• لبنان
  • الأحد, تشرين الثاني 23, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 7:55:28 ص
inner-page-banner
الأخبار

تزايد "مذهل" في إقبال مجتمع الميم (الشاذين) على المعاهد الدينية اليهودية  

بوابة صيدا

يشير مسح وطني حديث في الولايات المتحدة إلى عمق التحول الذي طرأ على الكراسي الدينية اليهودية: حيث أظهرت النتائج أن 51% من طلاب الحاخامية الذين شملهم الاستطلاع يُعرفون عن أنفسهم كأفراد من مجتمع الميم. هذا الاكتشاف الصادم يقدم أول دليل تجريبي لظاهرة يلاحظها العديدون في الأوساط الحاخامية غير الأرثوذكسية منذ سنوات.

وفي هذا السياق، تقول "حنا كاربيل-بوميرانتز"، التي التقت بـ "زوجتها" كزميلة لها في مدرسة الحاخامية بالقدس قبل أربع سنوات: "لقد أرادت كلية الاتحاد العبري تسليط الضوء عليّ أنا وزوجتي كقصة حب، وكشيء يجعل المدرسة تبدو جيدة. هذا يشير إلى أن الحياة اليهودية التقدمية الأمريكية تطورت لدرجة أن دمج مجتمع الميم أصبح أمراً مفروغاً منه".

تحول ديموغرافي "مذهل"

يصف "جوناثان كراسنر"، أستاذ الدراسات اليهودية في جامعة برانديز، هذا التطور بأنه "مذهل إلى حد ما، إذا أخذنا المنظور التاريخي، نظراً لأن مدارس الحاخامية لم تكن تقبل طلاب مجتمع الميم حتى التسعينيات أو ما بعدها".

ويرتبط هذا التحول الديموغرافي بتحول أوسع في الدور الحاخامي، حيث يتراجع نموذج "الحكيم الواعظ" ليحل محله نمط قيادي أكثر رعوياً وتفاعلاً. يدخل الحاخامات الطموحون هذا المجال بتوقعات جديدة، بينما تفرض التجمعات اليهودية مطالب غير مسبوقة على رجال الدين، مما يغذي أزمة شاغرة في العديد من المنابر.

ويجادل التربويون بأن الحاخامات من مجتمع الميم، الذين صقلتهم معركتهم الطويلة من أجل الإدماج، يبرزون كقادة تحتاجهم المجتمعات اليهودية وسط الاستقطاب وتصاعد معاداة السامية.

الحاخامية ترحب بالاضطراب والإبداع

قال الحاخام "بينيه لابي"، مؤسسة معهد "سفارا" (SVARA) الديني (المدرسة الدينية للمثليين / الشاذين) "الأشخاص الذين أعادوا تخيّل حياتهم قادرون على جلب وضوح وتعاطف يغني المجتمع كله". 

وتساءل لابي: "السؤال ليس: لماذا هذا العدد الكبير من الكوير؟ بل: "لماذا تعتبر هذه أخباراً سارة بشكل استثنائي لمستقبل اليهودية؟"

تشير الدراسة الجديدة، التي نشرتها مجموعة "أترا" (Atra) شملت 181 مشاركًا، معظمهم من غير الأرثوذكس، ما يجعل من الصعب تعميم النتائج على جميع طلاب الحاخامية. لكن الباحثة الرئيسية "ويندي روسوف" أكدت أن الرقم "ليس بعيدًا عن الواقع"، مشيرة إلى أن بعض المعاهد أبلغت فريقها بشكل غير رسمي أن نصف طلابها تقريبًا من مجتمع الميم. 

الأرقام تكشف عن تصاعد تدريجي: 7% فقط من الحاخامات الذين تخرجوا قبل 2004 كانوا من مجتمع الميم، مقابل 15% بين 2005 و2014، و29% بين 2015 و2024، وصولًا إلى 51% بين الطلاب الحاليين. 

نهاية زمن القلق والوصم

يتوقع الأكاديميون والتربويون أن تثير هذه الأرقام الهائلة همسات وقلقاً في بعض أركان المجتمع اليهودي حول "تحول الحاخامية إلى الكويرية". ويشير الباحثون إلى أن هذا القلق يذكّر بالفترة التي بدأت فيها النساء بالتسجيل في مدارس الحاخامية بأعداد كبيرة، حيث توقع البعض "تأنيثاً" لليهودية وفقداناً للسلطة الحاخامية.

وتذكرت "ديبورا واكسمان"، رئيسة منظمة "إعادة بناء اليهودية"، تلك الحقبة، حيث روت كيف بكت والدتها عندما أعلنت عن ميولها المثلية أثناء سنتها الأولى في المدرسة الحاخامية عام 1993، قائلة: "أمي بكت وقالت: سيكون الأمر صعبًا عليك كحاخامة امرأة، والآن أخشى ألا تجدي عملًا كحاخامة مثلية". 

واليوم، يرى قادة المدارس الدينية أن هذا الارتفاع يمثل ليس فقط انفتاحاً جديداً، بل أيضاً "تراكماً لطموحات أجيال" مُنعت طويلاً من ممارسة الدور القيادي.

ووصف "أندرو ريهفيلد"، رئيس كلية الاتحاد العبري، هذا الأمر بأنه "تراكم للاهتمام". وأضاف: "لسنوات، تم استبعاد اليهود المثليين والمثليات ليس فقط من القيادة، ولكن من العديد من المجتمعات نفسها. الآن بعد أن فُتحت الأبواب، ليس من المستغرب أن يحدث هذا التوازن".

وقارنت "شولي روبين شوارتز"، رئيسة "المعهد اللاهوتي اليهودي"، قارنت الظاهرة بما حدث عند فتح أبواب الحاخامية أمام النساء، حيث شهدت البداية موجة كبيرة من الاهتمام من اللواتي حُرمن سابقًا من هذا الدور. 

نظرية أخرى تربط بين الهوية الكويرية والحياة الروحية اليهودية. "بيني لابّي"، مؤسسة "سافارا" وهي مدرستها الدينية التي تُعنى بالمثليين، قالت إن آلاف الطلاب المثليين درسوا التلمود خلال العقدين الماضيين، وإن كثيرًا منهم التحقوا لاحقًا بالمعاهد الدينية. وأضافت: "هذا التحول ليس صدفة، بل نتيجة طبيعية لتقليد ديني تجدد دائمًا عبر أشخاص مرّوا بالاضطراب وأعادوا تخيّل حياتهم". 

وترى "كاربل-بوميرانتز" أن هذه الفئة تجلب معها مستوى من الوعي الذاتي ينبع من العمل على فهم هويتها، مضيفة: "في هذه اللحظة بالذات من التاريخ، هناك شيء قيم حقاً حول استعداد الأشخاص الذين لديهم هويات مهمشة متعددة لتولي دور القيادة المجتمعية... وآمل أن تكون مجتمعاتنا قادرة على رؤية وجود الكوير كهدية، كما أعتقد أنها كذلك".

وقالت: "أنا في مدرسة حاخامية لأني أريد أن أصبح مُعلمة رعوية سريرية. أولًا، عليّ أن أصبح قسيسة مستشفى، وبعد ذلك يمكنني أن أتعلم كيفية القيام بذلك".

"ليورا كاي" مديرة خدمات التوظيف في مؤتمر الحاخامات الإصلاحيين، قالت إنها تُعد الطلاب لمواجهة احتمالات التحيّز، لكنها تؤكد أن الحركة الإصلاحية تفرض تدريبات إلزامية ضد التحيّز على لجان البحث قبل مقابلة المرشحين. 

وأضافت أن كثيرًا من الخريجين يجدون مجتمعات تحتفي بقيادتهم، وأن بعض الكنائس تبحث صراحة عن حاخامات يعكسون تنوعها.

ومع ذلك، أشار ريفيلد إلى أن التمييز لا يزال يحدث، مستشهدًا بحالة طالب اضطر لإنهاء مقابلة بعد أسئلة غير لائقة، معتبرًا أن الخسارة الأكبر كانت للمجتمع الذي حُرم من موهبة حقيقية. 

اليوم، تعمل كاربيل-بوميرانتز وزوجتها كمتدربتين في كنائس بـ "لوس أنجلوس"، وتشعران بالثقة تجاه ما تقدمانه. وتقول: "في هذه اللحظة التاريخية، هناك قيمة كبيرة في أن يتولى أشخاص يحملون هويات مهمّشة متعددة دور القيادة. وآمل أن ترى مجتمعاتنا وجود المثليين كهدية، كما أؤمن أنه كذلك". 

(وكالة JTA / تايمز أوف إسرائيل)

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة