المجتمع

أعلن علماء أنهم توصلوا إلى طريقة قد تعيد البصر لمرضى اضطراب بصري شائع، عبر "إعادة تشغيل" شبكية العين وإعادتها إلى حالتها المبكرة، بما يسمح لها بالنمو ومعالجة نفسها ذاتياً. 

فريق بحثي من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) في الولايات المتحدة اكتشف أن تخدير الشبكية بشكل مؤقت يمكن أن يعيد النظام البصري إلى حالته الأولى، ما يفتح الباب لعلاج مرض يعرف بـ"الغمش" أو "العين الكسولة". 

هذا الاضطراب يحدث عندما لا يتطور البصر في إحدى العينين أو كلتيهما بشكل طبيعي خلال الطفولة، إذ يتعلم الدماغ تجاهل إحدى العينين. العلاجات الحالية تكون فعّالة فقط في سنوات الطفولة الأولى، حين تكون الاتصالات العصبية في طور التشكّل. 

لكن الدراسة الجديدة، المنشورة في مجلة "Cell Reports"، أظهرت أن تخدير شبكية العين المصابة بالغمش لدى الفئران لعدة أيام أعاد استجابة الدماغ البصرية لتلك العين حتى في مرحلة البلوغ. ويأمل الباحثون أن يثبت العلاج فعاليته لاحقاً على أنواع أخرى من الحيوانات، وصولاً إلى البشر. 

وقال الباحث المشارك مارك بيرز: "إذا نجح الأمر، فسيكون تقدماً كبيراً، لأنه سيعني أن العين السليمة لن تحتاج إلى تعطيلها أثناء العلاج. يمكن ببساطة إيقاف العين الكسولة مؤقتاً وإعادتها إلى النشاط من جديد". 

ركز العلماء في أبحاثهم على شبكة عصبية في الدماغ تُعرف بـ"النواة الركبية الوحشية"، وهي المسؤولة عن نقل المعلومات من العينين إلى القشرة البصرية حيث تتم معالجة الرؤية. وكان باحثون قد اكتشفوا عام 2008 أن تعطيل إشارات الشبكية يؤدي إلى إطلاق دفعات كهربائية متزامنة نحو القشرة البصرية. الدراسة الحالية اختبرت ما إذا كانت هذه الدفعات يمكن أن تلعب دوراً في علاج الغمش. 

وبعد حقن الفئران المصابة بمخدر في العين، وجد الباحثون أن الشبكية توقفت عن العمل لمدة يومين، ثم قاسوا نشاط الخلايا العصبية في القشرة البصرية. النتيجة أظهرت أن نسبة الإشارات القادمة من العين المصابة ارتفعت لتقترب من تلك القادمة من العين السليمة، ما يشير إلى أن التخدير قد يكون بمثابة "إعادة تشغيل" للعين. 

وقال الباحثون في ختام الدراسة: "نحن متفائلون بحذر بأن هذه النتائج قد تقود إلى نهج علاجي جديد للغمش لدى البشر، خصوصاً بعد اكتشاف أن تعطيل العين الكسولة مؤقتاً يثبت فعاليته". 

(المصدر: ذي إندبندنت)