الأخبار

بوابة صيدا

سيطرت القيادة العسكرية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي والمدعومة من الإمارات على كامل محافظات جنوب اليمن، في خطوة قد تفتح الباب أمام إعلان استقلال الجنوب وعودة البلاد إلى نظام الدولتين لأول مرة منذ ستينيات القرن الماضي. 

وقالت تقارير إن نحو 10 آلاف مقاتل من قوات المجلس الانتقالي دخلوا الأسبوع الماضي محافظة حضرموت الغنية بالنفط، ثم امتدوا إلى محافظة المهرة الحدودية مع سلطنة عمان، التي لم تكن سابقًا تحت سيطرتهم. وبذلك أصبح المجلس الانتقالي يفرض نفوذه على جميع المحافظات الثماني التي شكّلت دولة جنوب اليمن سابقًا. 

تراجع سعودي لافت 

في تطور يُعد انتكاسة كبيرة للسعودية، التي كانت اللاعب الخارجي الأبرز في اليمن، انسحبت القوات السعودية من قصر الرئاسة في عدن ومن مطار المدينة، في إشارة إلى تراجع نفوذ الحكومة المعترف بها دوليًا والمدعومة من الرياض. 

خيارات المجلس الانتقالي 

رغم أن إعلان الدولة بشكل فوري يُعتبر خطوة محفوفة بالمخاطر، فإن المجلس الانتقالي يرجّح أن يتجه نحو استفتاء على الانفصال عن الشمال في مرحلة لاحقة، فيما يبقى مستقبل هذه الخطوة مرتبطًا بقرارات داعمه الرئيسي، الإمارات. 

منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء عام 2015، تشكّل في الجنوب تحالف سياسي هش بين حزب الإصلاح المدعوم من السعودية والرئيس رشاد العليمي، والمجلس الانتقالي بقيادة عيدروس الزبيدي المدعوم من الإمارات. لكن الزبيدي ظل يمتلك اليد العليا عسكريًا، فيما انتقل العليمي إلى الرياض حيث التقى دبلوماسيين غربيين. 

العليمي دعا قوات المجلس إلى العودة للثكنات، مؤكدًا رفض "أي إجراءات أحادية تقوّض الوضع القانوني للدولة وتخلق واقعًا موازيًا". 

السيطرة على النفط والاتصالات الدولية 

قوات الزبيدي سيطرت مؤخرًا على شركة "بترو مسيلة"، أكبر شركة نفطية في اليمن، ما عزز موقعه لتحديد مستقبل البلاد. في المقابل، يواصل دبلوماسيون غربيون والأمم المتحدة رفض تقسيم اليمن، متمسكين بخطة سعودية لإقامة نظام فيدرالي يضم الحوثيين وقوى الجنوب. 

دبلوماسيون غربيون أجروا اتصالات مع الزبيدي لبحث نواياه وعلاقاته مع روسيا، وسط غياب أي موقف علني من الولايات المتحدة. 

تداعيات إقليمية 

المحللة ميّساء شجاع الدين من مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية اعتبرت أن ما يجري "أكبر منعطف في اليمن منذ سقوط صنعاء بيد الحوثيين عام 2015"، مشيرة إلى احتمال أن يؤدي إلى صدام بين الإمارات والسعودية، وأن المجلس الانتقالي سيكون في موقع قوي للمطالبة بحكم ذاتي للجنوب. 

وترددت تكهنات بأن الإمارات أعطت الضوء الأخضر للمجلس للتحرك بعد توترها مع الرياض على خلفية طلب الأخيرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التدخل لإنهاء الحرب في السودان، وهو ملف تسبب بانتقادات واسعة للإمارات بسبب اتهامات بتسليح قوات الدعم السريع. 

في غضون ذلك، لا تزال بعثة سعودية موجودة في حضرموت تحت ضغط شديد من الرياض لمحاولة احتواء الموقف. 

 (المصدر: الغاردين)