بقلم نادر البزري ـ بوابة صيدا
تصادف اليوم الذكرى السنوية السابعة والثلاثون لرحيل نجم من نجوم قرّاء القرآن الكريم، الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، الذي لا يزال صوته الخاشع يصدح في أرجاء العالم الإسلامي، رغم مرور عقود على رحيله. وكأن الزمن لم يُطفئ وهج تلاوته، ولم يسرق من أرواحنا ذلك السكون الذي يرافق صوته حين يُتلى كلام الله تعالى.
الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، المولود عام 1927 في قرية المراعزة بمحافظة قنا في صعيد مصر، لم يكن مجرد قارئ، بل كان أيقونة في سماء التلاوة، امتلك صوتًا قلّ نظيره، يجمع بين الجمال والرهبة، بين الخشوع وقوة الأداء، بين المقام الموسيقي والإحساس الإيماني العميق.
دخل قلوب الناس من دون استئذان، وقرأ في أكبر المساجد، ومنها المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى. وقد نال شرف أن يُلقب بـ"صوت مكة"، كما حصل على العديد من الأوسمة والتكريمات داخل مصر وخارجها.
ما يميّز الشيخ عبدالباسط ليس فقط جمال صوته، بل خلوص نيّته وصدق أدائه، وقدرته على إيصال معاني القرآن للقلوب قبل العقول. صوته لا يُشبه سواه، ولا تُملّ تلاوته، بل إن كثيرًا من المستمعين ما زالوا يختارونه ليكون أنيسًا في صلاتهم، ورفيقًا في لحظات التأمل والسكينة.
لقد ترك الشيخ عبدالباسط عبدالصمد تأثيرًا عظيمًا في الأمة، وغيّر نظرة الناس لتلاوة القرآن، فنقلها من طقس تعبّدي إلى تجربة روحانية شاملة، يتحرّك فيها القلب والعقل معًا. وعلى الرغم من رحيله يوم 30 تشرين الثاني / نوفمبر عام 1988، إلا أن حضوره لا يزال قائمًا، يُحيي القلوب ويُبكي العيون بخشوع.
في ختام هذا المقال، لا يسعنا إلا أن نرفع أيدينا بالدعاء لهذا القارئ القدير، ونسأل الله أن يغفر له، ويرحمه، ويُثقل ميزانه بما قدم من خدمة لكتاب الله، وأن يجزيه عن أمة محمد ﷺ كل خير.
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..