السنوية للخسائر البشرية لعام 2025، كاشفًا عن مقتل 151 جنديًا خلال العام الماضي.

وسجّل التقرير ارتفاعًا مقلقًا في عدد حالات الانتحار داخل صفوف الجيش، حيث بلغت 21 حالة، وهو أعلى رقم يتم تسجيله منذ عام 2010.

وبحسب البيانات الرسمية، توزّعت أسباب الوفاة على النحو التالي:

88 جنديًا قُتلوا خلال أنشطة عملياتية، و15 توفوا نتيجة أمراض، و3 قضوا جراء عمليات “إرهابية” أو هجمات معادية، فيما لقي 21 جنديًا حتفهم في حوادث مختلفة، من بينهم 17 في حوادث سير مدنية، بينما صُنّفت 21 حالة على أنها انتحار يُشتبه به. وأشار التقرير إلى عدم تسجيل أي وفيات خلال التدريبات العسكرية طوال العام.

توسيع الدعم النفسي

وفي ظل تصاعد مؤشرات الضائقة النفسية، أعلن الجيش الإسرائيلي توسيع منظومة الدعم العلاجي. فمنذ اندلاع القتال، جرى نشر نحو ألف ضابط صحة نفسية (يُعرفون باسم “كبانيم”) في صفوف القوات النظامية وقوات الاحتياط، مع تخصيص ضابط نفسي لكل لواء. كما تم إرسال عشرات منهم إلى مناطق القتال لتقديم دعم نفسي فوري عقب الحوادث المعقّدة.

كذلك، وسّع الجيش ووزارة الدفاع وحدة “الاستجابة القتالية”، التي توفّر دعمًا طبيًا ونفسيًا للمحاربين القدامى الذين يعانون من آثار نفسية ناجمة عن الخدمة القتالية أو العملياتية. وتعمل الوحدة حاليًا عبر ثلاثة فروع في شمال وجنوب ووسط إسرائيل.

برامج لتعزيز الصمود

وأطلق الجيش سلسلة مبادرات إضافية لتعزيز الصمود النفسي، من بينها برنامج “بين هزمانيم”، المخصّص لمرافقة الجنود خلال انتقالهم من الخدمة الإلزامية إلى الاحتياط. ويوفّر البرنامج أيام معالجة نفسية، وجلسات تقدير، وفترات راحة، ونقاشات على مستوى الألوية. وخلال عام 2025، نُفّذ البرنامج في 128 كتيبة ضمن مشروع “بلعام”، الذي يشمل أيضًا لجانًا فردية ومساعدة في الحصول على الحقوق والمستحقات.

وخلال الحرب الجارية، استفاد أكثر من 53 ألف جندي من أيام المعالجة النفسية، بينهم نحو 40 ألف مقاتل. وبعد انتهاء المهام القتالية، أُجريت جلسات تفريغ ومساندة نفسية لنحو 300 ألف عنصر.

كما أصدر رئيس أركان الجيش أمرًا عامًا جديدًا لتنظيم آليات تشخيص الحالات النفسية، وتحويلها، ومرافقة الجنود الذين يعانون من ضائقة نفسية. وأكد التقرير أن كل حالة انتحار داخل الجيش تخضع لتحقيق شامل ومراجعة مؤسسية لاستخلاص العبر وتحسين إجراءات الوقاية.

برامج إضافية

* برنامج “أميت”: مبادرة جديدة لجنود الاحتياط وأزواجهم، توفّر حزمة علاجات نفسية، وطبًا تكميليًا، وأنشطة رياضية، وورشات دعم ذاتي.

* مركز “تعتسوموت”: مركز علاجي للجنود في الخدمة الفعلية الذين تعرّضوا لصدمات نفسية نتيجة القتال، ويجري حاليًا توسيعه.

* “معهد هكيفع”: مركز وطني يخدم الجنود المهنيين وعائلاتهم، مع تركيز خاص على المقاتلين.

وختم الجيش الإسرائيلي تقريره بالتأكيد على أن الدعم النفسي سيظل محورًا أساسيًا في السنوات المقبلة، محذرًا من احتمال ارتفاع حالات اضطراب ما بعد الصدمة، ومشيرًا إلى أن برنامج منع الانتحار جرى تحديثه بما يتلاءم مع الظروف الراهنة وسيستمر تعديله عند الحاجة.