• لبنان
  • الثلاثاء, كانون الأول 23, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 9:11:25 م
inner-page-banner
الأخبار

الميليشيا الدرزية التي أنشأتها إسرائيل في سوريا والتعاون مع الأكراد

بوابة صيدا

أفاد تحقيق نشرته صحيفة "واشنطن بوست" اليوم (الثلاثاء) أن إسرائيل تواصل تسليح ميليشيات درزية في جنوب سوريا، في إطار ما وصفته الصحيفة بدعم متدرّج قُدِّم للأقلية الدرزية في البلاد منذ اندلاع الثورة العام الماضي وصعود النظام الإسلامي بقيادة أحمد الشرع.

وبحسب التقرير، بدأت مروحيات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي في 17 كانون الأول/ديسمبر 2024 بإسقاط شحنات من الذخيرة جوًا، شملت نحو 500 بندقية وذخائر وسترات واقية، لصالح ميليشيا تُعرف باسم «المجلس العسكري»، وذلك بعد تسعة أيام فقط من سقوط بشار الأسد. وقال مسؤولون إسرائيليون حاليون وسابقون للصحيفة إن إسرائيل تسعى إلى التأثير في مسار الأحداث في سوريا عبر دعم ميليشيات درزية موالية، في إطار مسعى أوسع لإضعاف الهوية الوطنية السورية.

ووفق التقرير، بلغ تدفق السلاح ذروته في نيسان/أبريل، عقب مواجهات بين مقاتلين دروز سوريين ومسلحين إسلاميين موالين للنظام في محيط دمشق. ثم تراجع هذا الدعم في آب/أغسطس، بعد المجازر التي وقعت في السويداء، ومع انتقال إسرائيل إلى مسار تفاوضي مع أحمد الشرع. كما بدأت، في تلك الفترة، شكوك تتزايد داخل إسرائيل بشأن موثوقية الانفصاليين الدروز في سوريا وإمكانية تحقيق أهدافهم على أرض الواقع.

ومع ذلك، قال قادة دروز في سوريا ومسؤول إسرائيلي سابق لـ "واشنطن بوست" إن إسرائيل ما زالت تنفذ عمليات إسقاط جوي لمعدات عسكرية غير قاتلة، مثل السترات الواقية والمستلزمات الطبية، لصالح المقاتلين الدروز في سوريا، في خطوة تُضعف فعليًا قدرة الشرع على تركيز السلطة بيده. وأضافت مصادر درزية أن جهات إسرائيلية تدفع رواتب شهرية تتراوح بين 100 و200 دولار لنحو ثلاثة آلاف عنصر من الميليشيات الدرزية، ما يعكس استمرار إسرائيل في الحفاظ على قوة موازِنة في مواجهة السلطة المركزية في دمشق.

وأشارت الصحيفة إلى أنها أجرت مقابلات، في إطار إعداد التحقيق، مع أكثر من عشرين مسؤولًا إسرائيليًا وغربيًا حاليين وسابقين، إضافة إلى مستشارين حكوميين وقادة ميليشيات درزية وزعماء سياسيين في سوريا وإسرائيل ولبنان. وطلب العديد من هؤلاء عدم الكشف عن هوياتهم، نظرًا لحساسية الحديث عن أوجه الدعم الإسرائيلي للدروز السوريين، والذي تضمن عناصر من التعاون السري لم يُكشف عنها سابقًا.

وبحسب التقرير، تمثلت الاستراتيجية العامة للحكومة الإسرائيلية منذ سقوط الأسد، وبخاصة في ضوء دروس السابع من تشرين الأول/أكتوبر، في ضمان عدم قيام نظام معادٍ على الحدود الشمالية. ويرى مسؤولون إسرائيليون، كما نقلت الصحيفة، أن واشنطن تتعامل بسذاجة مع ادعاء أحمد الشرع تخليه عن مواقفه المتطرفة. في المقابل، تؤكد إسرائيل التزامها بحماية الطائفة الدرزية، التي يعيش جزء كبير منها داخل أراضيها.

وفي مقابلة أُجريت معه مؤخرًا في واشنطن، قبيل لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، قال أحمد الشرع لصحيفة "واشنطن بوست" إن دعم إسرائيل للحركات الانفصالية ينبع من «طموحات توسعية»، محذرًا من أن ذلك قد يشعل «حروبًا واسعة في المنطقة، لأن هذا التوسع سيشكّل تهديدًا للأردن والعراق وتركيا ودول الخليج».

لكنه أضاف أن إسرائيل وسوريا «قطعتا شوطًا مهمًا نحو التوصل إلى اتفاق» يهدف إلى خفض التصعيد بينهما، معربًا عن أمله في أن تسحب إسرائيل قواتها من المناطق التي سيطرت عليها في وقت سابق من العام، و«ألا تتيح المجال لعناصر أو أطراف لا ترغب في استقرار سوريا».

من جانبهم، قال مسؤولون إسرائيليون للصحيفة إنه رغم الشكوك تجاه الشرع، أبدت إسرائيل قدرًا من البراغماتية عبر تقليص دعمها للدروز السوريين، وتخفيف الضغط العسكري على سوريا، وإتاحة فرصة للمفاوضات خلال الأشهر الأخيرة. غير أنهم شددوا على أن إسرائيل لن توافق على الانسحاب من المناطق التي دخلها الجيش الإسرائيلي في الجولان السوري عقب سقوط الأسد.

وبحسب مصادر إسرائيلية ودرزية، أوقفت إسرائيل في آب/أغسطس تزويد الدروز بالسلاح، بعد أن صافح الرئيس ترامب أحمد الشرع للمرة الأولى خلال لقائهما في الرياض في أيار/مايو. كما جُمِّدت داخل إسرائيل نقاشات حول تحويل الدروز السوريين إلى ميليشيا وكيلة مسلحة تابعة لها، وسط مخاوف من صراعات داخلية في القيادة الدرزية السورية ومن خطر انجرار إسرائيل أعمق إلى الساحة السورية.

وقال مسؤول إسرائيلي، واصفًا الدعم الإسرائيلي للدروز بأنه «محسوب وحذر»: «قدّمنا المساعدة عندما كان ذلك ضروريًا تمامًا، ونحن ملتزمون بأمن الأقليات، لكن هذا لا يعني أننا سننشر قوات كوماندوز إلى جانب الدروز أو ننخرط في بناء قوات وكيلة». وأضاف: «نحاول مراقبة تطور الأمور هناك، وليس سرًا أن الإدارة الأميركية تدعم بقوة التوصل إلى اتفاق».

وأشار المسؤول نفسه إلى تنامي إدراك داخل إسرائيل بأن الدروز في سوريا ليسوا موحدين خلف زعيمهم الروحي، الشيخ حكمت الهجري، الذي يقود دعوات للانفصال عن دمشق بدعم إسرائيلي.

ويرى بعض الخبراء في الولايات المتحدة وإسرائيل أن استخدام القوة العسكرية في سوريا، والجهود السرية لتعزيز النزعات الانفصالية الدرزية، كانت خطوات سلبية أضرت بالعلاقة مع دمشق، في وقت بدا فيه الشرع متحمسًا للتوصل إلى تفاهمات دبلوماسية تمنع مزيدًا من التصعيد.

وقبل أشهر من سقوط الأسد، أدرك مسؤولون في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن الشرق الأوسط قد يكون على أعتاب تحول جذري.

خريطة الدولة الدرزية – والارتباط الكردي

وبحسب "واشنطن بوست"، بدأ الدروز الاستعداد لمرحلة ما بعد الأسد قبل سقوطه بعدة أشهر، في ظل تراجع نفوذ إيران وحزب الله. وسعى قادة دروز في إسرائيل إلى إيجاد شخصية درزية موازية في سوريا يمكنها المساعدة في قيادة نحو 700 ألف درزي في البلاد في حال انهيار نظام الأسد، وفق ما قاله مسؤولان إسرائيليان سابقان شاركا مباشرة في هذا الجهد. وقد وقع الاختيار على طارق الشوفي، وهو عقيد سابق في جيش الأسد.

ويذكر أحد المسؤولين الإسرائيليين السابقين أنهم جندوا «نحو 20 شخصًا ذوي خبرة عسكرية، ووزعوا رتبًا ومهام، وبدأوا العمل على ما سُمّي بـ(المجلس العسكري)» في محافظة السويداء، المعقل الدرزي جنوب سوريا. وفي تلك المرحلة، حظي المجلس العسكري، برئاسة الشوفي، بدعم الشيخ الهجري، رجل دين درزي متشدد في الستين من عمره، وُلد في فنزويلا، ودعا إلى إقامة دولة درزية ذات حكم ذاتي بدعم إسرائيلي.

ولمساعدة الشوفي على ترميم مبنى قديم ليكون مركز قيادة وشراء زيّ عسكري ومعدات أساسية، حوّلت جهات أمنية إسرائيلية 24 ألف دولار عبر «قوات سوريا الديمقراطية»، وهي ميليشيا يقودها الأكراد وتربطها علاقات أيضًا بإسرائيل، بحسب أحد المسؤولين الإسرائيليين السابقين. وأوضح أن الأموال خُصصت لإبقاء المجلس قائمًا حتى سقوط نظام الأسد. وفي الفترة نفسها تقريبًا، حُوّل بشكل منفصل ما يصل إلى نصف مليون دولار إضافي من الميليشيات الكردية إلى المجلس العسكري، وفق المصدر ذاته واثنين من قادة الدروز في سوريا.

وفي إطار دعم القضية الدرزية، قامت القوات الكردية كذلك بتدريب دروز سوريين، بمن فيهم نساء، في مناطق خاضعة لسيطرتها شمال سوريا. وقال مصدر كردي رفيع، وقائد درزي سوري، ومسؤول إسرائيلي سابق، إن هذا التعاون ما زال قائمًا حتى اليوم. ولم يرد متحدث باسم الجناح السياسي للقوات الكردية على طلبات التعليق من "واشنطن بوست".

وفي السياق نفسه، هاجم وزير الخارجية التركي أمس القوات الكردية، متهمًا إياها بعرقلة الاتفاق على دمجها في صفوف النظام السوري الجديد، وحمّل إسرائيل مسؤولية ذلك.

وبالتوازي، أفاد مصدر غربي بأن الشيخ الهجري أعدّ خرائط مقترحة لدولة درزية مستقبلية تمتد حتى العراق، وعرض الفكرة على الأقل على حكومة غربية رفيعة المستوى في مطلع العام الحالي.

(المصدر: موقع واللا)

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة