أثار ناشطون مناهضون للصهيونية جدلًا واسعًا بعد تنظيمهم عرضًا في محطة "يونيون" بالعاصمة الأمريكية الخميس، استعاد واحدة من أقدم وأخطر الأساطير المعادية لليهود المعروفة باسم "فرية الدم"، والتي تسببت عبر قرون في موجات عنف واضطهاد ضد اليهود.
العرض تضمّن ممثلين يرتدون أقنعة لرئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" والرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" والرئيس السابق "جو بايدن" ووزير الخارجية "ماركو روبيو" ووزير الخارجية السابق "أنتوني بلينكن"، وهم يشربون سائلًا أحمر من كؤوس نبيذ على طاولة مزينة بنجوم داوود زرقاء ملطخة بقطرات حمراء، في مشهد وُصف بأنه محاكاة لدماء غزة.
الممثلون ظهروا وهم يمضغون أطرافًا وأعضاءً صناعية مغطاة بسائل أحمر، ثم يمسحون وجوههم الملطخة بالدماء بأعلام إسرائيلية. كما أظهر مقطع آخر شخصية نتنياهو وهي تقود الشخصيات الأمريكية بسلاسل كلاب، فيما يقلّدون أصوات وحركات حيوانية.
إلى جانب الطاولة، وُضع "قائمة طعام" بعنوان "عشاء أصدقاء إسرائيل"، تضمّنت بنودًا مثل "أطراف أطفال غزة"، "أعضاء مسروقة"، "جلد محصود بشكل غير قانوني"، ومشروب بعنوان "دماء غزة المسفوكة".
ردود غاضبة من الجماعات اليهودية
اللجنة اليهودية الأمريكية قالت إن "فرية الدم كانت حاضرة بشكل كامل اليوم"، ووصفت العرض بأنه "إحياء لأحد أخطر الصور النمطية المعادية لليهود في التاريخ".
مجلس العلاقات المجتمعية اليهودية في واشنطن اعتبر أن "مشهدًا كهذا كان ليبدو مألوفًا في ألمانيا النازية، لكنه عُرض اليوم على بعد خطوات من قلب الديمقراطية الأمريكية".
أما رابطة مكافحة التشهير فوصفت العرض بأنه "مقزز بكل المقاييس".
خلفية تاريخية
فرية الدم، التي تزعم زورًا أن اليهود يقتلون غير اليهود لاستخدام دمائهم في طقوس دينية، تعود إلى القرن الثاني عشر في أوروبا، حيث أدت إلى موجات عنف في إنجلترا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا، واستُخدمت لاحقًا في دعاية النازيين. كما ظهرت في بلدان أخرى مثل سوريا وإيران.
في الولايات المتحدة، أدخلها رجل دين بيوريتاني ورئيس جامعة هارفارد في القرن السابع عشر، ثم تكررت في حوادث أبرزها عام 1928 حين اختفت طفلة في نيويورك، واتُهمت الجالية اليهودية زورًا بقتلها قبل العثور عليها حيّة.
اليوم، يرى مراقبون أن بعض الناشطين المناهضين للصهيونية يعيدون تدوير هذه الأساطير القديمة، عبر اتهامات غير مثبتة بأن إسرائيل "تحصد أعضاء الفلسطينيين"، في تكرار لموروثات معادية لليهود بلبوس سياسي جديد.
(تايمز أوف إسرائيل)
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..