• لبنان
  • الخميس, كانون الأول 25, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 3:12:57 م
inner-page-banner
الأخبار

استعدادًا لمواجهة مستقبلية مع حزب الله.. الجيش الإسرائيلي يقر بثغرات في التعامل مع المسيّرات وصواريخ مضادة للدروع

بوابة صيدا

في إطار الاستعداد لحملة عسكرية محتملة ضد حزب الله، أقرّ الجيش الإسرائيلي بوجود ثغرتين عمليّتين أساسيتين، كشفت عنهما مراجعاته واستخلاصه للعِبر من المواجهة الأخيرة مع التنظيم.

وحدّد الجيش ثغرتين رئيسيتين في عملياته ضد حزب الله، تتمثل الأولى في الهجمات القاتلة التي نفذتها وحدة المسيّرات التابعة للحزب (الوحدة 127)، والتي استهدفت كتيبة غولاني واخترقت الأجواء الإسرائيلية، فيما تتعلق الثانية بتصاعد خطر فرق الصواريخ المضادة للدروع التابعة للحزب. ودفعت هذه التقديرات المؤسسة العسكرية إلى إعادة النظر في آليات العمل الاستخباراتي والاستراتيجي تحسبًا لأي مواجهة مقبلة.

وبلغ نشاط المسيّرات ذروته خلال الهجوم على كتيبة غولاني، ما أسفر عن مقتل أربعة جنود وإصابة أكثر من ستين آخرين. كما تمكنت بعض المسيّرات من التوغل عميقًا داخل الأراضي الإسرائيلية، بينها هجوم استهدف مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

في المقابل، شكّلت فرق الصواريخ المضادة للدروع التابعة لحزب الله تحديًا بالغ الخطورة، استدعى بحسب الجيش تغييرًا جوهريًا في المفاهيم العملياتية والاستخباراتية. وحتى بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار، واصل حزب الله إطلاق المسيّرات، ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى تنفيذ غارات جوية على بيروت في محاولة لردع مزيد من الهجمات.

وأثناء سير التحقيقات والنقاشات الداخلية، طُرحت تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الثغرات ناتجة عن إخفاقات محددة أم تعكس خللًا أعمق في أولويات العمل داخل شعبة الاستخبارات العسكرية. وتساءل مسؤولون عما إذا كان هناك قصور في تقدير ترسانة حزب الله، أو سوء توظيف للموارد الاستخباراتية في مواجهة تهديدات آخذة في التطور.

ورأى ضباط احتياط كبار في شعبة الاستخبارات أن معالجة هذه الثغرات لا تقتصر على إدخال وسائل قتالية جديدة، بل تتطلب تغييرًا ثقافيًا في طريقة جمع المعلومات الاستخباراتية واستخدامها، بما يتيح مواجهة أكثر فاعلية لتهديد المسيّرات وصواريخ الدروع بعيدة المدى في أي صراع مستقبلي.

وردًا على النقاشات المهنية الجارية بين شعبة الاستخبارات وسلاح الجو والقيادة الشمالية، أوضح مصدر عسكري رفيع أن القضية تخضع لتحقيق شامل ومتعمق.

وقال المصدر: «تعمل شعبة الاستخبارات والوحدات الاستخباراتية في مختلف الأذرع على البحث والتطوير لبناء قاعدة معرفية استخباراتية تتيح نماذج إنذار أكثر فاعلية، استنادًا إلى أنواع متعددة من المواد الاستخباراتية، إلى جانب إنشاء بنك أهداف للحد من التهديد. ويختلف هذا النهج عمّا كان في السابق، وذلك في ضوء الدروس المستخلصة من تحقيقات السابع من أكتوبر».

«تشكيل فريقين داخل استخبارات القيادة الشمالية»

وأشار المصدر إلى أن المسؤولية عن هذه الإشكاليات موزعة بين شعبة الاستخبارات والقيادة الشمالية وسلاح الجو، قائلًا: «الاستجابة ليست محكمة بالكامل، ولا بد من مواصلة تطوير قدرات الكشف والاعتراض لمختلف أنواع الأسلحة. قبل نحو عام، أنشأت القيادة الشمالية وحدة للدفاع الجوي على الارتفاعات المنخفضة، مهمتها بناء القوة للتعامل مع هذا التهديد. كما جرى تشكيل فريقين داخل استخبارات القيادة الشمالية، يركزان على بناء صورة الوضع لدى العدو ودراسة الأهداف لمنظومات الصواريخ المختلفة. وقد شهدت قاعدة المعرفة تطورًا كبيرًا، وأصبحت المعلومات تؤثر بشكل مباشر على خطط بناء القوة وتحديد الأهداف».

وفي ما يتعلق بتوزيع الصلاحيات، أضاف المسؤول: «من المهم الفصل بين قاعدة المعرفة عن العدو ونماذج الإنذار الخاصة بتفعيل القوة في منظومات حزب الله المختلفة، وهي من مسؤولية شعبة الاستخبارات والوحدات الاستخباراتية، وبين قدرات الكشف والمساندة والاعتراض، التي تقع خارج نطاق مسؤولية شعبة الاستخبارات وتقودها القوات البرية وسلاح الجو».

وفي الوقت ذاته، تبنّت القيادة الشمالية سياسة توسيع نطاق المسؤولية، وعملت على تحسين نماذج الإنذار والقدرات اللازمة لمواجهة هذه التهديدات، سواء في الجبهة الشمالية أو على مستوى الجيش الإسرائيلي عمومًا.

وفي تعليق رسمي، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن «شعبة الاستخبارات أجرت عملية شاملة ومعمّقة للتحقيق في إخفاقاتها يوم السابع من أكتوبر، وهي تخوض حاليًا عملية تحول تنظيمية واسعة تشمل جميع الوحدات والقطاعات والأنشطة داخل الشعبة. وقد عكس إخفاق السابع من أكتوبر فشلًا منظوميًا واسع النطاق».

وأضاف المتحدث: «يتم حاليًا تكييف وتحديث نموذج الإنذار في ساحة لبنان، كما في باقي ساحات القتال، وفق سيناريوهات مرجعية. وتُعد مواجهة تهديد المسيّرات وصواريخ الدروع أولوية عليا في خطة عمل شعبة الاستخبارات وتخصيص مواردها. وتنعكس قدرات الجيش الإسرائيلي في الساحة اللبنانية من خلال الإنجازات العملياتية المتراكمة خلال الحرب مع تنظيم حزب الله، وهي إنجازات ما كان لها أن تتحقق لولا توفر معلومات استخباراتية عالية الجودة، واسعة ودقيقة».

(المصدر: جيروزاليم بوست)

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة